1106643
1106643
عمان اليوم

انطلاق أولى حلقات برنامج تفعيل الابتكار في مدارس الحلقة الأولى للكشف عن المواهب وصقلها

16 يناير 2019
16 يناير 2019

بهدف تنظيم برامج علمية وابتكارية بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المختصة -

انطلق خلال الفترة الماضية برنامج تفعيل الابتكار في مدارس الحلقة الأولى، عبر تنظيم أولى حلقات عمل البرنامج ضمن خطة التدريب للبرنامج على ضوء الاتفاقية الموقعة بين مجلس البحث العلمي ووزارة التربية والتعليم والشركة العمانية للاتصالات عمانتل خلال الفترة الماضية، وذلك لمدة ثلاثة أيام لعدد ثماني عشرة معلمة من مدارس بعض المحافظات التعليمية.

وسلطت فعاليات حلقة العمل في أيامها الثلاثة الضوء على الموضوعات الابتكارية والعلمية المتناسبة مع فئة الطلاب في مدارس الحلقة الأولى، وكذلك التعرف على بعض الطرق التربوية التعليمية الحديثة في مجال توقيد ذهن الطالب للتعامل مع المكونات المختلفة في البيئة المنزلية والمدرسية، وكيفية تشكيل أشكال جديدة من مكونات موجودة إلى جانب طرح مواضيع تقنية في مجال العلوم مثل كيفية التعامل مع الآليات ذات التركيب البسيط مثل آلية عمل الروبوت التعليمي، والتعرف على أجزائه المختلفة، وكيفية التشغيل وإدارة الروبوت، وكذلك برمجة الحاسب الآلي للتعامل مع برامج الروبوت التعليمي، إلى جانب إلقاء الضوء على بعض الأسس الخاصة بالتعامل مع الروبوتات التعليمية، والتعرف على أجزائه المختلفة ومكوناته الإلكترونية، وكذلك تسليط الضوء على أهمية الأعمال اليدوية لدى طلاب الحلقة الأولى، ومواضيع النمذجة الأولية وأنماط التفكير الابتكاري باستخدام الورق فقط، وتضمنت حلقة العمل بعض التمارين اليدوية كالتشكيل اليدوي بالورق لنماذج مبسطة من الابتكارات قبل البدء في صنعها، وإعادة تدوير الخامات المتوفرة في البيئة ومن أهمها الورق.

أهداف البرنامج

وللحديث عن أهمية هذا البرنامج وأهدافه المختلفة، تقول الدكتورة زهرة الرواحية مديرة دائرة بناء القدرات الابتكارية بمجلس البحث العلمي: إن مجلس البحث العلمي دائما يسعى إلى الريادة في مجال الابتكار وتعميم المعرفة العلمية بين مختلف فئات المجتمع عبر إقامة وتنظيم البرامج العلمية والابتكارية المختلفة بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المختصة ذات العلاقة، إلى جانب نقل المعرفة العلمية والسعي إلى نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار وتفعيل برامج الابتكار في المجتمع العماني بمختلف فئاته، لا سيما فئة الطلبة بالمدارس، وذلك توافقاً مع أهداف تعزيز التعاون والشراكة بين مؤسسات القطاع العام والخاص في السلطنة من أجل تحقيق أهداف ورؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ودعم وتكامل الجهود بالسلطنة.

وأشارت الدكتورة زهرة إلى أن مجلس البحث العلمي سبق له أن انشأ برنامجا بعنوان برنامج دعم الابتكار التعليمي ضمن برامج واحة الابتكار وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، واستمر لمدة خمس سنوات، والذي أثمر عن نتائج متميزة تمثلت في إنشاء حاضنات في بعض مدارس المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وذلك لفئة الطلاب في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، حيث أنتج البرنامج مجموعة من النتائج وأبرزها توجيه الاهتمام لفئة الطلاب ذوي المواهب، والسعي الى استثمار موهبتهم عبر حاضنات ابتكارية مختصة وتحت إشراف معلمين مدربين في هذا المجال.

وتابعت الدكتورة زهرة حديثها بالقول: لقد تعزز التعاون مع وزارة التربية والتعليم عبر التوسع في مجال رعاية المبتكرين والموهوبين، حيث جاء التعاون مع الوزارة في هذه المرة وبدعم من الشركة العمانية للاتصالات عمانتل ليكون موجها للطلاب في مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في 9 محافظات تعليمية، عبر تدريب بعض المعلمين والمشرفين، وصقل مواهبهم وتدريبهم على برامج ابتكارية مختلفة موجهة للفئة المذكورة ليقوموا لاحقا بنقل الأثر التدريبي إلى الطلبة المستهدفين، إلى جانب إقامة حلقة تدريبية للطلبة في صفوف الحلقة الأولى في بعض المدارس المختارة من المحافظات التعليمية مع بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي.

