صحافة

مؤامرة لإحداث «انقلاب» على رئيسة الوزراء

14 يناير 2019
14 يناير 2019

سلطت بعض الصحف الضوء على الفوضى السياسية التي تشهدها بريطانيا بسبب «البريكست»، وذلك قبل ساعات من تصويت البرلمان على اتفاق رئيسة الوزراء، تيريزا ماي اليوم الثلاثاء، خاصة أن فرص خروج بريطانيا بحلول 29 مارس المقبل بدأت تتلاشى خاصة بعد اعتراف كبار الوزراء بشكل خاص بأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت حتى وإن تمكنت ماي من تمرير صفقتها عبر البرلمان. ولا شك أن هذا الأسبوع هو احد اهم الأسابيع في التاريخ السياسي الحديث.

صحيفة «صانداي اكسبريس» نشرت مقالا لتريزا ماي ذكرت فيه انها كانت تبحر في مسار عبر شبكة معقدة من وجهات النظر، وحذرت النواب بضرورة نسيان الخلافات ودعم صفقتها للخروج من الاتحاد الاوروبي.

لكن أحد أسلافها، وهو السير جون ميجور، وجه نداء عبر صحيفة «صنداي تايمز» لتوقيف الساعة وإجراء استفتاء آخر. فهو يعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق سيؤدي الى وضع أسوأ، فالقفز من اعلى الجرف المرتفع لم يكن له ابدا نهاية سعيدة»، حسب قوله.

وتحت عنوان «انقلاب بريطاني بامتياز» قالت صحيفة «صنداي تايمز» أن مقر رئاسة الوزراء في( 10 داوننج ستريت) كشف عن مؤامرة قام بها نواب كبار في البرلمان للسيطرة على مفاوضات البريكست وتهميش رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

وأوضحت الصحيفة أن ماي تلقت تحذيرا بأن مجموعة من النواب المتمردين من مختلف الأحزاب، ومنهم وزير سابق من حزب المحافظين، يخططون لما وصفته بأنه «انقلاب بريطاني بامتياز A Very British Coup» في حال خسارتها تصويت البرلمان على اتفاقها للبريكست اليوم الثلاثاء.

ويحذر المحرر السياسي للصحيفة، تيم شيبمان، من أن مجموعتين على الأقل من النواب المتمردين يستعدون لانتزاع السيطرة على الأعمال البرلمانية من الوزراء ليتمكنوا من تعليق خروج بريطانيا من الاتحاد أو حتى إجراء استفتاء آخر. وان الاقتراحات التى يطرحونها سيكون لها الأسبقية على الأعمال الحكومية مما يؤدى إلى قلب العلاقة القائمة منذ عقود بين البرلمان والسلطة التنفيذية.

وتعتقد الحكومة أن هذا الانقلاب من شأنه تمكين البرلمان من تعليق المادة 50، وتعليق البريكست، وربما يؤدي في النهاية إلى إبطال نتيجة الاستفتاء، وهى الخطوة التي من شأنها أن تغرق البلاد في أزمة دستورية.

ونشرت صحيفة «صنداي تلجراف» تقريرا بعنوان «المحافظون على حافة الانهيار» أوضحت فيه أن ثلث أعضاء الحكومة سوف يستقيلون إذا حضت ماي على الانسحاب من دون اتفاق. وتقول الصحيفة إن عددا متزايدا من وزراء الحكومة يعتقدون انه يجب عليهم التحرك نحو خروج بريطاني ناعم من الاتحاد الأوروبي. لكن جناح المؤيدين للبريكست داخل الحزب يحذرون من أن إجراء محادثات مع حزب العمال حول اتحاد جمركي دائم، سيحدث انقساما تاريخيا داخل حزب المحافظين.

وفي نفس السياق نشرت صحيفة «ميل اون صنداي» تقريرا كتبه جلين اوين وهاري كول، بعنوان «خطة بيركو السرية مع مخرب محافظ لتدمير البريكست»، أوضحت فيه ان رئيس مجلس العموم جون بيركو التقى سراً مع زعيم المحافظين المتمردين، دومينيك جريف قبل ساعات من السماح للمدعي العام السابق بـ»تخريب» خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للبريكست. وان الاثنين التقيا في شقة بيركو بمجلس العموم قبل السماح لجريف بوضع تعديل أدى إلى خسارة الحكومة للتصويت على البريكست في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وفي نفس الصحيفة وجه المؤرخ ديفيد ستاركي نقدا شديدا للبرلمان واطلق عليه «برلمان الأقزام» بسبب غضبه من رئيس مجلس النواب، جون بيركو، بشكل خاص، لما شعر انه يقود «انقلاب ضد الشعب»، على الرغم من أن بيركو نفسه يصر على أنه يناصر حقوق مجلس العموم.

وانتقدت صحيفة «الصن اون صانداي» رئيسة الوزراء تريزا ماي لإحباطها «فرصة ذهبية» خلال السنتين الماضيتين منذ نتيجة الاستفتاء. وترى الصحيفة أن ماي فشلت في الاستعداد بشكل صحيح للخروج من دون صفقة، كما أنها فشلت أيضا في التمسك بأغلبية ضئيلة، ونتيجة لذلك أدخلت بريطانيا فيما أطلقت عليه «مياه سياسية مجهولة».

وفي سياق آخر أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «بولج» للأبحاث لصالح صحيفة «الإندبندنت»، أن إجراء استفتاء جديد هو المسار الأكثر شعبية حال رفض البرلمان تمرير اتفاق تيريزا ماى. وكان اكثر من 1.1 مليون شخص دعموا حملة «الاندبندانت» لإجراء تصويت جديد على البريكست منذ إطلاقه في يونيو، بمشاركة مئات الآلاف من المؤيدين في لندن.