1110988
1110988
العرب والعالم

«التحالف» يشن غارات على صنعاء ويعلن عملية عسكرية «نوعية»

20 يناير 2019
20 يناير 2019

مقتل 5 خبراء في نزع الألغام باليمن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد:-

شنّت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية في الساعات الأولى من صباح أمس 24 غارة على العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تحليق مكثّف وعلى علو منخفض.

وأكدت مصادر طبية مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين جرّاء الغارات العنيفة التي تسبّبت في وقوع انفجارات قوية سمع دويّها في أرجاء العاصمة.

واستهدفت الغارات مقرّ الفرقة الأولى مدرّع «المنحلّة»، وقاعدة الديلمي الجوية «المحاذية لمطار صنعاء الدولي»، وأحد الهناجر الخاصة بالإسفنج بالقرب من مصنع للبفك في حي جدر، ومنزل المواطن «عبد الحميد الحوالي» في حي دارس، وهنجر خلف المستشفى السعودي الألماني. وقال موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة «أنصار الله» إن الطيران السعودي شنّ غارتين على مصنع «آزال» للإسفنج ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين ونشوب حريق في المصنع.

وأشار إلى أن الطيران قصف بغارتين مصنع للمواد الغذائية في منطقة وادي أحمد شمال العاصمة، متسبّباً بدمار كبير وحريق هائل في المصنع وتضرّر منازل المواطنين في الأحياء السكنية القريبة من المصنع المستهدف.

وصرّح المتحدّث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف نفّذت منذ مساء أمس الأول عملية عسكرية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعة لقدرات الطائرات بدون طيّار في 7 مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرّقة بصنعاء.

وأوضح العقيد المالكي في بيان نقلته أمس وكالة الأنباء السعودية «واس» أن عملية الاستهداف «جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة ومنذ وقت طويل، شملت رصد ومراقبة نشاطات جماعة أنصار الله وتحرّكات عناصرها بهذه الشبكة لمعرفة وربط مكوّنات النظام وبنيته الأساسية عملياتياً ولوجستياً وكذلك منظومة الاتصالات وأماكن تواجد الخبراء الأجانب».

وبيّن العقيد المالكي أن الأهداف المدمّرة شملت أماكن التخزين للطائرات بدون طيّار، وورش التصنيع وقطع الغيار، وورش التركيب والتفخيخ، وأماكن الفحص وتجهيز منصّات عربات الإطلاق وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات.

وأكد أن عملية الاستهداف «تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كافة الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين وتجنيبهم للأضرار الجانبية».

وأشار العقيد المالكي إلى «التزام قيادة القوات المشتركة للتحالف بتطبيق القانون الدولي الإنساني بكافة العمليات العسكرية واستمرار التزام التحالف بمنع وصول واستخدام أنصار الله وكذلك التنظيمات الإرهابية لمثل هذه القدرات النوعية التي تهدّد الأمن الإقليمي والدولي». من جانبه قال رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي إن قصف العاصمة صنعاء والمحافظات «ليس جديدا على تحالف ينتهك القوانين الدولية والإنسانية، وهذه الغارات هي نتيجة للدعم والمشاركة والتشجيع الأمريكي للتحالف حسب قوله وتأكيد لتصريحات سلام بومبيو الإعلامي بزيارته، ولم تعد تخيف أبناء الشعب اليمني وإنما ستؤكد في ذكرى الشهداء عظمة تضحيتهم».

وأضاف في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع «تويتر» أمس، «فشل ذريع لإجرام وإرهاب دول التحالف وحلفائه باليمن يجعلهم دائماً يمارسون حرب إعلامية بأساليب مملّة وقديمة وهم يفتعلونها لابتزاز المنظّمات العاملة ويهوّلون من خلالها لحلفائهم. نقول لهم أربع سنوات عرف الشعب بشاعة مجازرهم فيها ولم يفلحوا، والحل سياسي فقط».

كما بثّت قناة «المسيرة» الفضائية تسجيلاً مصوّراً لأسير من الجيش السعودي يناشد فيه سلطات بلاده الالتفات إلى وضعه الصحي المتدهور بسبب مرضه بفيروس الكبد.وناشد الأسير السعودي «سرعة نقله للعلاج بعملية تبادل بعد تدهور حالته الصحية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم». وقال الجندي الأسير السعودي موسى شوعي علي عواجي الذي أسر في نجران قبل عامين: إنه بحاجة إلى عملية خارج اليمن ولن يتم ذلك إلا بعد إجراء عملية تبادل للأسرى.

وأوضح أن إصابته بفيروس الكبد كانت في وقت سابق، مشيراً إلى أنه أصيب بالمرض بالوراثة، مشيداً «بتعامل الجيش واللجان الشعبية الحسنة وبذل كل ما في جهدهم في سبيل تحسّن صحته التي تدهورت».

وأوضح الأسير السعودي أن ممثّلين للجنة الدولية للصليب الأحمر زاروه وأبلغوه بأنهم سيخاطبون الجانب السعودي بشأنه.

وفي التسجيل المصوّر أجرى الأسير اتصالاً هاتفياً بأهله وأبلغهم بحالته الصحية المتدهورة وأنه «يجب علاجه خارج اليمن»، وناشدهم أن «يتابعوا قضيته ضمن ملف الأسرى الذي لم ينل من الجانب السعودي أي اهتمام».

وكانت «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» (التابعة لأنصار الله) أعلنت أنها أبلغت الجانب السعودي بالأسير المريض وأن حالته فوق إمكانيات اليمن العلاجية بسبب الحصار. وأوضحت اللجنة أنه «لا يوجد تجاوب من الجانب السعودي».

من جانب آخر قتل خمسة خبراء في مجال نزع الألغام في اليمن أمس في انفجار وقع في مخزن للألغام عند أطراف مأرب بوسط اليمن الغارق في نزاع مسلح، بحسب ما أعلن مسؤول أمني يمني وطبيب.

وقال المسؤول الأمني في القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا لوكالة فرانس برس إن الخبراء كانوا يعملون في المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة.

وأوضح المصدر أن الانفجار وقع أثناء نقل ألغام بهدف إتلافها، مشيرا إلى أن سببه غير واضح تماما بعد.