1110105
1110105
العرب والعالم

تظاهرات «السترات الصفراء» تتواصل للأسبوع العاشر في فرنسا

19 يناير 2019
19 يناير 2019

رغم «الحوار الشامل» الذي أطلقه ماكرون -

باريس - (د ب ا - أ ف ب) تظاهر عدة آلاف من أصحاب «السترات الصفراء» في العاصمة الفرنسية للأسبوع العاشر على التوالي، وسط تعزيزات أمنية مشددة،بحسب صحيفة«لو فيجارو» الفرنسية في موقعها الإلكتروني.

وكانت الاحتجاجات السابقة قد شهدت أعمال عنف خلال أيام السبت التسعة الماضية.

ويواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جنوب غربي البلاد «الحوار الوطني الكبير» مع رؤساء بلديات يطالبونه بخطوات ملموسة محذرين من أن الكلمات وحدها لن تكون كافية لتهدئة غضب «السترات الصفراء».

وكان ماكرون قد اطلق الحوار الوطني الشامل بفرنسا الأسبوع الماضي.

حزمة من التنازلات

يشار إلى أن احتجاجات «السترات الصفراء» بدأت في منتصف شهر نوفمبر الماضي تعبيرا عن رفض الزيادات في ضريبة الوقود، ثم تحولت إلى احتجاج على سياسة الإصلاح الاقتصادي التي يطبقها ماكرون، الذي قدم حزمة من التنازلات المتعلقة بالضرائب والرواتب الشهر الماضي.

ويردد بضع عشرات من المتظاهرين الذين تجمعوا بهدوء حوالى الساعة 10,30 في جادة الشانزليزيه نقطة التجمع الرئيسية في باريس «ماكرون استقل». وقالت متظاهرة صوفي تيسييه إن «ماكرون لا يسمع ولا يفهم شيئا مما يحدث ونحاول أن نجعله يفتح عينيه. هناك معاناة إنسانية حقيقية».

وشكل عدد المتظاهرين أمس مؤشرا إلى فاعلية «النقاش الوطني الكبير» الذي أطلقه ماكرون لتطويق أسوأ أزمة اجتماعية منذ انتخابه في 2017.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس أنه «من المتوقع حدوث تعبئة تعادل في حجمها على الأقل تعبئة الأسبوع الماضي».

وفي 12 يناير تظاهر أكثر من ثمانين ألف شخص على الأقل بحسب أرقام السلطات مقابل خمسين ألفا قبل ذلك بأسبوع ما خيب آمال السلطات التي راهنت على استمرار انحسار حركة الاحتجاج الذي لوحظ أثناء احتفالات نهاية العام. وشهد نوفمبر وديسمبر 2018، تجمع بضع مئات آلاف من المحتجين.

وأضاف المصدر الأمني أنه أطلقت دعوات للمتظاهرين باستهداف قوات الأمن. وشهدت التجمعات السابقة بعض الصدامات العنيفة أحيانا. وشوهت مشاهد عنف في باريس طافت العالم، صورة فرنسا كأبرز وجهة سياحية عالمية.

وقال لوران نونيز وزير الدولة للداخلية أن السلطات أعدت «انتشارا أمنيا شبيها بنهاية الأسبوع السابق». وكان تم نشر نحو ثمانين ألف شرطي ودركي في فرنسا اي ما يساوي عدد المتظاهرين الأسبوع الماضي منهم خمسة آلاف في باريس، بحسب ادارة الشرطة.

ودعا منظمو احتجاجات العاصمة المشاركين الى جلب «زهرة او شمعة تكريما» لمن مات أو أصيب «من أجل القضية» منذ بداية حركة الاحتجاج في 17 نوفمبر 2018.

وجاءت هذه الدعوة الجديدة في نوعها في باريس، بعد أسبوع شهد جدلا كبيرا حول استخدام الشرطة بنادق الكرات الوامضة التي تتفتت عند ارتطامها بالهدف، علما أن فرنسا هي من الدول الأوروبية القليلة جدا التي تستخدم هذا السلاح الذي سبب إصابات خطرة بين المتظاهرين.

«الخدعة الكبيرة»

ودافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير أمس الأول عن استخدام ذلك السلاح الذي قال أنه بدونه لا يعود هناك من خيار لقوات الأمن إلا «الالتحام الجسدي» مع المحتجين.

واعتبر أنه في تلك الحالة سيكون هناك «عدد أكبر بكثير من الجرحى». كما عبر عن «دهشته» للاتهامات بوقوع عنف من قبل رجال الأمن رغم بعض أشرطة الفيديو التي تظهر استخدام ذلك السلاح بدون وجود تهديد وشيك على مطلقه.

وكتبت صحيفة «لوباريزيان» في عنوانها الرئيسي «تحدي الحفاظ على النظام» متسائلة عن «كيفية التصرف إزاء المتظاهرين الأشد عنفا».

وبالتوازي مع ذلك يواصل الرئيس ايمانويل ماكرون جولته عبر فرنسا لإجراء نقاشات مطولة مع مئات من رؤساء البلديات وذلك في إطار ما أطلق عليه «النقاش الكبير» الهادف للانصات لمطالب المحتجين.

واستمر النقاش الجمعة في سوياك (جنوب غرب) أكثر من ست ساعات كما حدث الثلاثاء الماضي في الشمال الشرقي. وحذر كريستيان فنري رئيس جمعية رؤساء البلديات الريفية في لو (جنوب غرب) في بداية النقاش ف مدينة سوياك الصغيرة قائلا «أحذركم السيد الرئيس من أنه لا ينبغي أن يتحول هذا النقاش الكبير الى خدعة كبيرة».

وعلاوة على الحوار مع المسؤولين المنتخبين تنظم في إطار هذا «النقاش الوطني الكبير» في أنحاء فرنسا، نقاشات بين مواطنين حول محاور القدرة الشرائية والضرائب والديمقراطية والبيئة.

ووعد الرئيس بمتابعة هذه النقاشات على أمل الاستجابة بذلك لكافة أشكال الغضب. لكن الكثير من محتجي «السترات الصفر» يرون في هذا النقاش الكبير وسيلة لدفن مطالبهم.

ورفض ماكرون مجددا خصوصا إعادة فرض الضريبة على الأكثر ثراء وهو من مطالب حركة الاحتجاج.

وأشار استطلاع نشر الخميس الى أن 94 بالمائة من الفرنسيين سمعوا عن «النقاش الوطني الكبير»، لكن 64 بالمائة شككوا في جدواه واقل من الثلث (29 بالمائة) قالوا أنهم ينوون المشاركة فيه.