88558
88558
العرب والعالم

7 قتلى من طالبان في عمليات عسكرية جنوب أفغانستان

15 يناير 2019
15 يناير 2019

القوات الأفغانية تخشى من فقدان الغطاء الجوي مع الانسحاب الأمريكي -

كابول- (أفغانستان)- (د ب أ- رويترز): ذكر تقرير إخباري أن سبعة على الأقل من عناصر حركة طالبان، قتلوا في عمليات منفصلة للقوات الأفغانية وقوات التحالف، جرت في ثلاثة أقاليم بجنوب أفغانستان.

وأفادت وكالة أنباء «خاما برس» الإخبارية الأفغانية، بأن مصادر عسكرية مطلعة أكدت مقتل اثنين معروفين من عناصر طالبان، في غارة جوية لقوات التحالف بمنطقة شاه جوي في زابول.

وأضافت المصادر: إن قوات العمليات الخاصة الأفغانية شنت غارة في مدينة تارين كوت بإقليم أوروزجان، ما أسفر عن مقتل اثنين من مسلحي طالبان.

وفي الوقت نفسه، أسفرت الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف في منطقتي نهر السراج وجارم سير في هلمند، عن مقتل 3 من مسلحي طالبان، بالإضافة إلى تدمير مخبأ للأسلحة.

الانسحاب الامريكي

من جهة اخرى أثار الغموض الذي يكتنف انسحابا مزمعا للقوات الأمريكية المخاوف بين القوات الأفغانية المرهقة خشية أن تفقد الدعم الجوي الأمريكي الذي يعد من المزايا القليلة الحاسمة في مواجهة مقاتلي حركة طالبان الذين تتزايد ثقتهم بأنفسهم.

فقد اهتزت أفغانستان بفعل تقارير تحدثت عن احتمال انسحاب أكثر من 5000 جندي أمريكي في الأشهر المقبلة فيما يمثل تحولا عن الاستراتيجية المعلنة في 2017 وتقضي بزيادة الضغط على طالبان لقبول التفاوض على السلام. ويتجاوز عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان 14 ألفا في إطار قوة الدعم الحازم التي تعمل بقيادة حلف شمال الأطلسي في تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها وعملية منفصلة لمحاربة الإرهاب تستهدف في الأساس تنظيمي داعش والقاعدة.

وبينما تستمر محادثات السلام بين مسؤولين أمريكيين وممثلين لحركة طالبان ليس واضحًا ما هي القوات التي قد يتم سحبها وما إذا كانوا سيتوصلون إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وعلى الخطوط الأمامية يسود هاجس واحد بين القوات الأفغانية.

قال شرطي اسمه شام الحق في غزنة المدينة الواقعة في وسط أفغانستان التي اجتاحها مئات من مقاتلي طالبان في أغسطس وطُردوا منها بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية «إذا توقف الدعم الجوي من جانب الأمريكيين فستكون كارثة علينا».

28 ألف قتيل

وقد سقط أكثر من 28 ألف قتيل في صفوف الجيش والشرطة في أفغانستان منذ أنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في عام 2014. ويقول القادة الأمريكيون: إن هذه الخسائر «لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال».

ورغم محادثات السلام تتواصل الاشتباكات الضارية ويسقط كل يوم عشرات من القتلى والجرحى في صفوف القوات.

وتراجعت المعنويات على الخطوط الأمامية بسبب ضعف القيادة وانخفاض الأجور وعدم انتظام الإمدادات في مواجهة مقاتلي طالبان المسلحين بأسلحة متطورة من بينها أجهزة الرؤية الليلية.

وعلى الرغم من عجز حركة طالبان عن السيطرة على إحدى المدن الكبرى فقد شددت قبضتها على مناطق ريفية وأصبحت تسيطر الآن، أو تنافس على السيطرة على، ثلث مساحة البلاد وفقا لتقديرات أمريكية وعلى مساحة أكبر كثيرا وفقا لتقديرات أقل تحفظا.

قال جندي في غزنة «ليس من الممكن القتال بمعدة خاوية وأسلحة وذخيرة أقل من طالبان».

ومهما ساءت الأمور للجنود على الجبهات يدرك القادة الأفغان على الأقل أن بوسعهم الاعتماد على القوة الجوية الأمريكية للحيلولة دون أن يمنوا بهزيمة منكرة.

ومنذ عام 2017 تصاعدت الضربات الجوية الأمريكية إلى مستويات لم تشهدها أفغانستان منذ ذروة مهمة حلف شمال الأطلسي القتالية في 2011 عندما تجاوز عدد القوات الأمريكية في البلاد 100 ألف جندي.

