صحافة

آرمان: الاتفاق النووي وسبل تحقيق المصالح الإيرانية - الأوروبية

20 يناير 2019
20 يناير 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «آرمان» مقالاً جاء فيه: الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران في صيف عام 2015 مع القوى العالمية كان ضرورياً لتجنب استمرار الأزمة النووية التي كادت أن تؤدي إلى مضاعفات لايمكن التكهن بنتائجها لولا الجهود التي بُذلت من أطراف متعددة لنزع فتيل هذه الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من المراقبين كان يعتقد بأن الاتفاق النووي وُلد ميّتاً بسبب الخلافات الجوهرية بين بعض أطرافه لاسيّما بين إيران وأمريكا، وما عزّز هذا الاعتقاد فيما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق بدعوى أنه لا يتناسب مع مصالحها الاستراتيجية.
وقالت الصحيفة إنّ ما ذهب إليه البعض من أن الاتفاق النووي وُلد ميّتاً لا يجانب الحقيقة كثيراً، ولكن هذا لايلغي أهمية المفاوضات التي كانت تهدف في الأساس إلى التوصل إلى حلول للأزمة النووية خصوصاً وأن طهران كانت تسعى لإثبات حقّها في حيازة التقنية النووية السلمية طبقاً للمعاهدات الدولية وفي مقدمتها معاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي) وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسعي كذلك لرفع الحظر المفروض على إيران مقابل التزامها بتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية وإيقاف العمل بمفاعل «أراك» لإنتاج الماء الثقيل.
واعتبرت الصحيفة الاتفاق النووي بأنه بمثابة حجر الأساس لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين إيران والدول الغربية لاسيّما الأوروبية، ومن هنا ينبغي أن تُؤجل جميع الخلافات الثانوية بين طهران والعواصم الغربية لتحقيق أمور هامّة لايمكن تحقيقها دون التوصل إلى تفاهمات أساسية سواء فيما يتعلق بالاتفاق النووي أو سبل تعزيز العلاقات التجارية بين الطرفين.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن أمريكا تسعى في الوقت الحاضر إلى شقّ الموقف الأوروبي من خلال الدعوة لعقد مؤتمر مناهض لإيران في «وارسو» الشهر المقبل، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات من قبل إيران للحيلولة دون إضعاف الموقف الأوروبي إزاء الاتفاق النووي خصوصاً وأن الترويكا الأوروبية «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا» لازالت مترددة في حسم موقفها في هذا المضمار نتيجة الحرج الذي تشعر به لأنها من جانب تريد الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع أمريكا، وتسعى من جانب آخر للحفاظ على الصفقة النووية من الانهيار لأنها تمهد الطريق لإقامة علاقات طبيعية مع إيران في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.