صحافة

الألمانية: قلق من دبلوماسية َهَمُّها أنبوب غاز

19 يناير 2019
19 يناير 2019

الثلاثاء المقبل في مدينة «آخن» «إكس لا شابيل» الألمانية، (حيث مدفن الإمبراطور شارلمان، ملك الفرنجة في القرن التاسع)، سيجتمع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، من أجل توقيع اتفاقية تعاون بين بلديهما. هذا التوقيع يأتي بعد ستة وخمسين عاماً على معاهدة مماثلة، وقَّعَها كلٌّ من الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال ديغول والمستشار الألماني الأسبق كونراد اديناور. كان ذلك عام 1963. هذه الاتفاقية التعاونية الجديدة تأتي لتشهد على متانة العلاقات الألمانية الفرنسية و ريادة هذا الثنائي في مجال الشؤون الأوروبية، في وقت تتذمَّر فيه الديبلوماسية الألمانية من تصريحات ريتشارد غرينيل، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في برلين، وقد هدد بفرض عقوبات على كل شركة ألمانية تستمر بالتعاون مع روسيا من أجل بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، الذي من المفتَرَض أن يربط روسيا بألمانيا. الصحف الألمانية تناولت هذين الموضوعين وركَّزت على ما قاله السفير الأمريكي وانتقدته. فقد كتبت يومية «شتوتجاتر ناخريشتن»، ما مفاده أنَّ تصريحات السفير الأمريكي في برلين هي بمثابة تدخُّل في الشؤون السياسية الداخلية الألمانية، بخاصة وأن السفير ريتشار غرينيل لم يطلب منه أحد، إدارة شؤون ألمانيا أو حكمها. الجريدة بالمقابل تعتبر أنَّ الدول الصديقة لألمانيا، لها الحق بأن يراودها القلق من ازدياد اعتماد ألمانيا على روسيا من حيث التزوُّد بالطاقة، كما من حقِّها أن تقلق من إمكانية قيام روسيا بضغوطات على ألمانيا من جرَّاء ذلك. لكن، إنَّ أيَّ سفير في ألمانيا، يمكنه أن يلاحظ، أنَّ الحكومة الألمانية قد تحسَّبت لكل هذه الأمور والفرضيات، وهي واعية تماماً لهذا الموضوع و هي لن تضع نفسها مطلقاً في موقع يسمح لأية دولة في العالم أن تمارس عليها ضغوط من أي شكل من الأشكال.