1111485
1111485
الاقتصادية

كويتي وسعودي يستلهمان مشاهد من التاريخ العماني في أحضان القرية التراثية

21 يناير 2019
21 يناير 2019

كتب– عامر بن عبدالله الأنصاري -

قبل أن تسدل الشمس خيوط أشعتها في حديقة العامرات السبت الماضي، كانت الأهازيج الشعبية تعلو بالتراث الذي تتمتع به ولاية منح، حيث استعرضت جملة من مظاهر الماضي والموروث الذي تزخر به في مهرجان مسقط 2019، فكان من بين المستمتعين المنتشين بعذوبة الألحان العتيقة موسى الموسى من دولة الكويت الشقيقة، وعلى جانب قريب منه يتأمل الشاعر والأديب السعودي محمد الزهران في تفاصيل تجسد التراث المادي وغير المادي لولاية منح، فكانت الفرصة سانحة لننتشلهم من انسجامهما ليعبرا لنا عما يجول في خواطرهما.

أول زيارة

بداية حدثنا الكويتي موسى الموسى بقوله: «أول زيارة لي للسلطنة، وأنا معجب بشكل عام بالتطور الذي رأيته في عمان، أما مهرجان مسقط فهو أصيل ركز على التراث الشعبي وعلى الأشياء القديمة، من المحتمل أن شباب الجيل الحالي لا يعرف كثيرا عن الماضي، وبالتالي هذا المهرجان الأصيل علم وتاريخ يشاهد أمام الناس وعلى الأجيال أن تتعلم منه، لا أن تستسلم الأجيال إلى التكنولوجيا والتطور التقني دون الرجوع إلى الأصل».

وأضاف الموسى: «أنا اقدم شكري للحكومة العمانية التي تهتم بالتراث، وهذا دليل على وعي أن مثل هذه المهرجانات ثقافة حقيقية للشعب والزوار والضيوف، وبذلك أن تريهم عمق تاريخ البلد المتجذر، وهذا أمر مهم جدا».

واسترسل بقوله: «الزيارة الأولى لي إلى السلطنة أعترف أنها جاءت متأخرة، من أهم أسباب هذا التأخير أنه من الناحية الإعلامية أرى أن هناك نوعا من التقصير، فلا نعرف الكثير عن السلطنة، ولا نرى في أعلامنا من يتحدث عن السلطنة، وقد يكون التقصير من ناحيتنا، حيث لا نفتح قنوات السلطنة لنشاهد مكنونات هذا البلد العريق، وقد سافرنا كثيرا لدول متعددة، أغلب الدول العربية تتميز بالمجمعات التجارية العملاقة والكبيرة والمنتشرة في كل مكان، ولكن في السلطنة وجدت شيئا مختلفا، وجدت المعمار، والهوية العمانية طاغية على ملامح البلد، شيء رائع جدا، وأتمنى أن أرى الكثير مما تخبئه مسقط، على أمل أن أتمكن من زيارة الولايات الأخرى وأشاهد ما فيها».

ومما قاله: «حاليا أسكن في أحد الفنادق، وكنت أتمنى أن تكون هناك بعض المنشورات التي تعرف النزلاء بالمواقع السياحية الموجودة في السلطنة، وكذلك تحتوي على معلومات بتلك الأماكن».

واختتم حديثه: «ما رأيته إلى اليوم في السلطنة، ولم امكث سوى يومين إلى الآن، وجدت أن البلد يستحق السياحة ويستحق أن يصرف عليه إعلاميا لتعريف الناس بهذا البلد».

ترتيب دقيق

أما الشاعر والأديب محمد الزهراني فقال: «أتشرف بأنني أزور عمان كل عام وألتقي بأهلي وصحبي، أول ما شدني في مهرجان مسقط الدعاية المتوفرة والتنظيم الجيد، فجميع الأماكن في المهرجان موزعة بترتيب دقيق وكل من يبحث عن مكان يجده بسهولة، الأمر الآخر أن المساحة كبيرة وكافية وتستوعب جموع الزائرين، حتى في الفناء الخارجي، فمواقف السيارات متوافرة، وحركة الانتقال سهل، كما لفت انتباهي تنوع التراث في المهرجان، من تنوع الفنون، والحرف، فتجد الحرف البحرية، والصحراوية، وغير ذلك، إلى جانب ذلك الكرم العماني واضح، فالجميع هنا يدعوك للقهوة، أو لتناول بعض الوجبات، ومن كثير من الناس، وهذا الكرم يضيف إلى عمان سياحيا ويساهم في الجذب السياحي».

وأضاف: «القرية التراثية، وأحياء الفنون القديمة، والمهن، يجذر في نفوس الأجيال الحالية والقادمة الهوية العمانية ويؤصلها، خصوصا ونحن في عصر عولمة واستلاب لكل شيء، فها هي الفرصة متاحة للعائلات والأجيال بأن تشاهد كيف كان يعيش الآباء والأجداد وتكون صورة ذهنية لا إرادية».

وحول دور الأديب في الحفاظ على الموروث قال الزهراني: «قبل شهر كنت أبحث عن كتب في التراث العماني، وفي التاريخ العماني، فوجدت كتاب السالمي، ثم وجدت كتابا مترجما عن الأمثال عمانية، فاستغربت، أمثال عامية كيف يهتم بها مستشرق، وإن كنت على خطأ فأتمنى أن يصوب معلوماتي أحد، بالتالي لا توجد كتب عمانية، أو لم تصلني كتب عمانية مهتمة بالموروث، وجدت ذلك في البحرين، والكويت، وقطر، هناك كتب توثق كل شيء حتى أغاني الغوص، وأغاني الأفراح، والأمثال، كما أن هناك اهتماما بالتاريخ المروي على لسان كبار السن، مع أن عمان بالتاريخ متجذرة منذ آلاف السنين، ولها موروث يمتد إلى أفريقيا كما نعرف، لكن هناك عدم اهتمام للأسف، أو أنها لم تصلني».

وأضاف: «أنا مستعد بأن أدعم كتابا يجسد الموروث العماني خلال هذا العام، إن استحق أن يكون إصدارا نابعا من اشتغالات حقيقية أنا مستعد بأن أتكفل بطباعة هذا الكتاب».