وقالت الدكتورة زهرة: إن رؤية البرنامج تأتي تماشيا مع دور المدرسة المحوري والمهم في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في تشكيل شخصية التلميذ في السلطنة وتوجيهها التوجيه الأمثل، باعتبارها السلم التعليمي الأول الذي يكتسب من خلاله الكثير من المهارات والقدرات والتي تمكنه من شق طريقه نحو النجاح في المراحل الدراسية المتقدمة، ولتسهم المدرسة في هذه المرحلة في تشكيل هوية التلميذ المبتكر، وتعزز من اهتماماته وقدراته لتبدأ بعد ذلك المراحل التعليمية اللاحقة في إكمال لبنة البناء التي بدأتها مدرسة التلميذ في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، وأضافت إننا في مجلس البحث العلمي نتطلع قدما إلى رؤية النتائج بالتعاون مع شركائنا في وزارة التربية والتعليم والشركة العمانية للاتصالات الذين نوجه لهم تحية كبيرة، معتزين بالتعاون القائم معهم، ومثمنين جهودهم المختلفة المبذولة في هذا المجال.

وتؤكد الدكتورة زهرة الرواحية، مديرة دائرة بناء القدرات الابتكارية بمجلس البحث العلمي إنه بناء على الدراسات العالمية التربوية في مجال تعليم الأطفال، فقد تم التعاون لإنشاء هذا البرنامج ولمدة ثلاث سنوات، حيث تمت ملاحظة اتجاه الأطفال إلى استعمال الشاشات بشكل كبير، وضعف المهارات اليدوية لدى طلاب هذه الفئة، والتي تساهم بشكل كبير في عملية تطوير أنماط التفكير لدى طلاب الحلقة الأولى حسب ما أثبتته الدراسات في مجال رعاية الموهوبين، كما أن الأعمال اليدوية لها دور كبير في اكتشاف ذوي القدرات الكامنة من طلبة الحلقة الأولى وهذا يعطي للقائم على التدريب في المدارس مؤشرا لاختيار برامج داعمة لإشباع الميول ورغبات الطلبة العلمية وتساهم في نمو التفكير الابتكاري لديهم.

الابتكار التعليمي

كما تحدثت الدكتورة ميا العزرية، خبيرة مناهج تربوية ومكلفة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بوزارة التربية والتعليم، حيث قالت: إن الوزارة وبالتعاون مع مجلس البحث العلمي وبدعم من عمانتل تسعى إلى تعزيز تجربتها الثرية مع المجلس، وذلك عطفا على نجاح التجربة السابقة في برنامج دعم الابتكار التعليمي في بعض مدارس الوزارة، ويأتي تدشين هذا البرنامج إيمانا من الوزارة بأهمية الاعتناء بالموهوبين والمبدعين منذ صغر سنهم، والأخذ بأيديهم وحثهم على متابعة شغفهم بالابتكار والبحث العلمي عبر عدة طرق ووسائل تعليمية متخصصة، ونحن واثقون من أن نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه مما سيعود بالنفع الكبير والفائدة العميمة على أبنائنا الطلاب وعلى المجتمع بشكل عام.

وقالت الدكتورة ميا: يأتي تفعيل برامج الابتكار بالمدارس نظرا لأهمية المرحلة المدرسية الأولى للتلميذ في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي لما تمثله من مكتسبات معرفية وسلوكية والاستفادة من الإمكانات والمهارات التي يتمتع بها التلاميذ وذلك بتوجيه تلك الاهتمامات التوجيه الصحيح بما يضمن استفادة أكبر من قدراتهم، حيث يأتي تطبيق البرنامج سعيا لتحقيق عدد من الأهداف مثل نشر ثقافة الابتكار في مدارس الحلقة الأولى، وغرس مهارات الابتكار والبحث وتطويره لدى تلاميذ مدارس الحلقة الأولى إلى جانب نشر الوعي حول الملكية الفكرية، وتعزيز دور المعلم في غرس وبناء مهارات البحث والابتكار ورعاية الموهوبين، واستثمار طاقات التلاميذ وأفكارهم في طرح الحلول للكثير من القضايا من حولهم، وتعزيز توجه المدارس لتطبيق التعلم عن طريق نظام (STEM Education)، وهو مبادرة تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وغيرها من الأهداف.

وحول برنامج الدورة قالت الدكتورة ميا العزرية، إن برنامج الدورة حافل بالمواضيع المتعددة والمفيدة والتي تم اختيارها لتساهم في ترغيب الطلاب في الابتكار والإبداع، وذلك عبر تعليمه لبعض الأشياء المهمة بطرق مبسطة تتناسب مع فئته العمرية، مثل الروبوت التعليمي وتتبع الخط، ومبادئ الهندسة، وتشكيل الألعاب بالورق وغيرها، حيث يبدأ تطبيق البرنامج كوضع تجريبي مع بدء الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي 2018/‏‏‏2019م وذلك في 9 مدارس حكومية موزعة على خمس محافظات ، ويراعى في تلك المدارس قربها الجغرافي من محافظة مسقط تسهيلا لعملية المتابعة والزيارات المختلفة من أجل تقديم التغذية الراجعة لها وللوقوف على مدى تقدم البرنامج وذلك في كل من محافظات: مسقط، جنوب الباطنة، شمال الباطنة، جنوب الشرقية، وشمال الشرقية، بواقع مدرستين بكل محافظة، على أن تكون محافظة مسقط ممثلة بمدرسة واحدة هي مدرسة وحاضنة التفاني، ويترك للمحافظات التعليمية اختيار المدارس التي ستطبق البرنامج بها في مرحلة التطبيق التجريبي، على أن يتم التوسع في إضافة مدارس أخرى لاحقا حسب ما تقتضي الحاجة لذلك، وأن تخضع المدرسة التي يتم اختيارها بعد ذلك لإشراف ومتابعة قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بالمحافظات التعليمية، كما سيتم تشكيل فرق متابعة مشتركة للمشروع من قبل مجلس البحث العلمي ودائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بوزارة التربية والتعليم، بحيث يشرف هذا الفريق على عمليات التوجيه والتطوير في المشروع مع تقدم تطبيق البرنامج بالمدارس المختارة وتقديم التغذية الراجعة بين فترة وأخرى لها حسب الحاجة، وفي ختام كلمتها دعت الدكتورة ميا العزرية كافة المشاركين الى الجد والاهتمام بمواضيع الدورة والاستفادة من موضوعاتها المختلفة، والمساهمة لنشر المعرفة العلمية والابتكار في المدارس.

مواضيع ابتكارية

ومن جانبها، قالت ليلى بنت محمد الوهيبية مديرة المسؤولية الاجتماعية بعمانتل: «تعمل الشركة وضمن استراتيجيتها الهادفة إلى التحول الرقمي ونشر ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع،  تعمل على عقد شراكات وتعاون لتعزيز هذا الجانب بين مختلف مؤسسات الدولة الحكومية وجمعيات المجتمع المدني وذلك بالاستعانة بالتقنيات الرقمية الحديثة ونظم المعلومات والتكنولوجيا لدعم توجهات الحكومة نحو الاهتمام بالمواهب العمانية الشابة وتشجيعهم على الابتكار الذي أصبح مع التطور الكبير في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات متاح أكثر إذا ما وفرت البيئة المناسبة والخصبة للمبدعين، مشيرة إلى أن عمانتل تسعد بشراكتها الاستراتيجيين مع وزارة التربية والتعليم ومجلس البحث العلمي لتفعيل برامج الابتكار لمدارس الحلقة الأولى وتوجيه طاقات الطلاب نحو مجالات الابتكار والإبداع واستثمار أفكارهم نحو مشاريع واختراعات جديدة».

وأضافت ليلى الوهيبية:«نشر ثقافة الابتكار بين الطلاب وخاصة في مراحلهم الأولى من الدراسة وتعزيز ذلك في موادهم الدراسية ومناهجهم التعليمية من الأمور التي ينبغي الاهتمام بها لأنها تنشط لديهم شغفهم نحو الاستكشاف والابتكار ويفتح مجالات أوسع وفرص جديدة للبحث العلمي والبناء المعرفي الذي يساعدهم لتكملة مشوارهم التعليمي في المراحل المتقدمة ويحدد توجهاتهم المستقبلية إضافة إلى تنمية قدراتهم المهارية والفنية في تعاملهم مع التقنية الحديثة لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا».

وأوضحت مديرة المسؤولية الاجتماعية بعمانتل إلى أن الشركة تبنت العديد من المبادرات المستدامة التي تعزز مفهوم الابتكار بين أفراد المجتمع العماني وتشجع كل من شأنه استخدام التكنولوجيا وتقنية المعلومات في حياتنا الاعتيادية والعملية لتتغير أنماط حياتنا للأفضل، فجاء تعاوننا مع مجلس البحث العلمي في إطلاق برنامج «Upgrade» الذي يعنى بتحويل مشاريع التخرج الطلابية إلى مشاريع ناشئة وقد تحوّل أكثر من مشروع على أرض الواقع ويباشر الآن عمله كشركات ناشئة بقطاع الاتصالات، كما تعاونت عمانتل مع جامعة السلطان قابوس لدعم الابتكار والبحث العلمي لقطاع الاتصالات بالجامعة، ودعم المعارض المقامة في السلطنة في مجال الابتكارات والتكنولوجيا وتبني أفكار المبتكرين العمانيين ومساندتهم على تحقيق أحلامهم في تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس من خلال توفير الإمكانيات اللازمة لهم، كما استثمرت عمانتل ركنا خاصا للابتكار في مكتبة الطفل العامة ليكون رافدا علميا لمرتادي المكتبة، وهناك العديد من المبادرات الاجتماعية في مجال الابتكار التي تبنتها الشركة.

الجدير بالذكر أن مجلس البحث العلمي نفذ برنامجاً تجريبياً بعنوان (برنامج الابتكار التعليمي) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم استمر لمدة خمس سنوات، بهدف غرس مفاهيم التعليم الريادي في قطاع التعليم العام، وتنمية المهارات الابتكارية والبحثية لدى الطالب العماني ضمن منظومة الابتكار الوطنية، وتحقيق الانسجام مع القطاعات الأكاديمية والصناعية والتجارية والفنية والأدبية، وتلبية المتطلبات المحلية والإقليمية في مجال الابتكار، وتمكين الطلبة والطالبات لاكتساب قدرات بحثية وابتكارية في قطاع التعليم.