1110171
1110171
عمان اليوم

دراسة أكثر من 50 موقعا طبيعيا للمحافظة على الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي في السلطنة

19 يناير 2019
19 يناير 2019

إعلان 18 موقعا كمحميات طبيعية آخرها محميتا جبل قهوان والأراضي الرطبة -

«عمان» - سعت السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية على المحافظة على المواطن الطبيعية في مختلف الولايات، وذلك تعزيزا لنظام البيئي وحماية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي، والحرص على إقامة مناطق حماية خاصة، وحماية الأنظمة البيئية بمختلف أشكالها ومنع الأضرار والتلوث الذي قد يلحق بالموائل الطبيعية التي تعيش فيها هذه الأنواع. وتعد المحميات الطبيعية التي تتميز بها السلطنة عن غيرها من الدول عامل جذب سياحيا ومحطة للاستفادة من الدراسات الحيوانية والنباتية والجيولوجية.
وتم خلال السنوات الماضية الإعلان عن 18 موقعا كمحميات طبيعية كان آخرها محمية جبل قهوان الطبيعية ومحمية الأراضي الرطبة ببر الحكمان في الوسطى وقد تنوعت هذه المحميات فمنها محميات صحراوية كمحميتي الكائنات الحية والفطرية وحديقة السليل الطبيعية وبعضها مناطق بحرية كمحمية الديمانيات الطبيعية وأخرى في مناطق جبلية ذات تضاريس جيولوجية صعبة كمحمية جبل سمحان وأخرى مناطق بحرية وجبلية كمحمية السلاحف.

وحرصت وزارة البيئة والشؤون المناخية في موقعها الإلكتروني على التعريف بالمحميات الطبيعية وأهميتها موضحه بأن الدراسات جارية في الوقت الحالي لأكثر من 50 موقعا طبيعيا منها ثلاثة مواقع على وشك الانتهاء من دراستها لإعلانها محميات طبيعية. كما تم الاهتمام بالمناطق الرطبة وعلى إثر ذلك تم إعلان تسعة خيران بساحل ظفار كمحميات طبيعية منها ما يحتوي على مواقع أثرية كخوري روري والبليد. كما حرصت السلطنة على أن تكون المحميات الطبيعية عوامل لجذب السياحة للسلطنة من جهة ومنحى لتشجيع العلماء والباحثين من جهة أخرى حيث أن هذه المحميات تعتبر دعما أساسيا في التراث المحلي والعالمي.

وقد أصدرت وزارة البيئة والشؤون المناخية كتابا عن المحميات الطبيعة في السلطنة لتعريف القارئ بهذه المحميات وتقديم نبذة مختصرة عن أهم الموارد الطبيعية والسياسات المعمول بها في إدارة المحميات. وسوف يبرز هذا التقرير أهم المحميات الطبيعية مع التعريف بأهمية الحيوانات والنباتات التي تتواجد فيها.

محمية القرم الطبيعية

تقع محمية القرم الطبيعية في منطقة القرم بولاية بوشر بمحافظة مسقط مواجهة لبحر عمان ومحاطة بجبال الحجر، وتعتبر منطقة مصب لوادي عدي. وقد أعلنت كأول محمية طبيعية في السلطنة وتبلغ مساحة المحمية مليونا وسبعمائة وثمانية عشر ألفا وستمائة وسبعة وخمسين مترا مربعا. حيث تم اختيار محمية القرم الطبيعية كأول موقع ذات أهمية دولية (موقع رامسار) وذلك بعدما انضمت السلطنة إلى اتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار). وتهدف المحمية لحماية غابات أشجار القرم.وحماية موائل الطيور البحرية المستوطنة والمهاجرة.

