صحافة

البلغارية : تنظيم قطاع النقل البري العابر لأوروبا

19 يناير 2019
19 يناير 2019

اهتمت الصحف البلغارية هذا الأسبوع بموضوعين هامين أحدهما ثقافي والثاني اجتماعي. في الشق الثقافي بدأت سنة احتفالات في مدينة «بلوفديف» البلغارية التي أصبحت منذ منتصف الشهر الحالي، عاصمة أوروبية للثقافة، تجري فيها احتفالات ومعارض وعروض تستمر عاماً كاملاً. أمَّا في الشق الاجتماعي، وهو مرتبط عملياً وفعلياً بالاقتصاد، فقد تناولت الصحافة البلغارية موضوع قطاع النقل البلغاري، بخاصة ذلك البري المتعلق بالشاحنات الكبرى المعروفة باسم الشاحنات الثقيلة. لقد ظهرت معارضة من أصحاب وسائل النقل هذه، لما ينوي الاتحاد الأوروبي إقراره من تدابير تنظيمية لقطاع النقل، بغية الحد من الفروقات في البدلات والرواتب وبالتالي الحد من إغراق سوق النقل بالسائقين البلغار أوسائقي بلدان أوروبا الوسطى والشرقية. شركات النقل في هذه البلدان، والسائقون للشاحنات الكبرى والثقيلة يعتبرون أنَّ التدابير الجديدة تحدُّ من قدراتهم التنافسية في سوق النقل، عندما يتوجهون إلى الأسواق الخارجية، بخاصة تلك الواقعة في الغرب الأوروبي. يومية «دوتشيه فيلله» البلغارية تشير إلى أن شاحنات بلغارية كثيرة لا تعود إلى بلغاريا، بل هي تستمر متنقلة بين كل بلدان أوروبا. لذلك، تثني اليومية على القرارات التنظيمية الأوروبية لأنها تجنِّب بلغاريا أزمة نقل وأزمة بطالة في مجال النقل والمواصلات البرية. إنَّ تنظيم قطاع النقل البري الأوروبي لا يعني أبداً منع الشاحنات البلغارية من نقل البضائع إلى أوروبا الغربية وبالعكس، إنها مسألة تنظيم عمل الشاحنات التي تكاد لا تعود أبداً ألى بلغاريا، و التي تقوم بعملها متنقلة بين بلدان مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا. لأجل فهم أعمق للموضوع، طرحت اليومية المسألة التالية و كتبت: ماذا لو قرر آلاف الأشخاص من بين المقيمين في الأرياف البلغارية، أن يأتوا إلى العاصمة البلغارية صوفيا، وأن يباشروا بعرض خدمات تاكسي في العاصمة، على أن يقطنوا داخل سياراتهم و أن يركنوها في محطات الوقود أوعلى جوانب الطرقات أو في المرائب. هذا بالتحديد ما تحاول الدول الأوروبية مجتمعة أن تتجنَّبه، بواسطة تنظيم أسس وضوابط النقل البري بواسطة الشاحنات الكبرى والثقيلة على طرقات أوروبا الرئيسية الكبرى الآتية من كل أنحاء الاتحاد الأوروبي.