صحافة

طائرة مسيرة تسبب اضطرابات في مطار هيثرو

14 يناير 2019
14 يناير 2019

لم يمر وقت طويل على أحداث إصابة مطار جاتويك، ثاني اكبر مطارات بريطانيا ازدحاما بعد مطار هيثرو، بشلل كامل جراء إطلاق مجهولين لطائرات مسيرة فوق المطار لمدة 3 أيام بين 19 و21 ديسمبر الماضي، حتى اعلن مسؤولون في مطار هيثرو بلندن إيقاف الرحلات من المطار بعد رؤية طائرة مسيرة بلا طيار تحلق بالقرب من مطار هيثرو، أكثر المطارات استقبالا للمسافرين في بريطانيا.

ووصفت صحيفة «مترو» في تقريرها حول الحادث على صفحتها الاولى بـ»الفوضى» في مطار هيثرو في لندن حيث توقفت الرحلات الجوية مؤقتا مساء الاثنين قبل الماضي، وسط تقارير بأن طائرة بدون طيار شوهدت في مكان قريب.

ونقلت الصحيفة عن إدارة مطار هيثرو بيانا جاء فيه «اتخذنا إجراء توقيف الرحلات الجوية مؤقتا بعد رؤية طائرة مسيرة في سماء مطار هيثرو.. وكإجراء احترازي أوقفنا رحلات المغادرة ونجري تحقيقا، ونعتذر للمسافرين عن أي إزعاج قد ينجم عن ذلك». مشيرة الى انه تم تعطيل سفر ما يقرب من 9000 راكب، بسبب توقف جميع الخدمات الخارجية.

وأبدت صحيفتا «ديلي ميل» و»ديلي اكسبريس» انزعاجهما لظهور الطائرات المسيرة بالقرب من مطار هيثرو، ظهر ذلك في عناوينهما الرئيسية التي تقول «ليس مرة اخرى No Not Again».

وتعتقد صحيفة «التايمز» أن الإنذار الأخير أثار مخاوف بشأن الأمن في المطارات البريطانية، مع القلق من عدم تثبيت الأجهزة التي تعترض تلك الطائرات المسيرة منذ حادث مطار جاتويك.

وتقول صحيفة «آي» إن كلا المطارين (هيثرو وجاتويك)، مثل الكثير من البنية التحتية الوطنية في المملكة المتحدة، ممتدان ومتعارضان للعناصر، وإلى مشكلات من صنع الإنسان مثل الطائرات بدون طيار.

غير انه وبعد وقت قصير استأنفت الطائرات إقلاعها من مطار هيثرو بعد توقفها لفترة قصيرة للتحقيق في ظهور طائرة مسيّرة في الأجواء. 

وقالت إدارة المطار إنه «اعتمادا على الإجراءات المعمول بها وبالتعاون مع هيئة مراقبة الطيران وشرطة لندن، قررنا استئناف إقلاع الطائرات بعد توقف قصير». وأضافت في بيان رسمي بقولها «نراقب الأمر عن كثب ونعتذر للمسافرين عن التأخر، كما أننا نتعامل حاليا مع رصد طائرة مسيرة في هيثرو ونعمل عن قرب مع شرطة العاصمة لمنع أي تهديد لسلامة تشغيل المطار».

وكتب وزير النقل، كريس غريلينغ، في تغريدة له على موقع تويتر يقول: «الجيش يستعد لوضع التجهيزات التي استعملت في مطار غاتويك إذا تطلب الأمر ذلك». 

وتفيد التقارير الإعلامية أن الجيش البريطاني انتشر في مطار هيثرو اللندني، حيث كتب وزير الدفاع غافين ويليامسون على تويتر يقول: «الليلة الماضية، وبطلب من شرطة لندن، نشرت قواتنا المسلحة لمساعدتها ودعمها».

وأعلنت سكوتلانديارد، أن «ضباطا من الشرطة بين الأشخاص الذين رأوا الطائرة المسيرة وفتح تحقيق جنائي بالحادث»، وأضافت، «نقوم بأعمال بحث معمقة في محيط المطار بهدف تحديد هوية أي شخص قد يكون مسؤولا» عن ذلك.

من جهته، قال قائد شرطة لندن ستيوارت كوندي، إن «مساعدة عسكرية وضعت في التصرف من أجل دعمنا. لكننا لن نقدم أية تفاصيل حول التكتيك المحتمل اعتماده لأن ذلك لا يمكن إلا أن يسيء إلى فاعليته». وأضاف، «سيتم استخدام وسائل تهدف إلى رصد سريع ووقف أي تحرك غير قانوني للطائرات المسيرة».

وأعلنت الحكومة البريطانية، مطلع الأسبوع الجاري، عن إجراءات معززة ضد الطائرات المسيرة بعدما واجهت انتقادات بسبب عدم أخذها على محمل الجد المخاطر التي يمكن أن تشكلها مثل هذه الطائرات، وتم حظر الطائرات المسيرة في محيط المطارات ولمسافة 5 كلم.

ونظرا لأن الشركات المشغلة للمطارات تحتاج لبذل المزيد من الجهود للسيطرة على استخدام تلك الطائرات المسيرة، فقد قال ديفيد ليدينجتون، وزير شؤون مجلس الوزراء، إن الحكومة ستدرس تشديد القوانين التي تحظر استخدام الطائرات المسيرة قرب المطارات، وفي الوقت نفسه يمكن للشركات المشغلة للمطارات الاستثمار في نظم حماية جديدة، مثلما حدث في مطار جاتويك الذي قام بتحديث أنظمته بعد استهدافه بهذا النوع من الطائرات قبل عطلة عيد الميلاد.