ويوجد بالمحمية التنوع الأحيائي منها: النباتات البحرية وتحتوي المحمية على نوع واحد من أشجار القرم وهو (Avicennia marina) وهو النوع الوحيد الموجود فالسلطنة الذي يتأقلم مع لوضع المناخي للبيئة العمانية. والحيوانات البحرية: تم تسجيل 27 نوعا من القشريات، و48 نوعا من الرخويات، و40 نوعا من الأسماك. كما يوجد الروبيان، وسرطان البحر، والمحاريات في مياه المحمية.

وتعتبر المحمية مأوى للطيور المهاجرة من أفريقيا وروسيا والطيور المستوطنة التي بلغ عددها حوالي 194 نوعا.وجميع المياه داخل المحمية هي مياه البحر المالحة ولا توجد لها استخدامات بشرية وذلك لعدم وجود سكان داخل المحمية.

محمية الكائنات الحية والفطرية

كما أعلنت محمية الكائنات الحية والفطرية كمحمية طبيعية، وتبلغ مساحة المحمية حالياً 2824.3كم2. وتقع محمية الكائنات الحية والفطرية في محافظة الوسطى، وتتميز بوجود جرف الحقف الذي يفصل بينه وبين التلال في أقصى الشرق منخفض هو عبارة عن أراض متسعة من السبخات تسمى بمنخفض الحقف. وتعد المحمية موطنا للكثير من أنواع الحياة الفطرية أهمها المها العربية التي أعيدت إلى موطنها الطبيعي في عام 1982م، كما يوجد في المحمية حيوان الوعل النوبي والوشق والغزال العربي والرملي والقط الرملي وطائر الحبارى وغيرها من الحيوانات مع انتشار واسع لأشجار السمر والغاف والسلم. ويأتي هدف إنشاء المحمية لصون التنوع الأحيائي.

وحماية المعالم البشرية والأثرية والتاريخية والجيولوجية ذات الأهمية. وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المحليين من خلال برامج التوعية والتعليم البيئي ومشاركة المجتمع المحلي في الفعاليات البيئية وتفعيل السياحة البيئية. وللتاريخ الجيولوجي لعمان دلائل خاصة في منطقة الحقف، فالصخور الجليدية الضخمة في (الخليطا) تمثل حقبة تاريخية كانت عمان فيها جزءاً من قارة جونوانا خلال العصر الجليدي الأعظم. وتدل حفريات الأشجار المتحجرة الواقعة على ضفاف نهر قديم جاف على بقايا الغابات الاستوائية، أما حفريات المرجانيات في منطقة سيوان فترجع إلى حقبة غطت فيها مياه البحر المنطقة، وتبدو فوهة (لهب) شاهداً على الأثر الكبير لسقوط صخر نيزكي.

كما يوجد في المحمية 12نوعا من الأشجار المحلية من بينها أشجار الغاف والسمر والسلم والضجع والغضف وغيرها من الأنواع المحلية. وتنتشر أشجار السمر في كافة أرجاء المحمية أما أشجار الغاف والسلم فتنمو في المنخفضات الرملية المعروفة بالحيلة. وتوفر هذه الأشجار موطنا ملائما للطيور والرحيق للحشرات. كما أن الحفرة التي تتجمع فيها المياه بالقرب من وادي ذرف والمعروفة (بطيحة هميات) تضم مجموعة شجرية متميزة من الشجيرات المغمورة من نوع Cordia sinesis.

الثدييات البرية

ويعيش في المحمية عدد من الحيوانات منها الثدييات البرية، حيث تعد الحياة البرية في المحمية بين الأكثر تنوعاً على نطاق شبه الجزيرة العربية. فهضبة جدة الحراسيس تمثل موطناً لمعظم الحيوانات آكلة العشب حيث يتوفر فيها الغذاء نسبياً كما أنها تعتبر هضبة مفتوحة تمكن الأرنب الصحراوي من رؤية الحيوانات الضارية المقبلة عليها، ويعيش أيضاً هناك الثعلب الأحمر والقنفذ الأثيوبي، ويعتبر المها العربي من أهم الثدييات المتواجدة في المحمية بالإضافة إلى الغزال العربي الذي يتواجد بكثرة في ربوع المحمية، في حين يعتبر غزال الريم أو الغزال الرملي أقل انتشاراً ويفضل غزال الريم المناطق الرملية في شمال وغرب المحمية. كما يعيش الوعل النوبي في منخفض الحقف وهو يفضل العيش على الصخور البارزة والجروف شديدة الانحدار والتي تتوفر بها المياه والغطاء النباتي. ويعيش أيضاً الذئب العربي والوشق والضبع المخطط والقط البري والغرير العسلي في الحقف.

كما سُجِلَ 21 نوعا من الزواحف في المحمية، منها الأفعى ذات القلنسوة، والحية ذات القرنين، وعظاءة الورل، والسحالي ذات الذيل الشائك.وتم تسجيل 50 نوعاً من الطيور وأغلبها من الطيور المهاجرة، وذلك لوقوع المحمية على ممرات الهجرة لكثير من الطيور، وفي فصل الربيع تمر أعداد كبيرة منها مثل الشقراق الأوروبي، ويعود الكثير منها إلى الجنوب في فصل الخريف. وبعض الطيور التي عادة ما تعيش على السواحل مثل النحام الكبير يزور المحمية بعد هطول الأمطار والزقزاق الإنجليزي. ومنها ما يقارب 30 نوعاً تعيش في المحمية على مدار السنة، مثل النسور الذهبية ومجموعة من طيور الحبارى والكروان المرقط.

جزر الديمانيات

وتعد محمية جزر الديمانيات أرخبيلا يضم تسع جزر قبالة ساحل ولاية السيب وولاية بركاء (الخرابة، الحايوت، الجبل الكبير، الجبل الصغير، المملحة، اللومية، قسمة، الجون، وأولاد جون)، كما تشمل حدود المحمية الصخور والمياه الضحلة التي تمتد على بعد يتراوح ما بين (16-18 كيلومترا) من الشاطئ الممتد من السيب إلى بركاء وتبلغ مساحة المحمية 203كم2. وتتميز هذه الجزر بطبيعتها البكر ومناظرها الجميلة الخلابة التي تؤهلها لأن تصبح متحفاً للطبيعة. وتعتبر جزر الديمانيات منطقة حماية رائعة ذات أهمية وطنية وإقليمية، وتعد مركزاً إقليمياً ودولياً هاماً لتكاثر أعداد لا حصر لها من أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة حيث تعشش بها الطيور البحرية بكثافة عالية، وتنفرد بتعشيش طيور العقاب النساري Pandion haliaetus كما تتميز بوجود العديد من أنواع المرجان وأسماك الشعاب المرجانية المتنوعة. وتأوي إلى هذه الجزر للتعشيش ووضع البيض أعداد كبيرة من سلاحف الشرفاف، التي تضيف أهمية عالمية لهذه الجزر كونها ملاذاً لهذه الأنواع التي يهددها خطر الانقراض بشدة، كما تزورها السلاحف الخضراء صيفاً للتعشيش.

ويهدف إنشاء المحمية إلى ضمان حماية الكائنات الفطرية وموائلها من أجل إتاحة الفرصة لها للتكاثر وضمان تجدد مواردها الطبيعية. والحفاظ على نماذج من البيئات الفطرية من أجل الدراسات العلمية والرصد البيئي والتعليم. والعمل مع مجتمعات الصيد المحلية لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية بطريقة مستدامة.

وتعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية الموطن الطبيعي لمجموعة كبيرة من مفردات الحياة الفطرية، وتتخذها العديد من الطيور بأنواعها المختلفة ملاذاً لها وذلك لتوفر الغذاء ولطبيعة المياه الضحلة للجزر، وتعد الجزر محطة هامة للطيور المهاجرة كالعقاب النساري والصقر السخامي، وتتحول الجزيرة إلى بانوراما رائعة عند هجرة آلاف الطيور البحرية خلال موسم التكاثر كالبلشون الأبيض والبلشون الرمادي ومالك الحزين ومختلف البط البحري وأنواع كثيرة من طائر النورس، وخطاف البحر الشامخ الأنف، وبعض الطيور الاستوائية الحمراء البطن.