وعندما هددت حركة طالبان بالسيطرة على مدن فراه وغزني هذا العام كانت الغارات الجوية الأمريكية حاسمة في دحرها.

ورغم تشديد مقاتلي الحركة قبضتهم على الريف فقد سقط المئات منهم بمن فيهم قادة ميدانيون كبار قتلى في غارات أمريكية بطائرات حربية وطائرات مسيرة وطائرات مروحية.

ورغم أن الضربات الجوية أثارت انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان والأمم المتحدة لتسببها في سقوط خسائر بشرية بين المدنيين فإن الجنود الأفغان يعتبرونها نعمة.

«لم تقف على أقدامها بعد»

ولعدم إعلان أي تفاصيل عن سحب القوات حتى الآن فليس من المؤكد خفض الدعم الجوي نظرا لأن برنامج تدريب وتجهيز القوة الجوية الأفغانية الذي يبلغ حجمه سبعة مليارات دولار وينفذ على أربع سنوات لا يزال في منتصفه.

وفي العادة تقدم القوة الجوية الأفغانية الدعم لقوات أفغانستان وتنفذ حوالي نصف الضربات الجوية. وتضم هذه القوات طائرات ايه-29 للهجوم البري وطائرات مروحية من طراز إم.دي-530 المزودة بالصواريخ.

ورغم المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات فإن قدرة القوة على دعم الوحدات والمحافظة على إمداداتها في التضاريس الأفغانية الوعرة تعتمد بدرجة كبيرة على المساعدة الدولية.

وقد هون متحدثون باسم الحكومة الأفغانية من الأثر المحتمل لسحب القوات الأمريكية مشيرين إلى أن القوات الأفغانية تنفذ تقريبا كل العمليات القتالية.

غير أن الجنرال كينيث ماكينزي المرشح لتولي رئاسة القيادة الأمريكية الوسطى حذر في الشهر الماضي من أنه إذا انسحب القوات الأمريكية بأعداد كبيرة الآن «فلا أعتقد أنها (القوات الأفغانية) ستتمكن من النجاح في الدفاع عن بلادها».

وفي حين يثني الضباط الأمريكيون العاملون مع القوات الأفغانية على بسالتها وروحها القتالية فلا تزال هناك مشاكل مزمنة تتعلق بالتنظيم والمسائل اللوجستية والإمدادات الجوية.

وقال الجنرال محمد نسيم سانجين قائد أحد ألوية المشاة في غزنة «لدينا قوات كافية لكننا سنحتاج القوات الأجنبية في الدعم الجوي والمساعدة وتدريب القوات الأفغانية».

وأضاف: «إذا تقلصت الضربات الجوية أو توقفت فسيكون ذلك مصدر قلق لنا لأن القوات الأفغانية لم تقف على أقدامها بعد».

وفي لقاء عقد مؤخرًا مع مسؤولين أمريكيين قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن الدعم الجوي الأمريكي حيوي.

ونقل مسؤول كبير عنه قوله في الاجتماع «بإمكاننا الصمود على الأرض إذا قمتم بتغطيتنا من السماء».

من جهتها، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها أمس عن هجوم بسيارة ملغومة قرب مجمع أجنبي شديد التحصين في العاصمة الأفغانية كابول أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل.

وأصيب أكثر من 90 شخصا في الهجوم الذي وقع أمس الأول قرب مجمع (القرية الخضراء) الذي يضم عدة شركات ومؤسسات خيرية دولية.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة: إن طالبان مسؤولة عن الهجوم الذي ذكر أنه تسبب في مقتل وإصابة عشرات من القوات الأجنبية وقوات الأمن الأفغانية.

وأضاف في بيان: «نفذ الهجوم خمسة مهاجمين بينهم الانتحاري الذي قاد السيارة الملغومة».

وكثيرا ما تضخم حركة طالبان من عدد الضحايا في الهجمات التي تنفذها ضد الحكومة الأفغانية أو أهداف أجنبية.

ووقع أحدث هجوم في وقت يقوم فيه زلماي خليل زاد مبعوث الولايات المتحدة الخاص لدى أفغانستان بجولة في المنطقة لعقد اجتماعات تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 عاما. ورغم تكثيف المحادثات، لم يهدأ القتال. وتشن طالبان وجماعات مسلحة أخرى هجمات يوميا تقريبا مستهدفة قوات الأمن ومسؤولين حكوميين في الأساس، إلا أن المدنيين يتحملون وطأة معظم الهجمات.