صحافة

الرسالة: في حد السيف ما خفي أعظم

17 يناير 2019
17 يناير 2019

في زاوية مقالات كتب مصطفى الصواف مقالا بعنوان: في حد السيف ما خفي أعظم،

جاء فيه:

المعركة مع الاحتلال مستمرة على كافة الصعد العسكرية والأمنية والمعلوماتية وإن صراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال مستمرة، وهي معركة سجال بين الطرفين تسجل المقاومة فيها نقاطا والاحتلال يريد تسجيل نقاط على المقاومة.

معركة حد السيف شلت قدرات الاحتلال ولو بشكل مؤقت للعمل في قطاع غزة من خلال محاولته زرع أجهزة تنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بكتائب القسام؛ بهدف الحصول على معلومات بات في حاجة كبيرة لها بعد تقطع السبل للوصول إلى معلومات تمكنه من تجديد بنك الأهداف لديه في ظل يقظة المقاومة والجمهور الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال.

السبت 12/‏1/‏2019 خرج الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في مؤتمر صحفي كشف عما هو مسموح به للنشر عن تفاصيل جديدة في عملية حد السيف وكشف عن جزء من الكنز الأمني الذي بين يدي القسام والذي مكّنه من فك شيفرة العملية وأهدافها وأفرادها ودخولهم وخروجهم وعددهم وما لديهم وأسمائهم وبعض العمليات التي نفذوها في العديد من الدول، وهي ضربة هزت أمن الاحتلال وأطاحت بوزير حربه ليبرمان وفككت حكومة نتانياهو وأجبرته على تعجيل الانتخابات.

ولعل ما أود التركيز عليه في مقالي الذي بين أيديكم هو المتعلق بالحاضنة الشعبية التي تعتبر جزءا من المعركة مع الاحتلال، هذه الحاضنة التي شكلت حماية للمقاومة يوم ظن الاحتلال أن ظهر المقاومة مكشوف ولكنها أثبت أنها جاهزة لحماية الجبهة الداخلية وأنها عصية على الاختراق رغم حجم ما كان يمارسه الاحتلال من حرب نفسية لاختراق الجبهة الداخلية ولكنها كانت بالمرصاد.

لعل ما قدمته الجبهة الداخلية (الحاضنة الشعبية) من معلومات مكنت المقاومة من كشف مزيد مما حاول الاحتلال إخفاءه، هذا التعاون أكد أن الحاضنة الشعبية مع المقاومة وهي للمقاومة سند وحماية للجبهة الداخلية، ونعتقد أن الحاضنة الشعبية أمامها عمل كبير وخدمات جليلة يمكن أن تكون عينا للمقاومة بعد ما تأكد لها أن المقاومة تعمل على حمايتها وتواجه العدو وهي بحاجة أي المقاومة أن نكون لها عيون يقظة ترقب وترصد وتوصل ما وصلت إليه.

معركتنا مع العدو طويلة وتحتاج إلى تعاون كل الأطراف وتحمل المشاق، وأن الإنجاز في هذه المعركة لا يأتي بالضربة القاضية، بل هو عمل متراكم وعلينا ألا نستهين بأصغر معلومة يمكن أن تقع عليها أعيننا وأن نعمل على إيصالها للجهات المسئولة حماية للجبهة الداخلية وحماية للمقاومة.

لقد شكلت عملية حد السيف تحولا مهما وعلامة فارقة ونقطة تحول في صراع الأدمغة، وستكون محطة مهمة في الصراع مع العدو بالنظر إلى ما حصلت عليه المقاومة من كنز معلوماتي كشفت عن جزء مهم منه، ولكن ما خفي كان أعظم وعلى المقاومة حسن استثمار ما لديها من معلومات لم تكشف أو تلك التي كشف عنها لمواصلة تراكم الإنجازات.