وتتخذ السلاحف البحرية محمية جزر الديمانيات الطبيعية محطة لتعشيشها وتضع البيض كل عام، ومنها السلاحف الشرفاف والخضراء. وتتراوح أعداد السلاحف الشرفاف التي تعشش في المحمية حوالي من 250 إلى 300 سلحفاة سنوياً، وتعشش سلاحف الشرفاف في المناطق المرتبطة بالشعاب المرجانية ووجودها في هذه الجزر يجعلها في مأمن من الثعالب والذئاب والكلاب الضالة التي تأكل بيضها وصغارها.

ويتواجد في المحمية عدد من أنواع الثدييات البحرية كالدولفين ذي الأنف القنيني والأنواع المحلية من الدولفين الشائع، كما يتواجد دولفين سبنر ( الدوار) والحوت الأحدب والحوت القرشي، والحوت الأسود الرأس.

وتتوفر البيئة المناسبة في مياه المحمية لعدد كبير من الأسماك ومن أشهرها أسماك الهامور والشعري والكنعد والجيذر والصافي وأسماك الزينة، وحصان البحر، وأنواع كثيرة أخرى.

كما تتواجد العديد من أنواع اللافقاريات في المحمية منها السرطان والديدان وقناديل البحر والرخويات، والتي تلعب جميعها دوراً أساسياً في إكمال السلسة الغذائية.

ويعيش في جزر المحمية نوعان من الزواحف وهما السقنقور والوزغة، بينما تشاهد الثعابين البحرية أحياناً بعيداً عن الشاطئ وبصفة خاصة في جانب البر الرئيسي للجزر.

محمية السلاحف

تقع محمية السلاحف في محافظة جنوب الشرقية، ومساحتها 120 كيلومترا مربعا، وتمتد من خور جراما شمالاً إلى رأس الرويس جنوباً. وشواطئ المحمية معروفة عالمياً كأحد أهم شواطئ تعشيش السلاحف الخضراء. ويوجد بالمحمية خور جراما وخور الحجر واللذين يعتبران كأحد المواقع الهامة للطيور. وتضم المحمية العديد من المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية.

وتهدف المحمية إلى حماية السلاحف البحرية، وحماية شواطئ التعشيش والمناظر الطبيعية، وتشجيع السياحة البيئية.

وتجتذب المحمية أكبر عدد من السلاحف الخضراء المعششة في السلطنة مما جعلها ذات أهمية كبرى لاستمرار حياة وبقاء هذا النوع من السلاحف المهددة بالانقراض. وفي كل عام تعشش في هذه المنطقة حوالي 6000 إلى 13000 سلحفاة تفد إلى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي والبحر الأحمر وشواطئ الصومال.

وتعتبر المسطحات الطميية المحيطة بخور الحجر وخور جراما مناطق تغذية مهمة للطيور المهاجرة التي تأتي طلباً للغذاء والراحة أثناء تحركها للمناطق الشتوية، كما تشكل المرتفعات الصخرية الساحلية مواقع تعشيش للعديد من الطيور ومن أهمها طيور النورس والخرشنة.

وتعد المحمية موطنا لأعداد أخرى من الثدييات البرية كالثعلب الأحمر وبعض الغزلان والقنفذ الأثيوبي والأرنب البري.وتوجد مجموعة من أشجار القرم الصغيرة في خور جراما التي تتناثر على طول الشاطئ الطميي الشرقي.وهناك مجموعة كبيرة من المرجان تنتشر في الشواطئ الصخرية التي تساهم في إنتاج كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة وذلك لأنها تعتبر بيئة خصبة للتوالد، نظراً لوجود العديد من القشريات والكائنات الحية الدقيقة التي تصلح كغذاء لهذه الأسماك.