العرب والعالم

ليبيا تقاطع القمة الاقتصادية العربية بعد نزع علمها في بيروت

14 يناير 2019
14 يناير 2019

أبو الغيط منزعج من العملية ويحث على توفير الاحترام الكامل للوفود -

بيروت- طرابلس-عمان-(وكالات):أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج أمس أن بلاده قررت «مقاطعة» القمة الاقتصادية العربية التي يستضيفها لبنان نهاية الأسبوع الحالي مبديا اسفه لـ«أفعال سلبية» بدرت من الدولة المضيفة ودفعت الحكومة الليبية الى اتخاذ هذا القرار.

واكد السراج في بيان قرار «مقاطعة هذا المؤتمر والامتناع عن المشاركة في أعماله بعدما تبين لها أن الدولة المضيفة لم توفر المناخ المناسب وفق التزاماتها والأعراف والتقاليد المتبعة لعقد مثل هذه القمم».

من جانبه أعلن المسؤول الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية رفيق شلالا أمس أن لبنان لم يتبلغ رسمياً من ليبيا بعدم المشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المقرر عقدها في بيروت يوم 20 يناير الحالي. جاء كلام شلالا في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة العليا للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي ستعقد دورتها الرابعة في الواجهة البحرية لبيروت نهاية الأسبوع الحالي، لشرح كل ما يتعلق بالقمة من إجراءات تنفيذية وإعلامية وأمنية، وخطة السير التي ستعتمد خلال أيام القمة، لا سيما في المنطقة المغلقة حيث الفنادق التي سيحل فيها القادة العرب، وصولاً إلى مقر المؤتمر في الواجهة البحرية. وقال شلالا رداً على سؤال «لم نتبلغ اي موقف رسمي من ليبيا بعد حول عدم المشاركة في القمة».

وأعرب شلالا عن أسفه لما حصل أمس الأول من نزع العلم الليبي من قبل عدد من الشبان في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، ووصفه بأنه» عمل مؤسف».

من جهة ثانية تحدث سفير لبنان في ليبيا محمد سكيني عن اعتداء تعرضت له السفارة اللبنانية في العاصمة الليبية طرابلس، قائلا أن «مجموعة من الشباب الليبي الغاضب، حضرت فجر أمس الى مبنى السفارة في طرابلس الغرب، ونزعوا اللافتة المدون عليها اسم السفارة اللبنانية، ولفوا علم الثورة الليبية عند البوابة الحديدية الرئيسية للسفارة ردا على إنزال علم بلادهم في بيروت». ونقلت: الوكالة الوطنية للاعلام عن سكيني قوله إن «ما حصل هو ردّة فعل على ما حدث في بيروت، واستنكاراً لنزع العلم الليبي وليس استنكاراً ولا احتجاجاً على عدم حضور ليبيا القمة الاقتصادية المزمع عقدها في 20 الشهر الحالي في بيروت». وأضاف:» نحن في لبنان، على قناعة تامة، أن ما حصل سواء في بيروت أو في طرابلس ليس موجها لا ضد الشعب الليبي ولا ضد الشعب اللبناني، ونرى أن المدخل الصحيح والسليم وربما الوحيد، من أجل إقامة علاقة طيبة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والليبي، هو أن تقوم السلطات الليبية المختصة في المساعدة لتحرير الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، الذين يبقون قامات وطنية وليس قامات مذهبية أو طائفية».

وكانت مجموعات من الشبان من مناصري حركة «أمل» تظاهروا أمس الأول في أكثر من منطقة من بيروت، وعمد بعضهم إلى نزع الأعلام الليبية المرفوعة على الطريق المؤدية إلى مكان انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، وقاموا باستبدالها بأعلام «حركة أمل. إلى ذلك أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية​، ​أحمد أبو الغيط​، عن «انزعاجه الشديد إزاء واقعة إزالة علم ليبيا في ​بيروت​ وحرقه، ورفع مكانه رايات حركة «أمل»،التي يرأسها الرئيس نبيه بري.معتبراً أنه «من غير المقبول في أي حال من الأحوال، أو تأسيسا على أية حجة، أن يتم حرق علم أية دولة عربية، خاصة إذا كان ذلك يحدث على أرض عربية». وحث، السلطات اللبنانية على «العمل لتوفير الاحترام الكامل لوفود الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، المقرر أن تشارك في اجتماعات القمة الاقتصادية العربية في بيروت»، مذكرا بأنه «كان هناك ترحيب من مختلف الدول الأعضاء بالطلب اللبناني باستضافة هذه القمة». وأهاب الأمين العام في هذا الإطار بسلطات الدولة اللبنانية، في ضوء تعهداتها والتزاماتها باعتبارها الدولة المضيفة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، بالعمل على ضمان توافر الاحترام الكامل لوفود الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية المقرر أن تشارك في اجتماعات القمة. وذكر أنه كان هناك ترحيب من مختلف الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية بالطلب اللبناني باستضافة هذه القمة، وأن هناك في ذات الوقت رغبة كبيرة في إنجاح القمة، بالنظر إلى أهمية الموضوعات التي تناقشها والتطلع إلى أن تخرج عنها نتائج ملموسة تؤدي إلى إعطاء دفعة قوية للعمل العربي المشترك في المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية.