1111054
1111054
العرب والعالم

قمة بيروت تقر إنشاء صندوق للتكنولوجيا والإسراع في الاتحاد الجمركي والاستثمار في الدول المستضيفة للاجئين

20 يناير 2019
20 يناير 2019

عون يقترح إنشاء بنك عربي للإعمار والتنمية ويطالب بعودة النازحين السوريين -
بيروت :عمان - حسين عبدالله - (رويترز):-

انعقدت امس في بيروت أعمال القمة العربية التنموية في دورتها الرابعة بمشاركة وفد السلطنة برئاسة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، إلى جانب ممثلين عن كل الدول العربية باستثناء سوريا وليبيا، وقد وصل ممثلو الدول إلى مقر انعقاد القمة في واجهة بيروت البحرية حيث كان في استقبالهم رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ، كما حضر الافتتاح عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية، اللبنانية والعربية، ورؤساء الطوائف اللبنانية.

وفي ختام أعمال الجلسة الأولى من القمة العربية التنموية في بيروت امس، أعلن أمير دولة الكويت مبادرة لإنشاء صندوق للاستثمار في مجال التكنولوجيا والاقتصاد برأس مال قيمته 200 مليون دولار أمريكي بمشاركة القطاع الخاص «على أن تساهم بلاده بمبلغ 50 مليون دولار من هذا الصندوق».

وتبحث القمة العربية التنموية مشاريع قرارات أعدها وزراء الخارجية حول 29 بندا مطروحا على جدول الأعمال، ومن أبرز بنود القمة دعم الاستثمارات في الدول المضيفة للاجئين السوريين، والإسراع في إنشاء الاتحاد الجمركي العربي ، وعلى مستوى القادة شارك في القمة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون باعتباره المضيف، فيما تراوح مستوى رؤساء بقية الوفود بين رؤساء حكومات أو وزراء.

وكان أمير قطر قد وصل صباح امس إلى مطار رفيق الحريري الدولي وكان الرئيس عون في استقباله، ثم غادرا المطار على متن السيارة نفسها، متوجهين إلى الواجهة البحرية لبيروت حيث ستبدأ القمة العربية الاقتصادية، وكان لقاء سريع عقد بين الإثنين في قاعة كبار الزوار في المطار.

وبعد إعلان الرئيس عون افتتاح أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، استهلت الجلسة بكلمة وزير المالية في المملكة العربية السعودية محمد بن عبد الله الجدعان الذي اعتبر أن انعقاد القمة يأتي في وقت تواجه الأمة العربية العديد من التحديات وعلينا أن نكون أكثر حرصا على توحيد الجهود ومواجهة ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار ببلداننا، وأشار الجدعان إلى أن السعودية ستعيد طرح دمج قمة التنمية ضمن القمة العربية.

عون: تحملنا العبء الأكبر

وفي كلمته خلال القمة، أشار الرئيس عون إلى أن لبنان دفع الثمن الغالي جراء الحروب والإرهاب ويتحمل منذ سنوات العبء الأكبر لنزوح الأشقاء السوريين والأخوة الفلسطينيين كما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر بعدوانه وعدم احترامه القرارات الدولية، ودعا جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة وبلورة آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات التي تواجهنا، ومتطلبات إعادة الإعمار. كما طالب عون المجتمع الدولي ببذل كل الجهود لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم ولا سيما إلى المناطق المستقرة أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي.

وسأل: أين دولنا من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من القضاء على الفقر إلى محاربة عدم المساواة والظلم في وقت تُهدم البيوت على رؤوس أصحابها وتنتهك حقوق الشعوب بالحرية والعيش الكريم؟

وقال أنه سيقترح في مشروع البيان الختامي للقمة حلولا من أجل «عودة آمنة» للاجئين، ومنذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 فر أكثر من مليون شخص عبر الحدود إلى لبنان.

وأضاف «وقد عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول أزمة النازحين واللاجئين نظرا لانعكاسات هذه الأزمة الخطيرة على اقتصاد دولنا». وقال عون «في ظل التحديات الجسام والمهام الكبرى التي تواجهنا بعدما عصفت الحروب والأزمات في عدد من البلدان العربية أتقدم بمبادرة رامية إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية داعيا إلى وضع آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات ومع متطلبات إعادة الإعمار وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام».

وقبيل انعقاد القمة تركزت نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد أكثر من سبع سنوات على تعليق عضويتها. وختم عون قائلاً: كنا نتمنى أن تكون هذه القمة مناسبة لجمع كل العرب فلا تكون هناك مقاعد شاغرة وقد بذلنا كل جهد لإزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الشغور إلا أن العراقيل كانت للأسف أقوى نأسف لعدم حضور الإخوة الملوك والرؤساء ولهم ما لهم من عذر لغيابهم.

أبو الغيط : المنطقة بعيدة عن التطلعات

بدوره، أشار الأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط في كلمة له خلال القمة إلى انه برغم الجهود للصعود بالأوضاع الاقتصادية فإن المنطقة العربية ما زالت بعيدة عن تحقيق تطلعاتها، وأمل في إظهار أكبر قدر من التعاضد لدعم المجتمعات التي تضغط عليها الأزمات الإنسانية ومن بينها لبنان والأردن.

وأسف أبو الغيط لعدم مشاركة وفد ليبيا في القمة وللظروف التي أوصلت الأمور إلى هذه النقطة لأن ليبيا ولبنان بلدان عزيزان آملاً في أن تتم معالجة هذا الأمر.

فاعليات جلسات العمل

بعدها أعلن الرئيس عون بدء فاعليات أولى جلسات العمل ودعا النائب الاول لرئيس البنك الدولي الدكتور محمود محيي الدين إلى إلقاء مداخلة حول موضوع تمويل التنمية، واعتبر محيي الدين انه لن تتحقق أهداف التنمية من دون الارتقاء بالعلم والاستفادة من التكنولوجيا، مقترحا بأن تكون هناك اهتمامات بإيجاد استراتيجيات للتجارة الإلكترونية.

كلمات رؤساء الوفود

وفي كلمته، دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للإسراع في تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام ويتحتم تحقيق السلام أيضا في اليمن وسوريا ، من جهته، طالب نائب الرئيس السوداني الفريق أول الركن بكري حسن صالح في كلمته بالتعالي عن الخلافات والتنازل لبعضنا البعض لإنهاء مظاهر العزلة.

أما رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز فقال: أملنا كبير بهذه الدورة برئاسة الجمهورية اللبنانية أن تتكلل بالنجاح ونأمل إيجاد الأطر الكفيلة لزيادة التعاون بين القطاع الخاص في بلادنا ففي تعاوننا وتعاضدنا الخير لشعوبنا.

رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله لفت إلى أن إسرائيل تواصل استباحة أرضنا وتمعن في سيطرتها على حركة البضائع والأشخاص لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، مشددا على أن التطبيع مع إسرائيل لا يجب أن يتم قبل استعادة الحقوق العربية وان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم التاريخية. من جانبه، رأى رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صلاح انه لا يمكن تصور التنمية من دون أمن، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الأمر يتطلب توجيه استراتيجيات التنمية نحو الإنسان العربي ومساعدة شبابنا لتجنيبهم السقوط في براثن التطرف والإرهاب.