1104356
1104356
الرياضية

الأحمر يخسر النقاط ويكسب حوافز الدفاع عن الآمال

14 يناير 2019
14 يناير 2019

خساراتان.. خارج حساب المنطق ..سوء حظ وحكام -

كـــــــتب: ياسر المنا -

سارت الأمور على عكس التوقعات والأماني في الجولتين الأولى والثانية في مشاركة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بكأس أمم آسيا في النسخة الحالية 2019 بالخسارة في الأولى على يد نظيره الأوزبكستاني بهدفين مقابل هدف ثم الخسارة أمام اليابان بهدف وحيد.
المواجهة الأولى أمام أوزبكستان مثيرة وقوية ولم تعبر النتيجة النهائية عن واقع الأداء خلال التسعين دقيقة.
كان الأحمر الطرف الأفضل في المباراة وهو ما تبرزه الإحصائيات في خانات السيطرة والاستحواذ على الكرة والفرص المتاحة للوصول للشباك ولكنها أحكام المستديرة التي حالت دون أن تترجم هذه الأفضلية ترجح كفة المنتخب الوطني في اللقاء الافتتاحي وتمنحه فوزا مستحقا كان سيكون له التأثير الإيجابي الكبير في تدشين يسهل مهمة العبور للدور الثاني ولكنها الكرة في بعض الأحيان تقول لا .. ولكن لا توقف المسيرة ولا تحجب الرؤية عن الهدف وكانت كل المؤشرات تحدث عن أن الخسارة الأولى يمكن أن تتحول لدوافع وحوافز قوية في المهمة اليابانية وهو ما حدث بالفعل فقد أدى نجوم الأحمر مباراة كبيرة رغم الفوارق الفنية الكبيرة بينهم ونجوم اليابان إلا أن الحكم الماليزي كان صاحب الكلمة الفاصلة بقرارات ظالمة ليمنح اليابان ثلاث نقاط غير مستحقة.

بداية المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الآسيوية هذه المرة لم تختلف كثيرا عن البدايات السابقة خلال الثلاث مشاركات في المحفل الآسيوي الكروي.

اعتاد المنتخب الوطني على البداية المتعسرة في مشواره بأمم آسيا على مدار تاريخ مشاركاته والذي اقتصر على 3 نسخ سابقة قبل نسخة 2019.

الحديث عن السوابق ربما لا يشكل حسبة واقعية يمكن أن تتكرر مع اختلاف الظروف الخاصة بالمنافسة والمنافسين وظروف المنتخب الوطنى نفسه وقدرات الجيل الحالي الذي يمثله في البطولة وكذلك أسلوب الجهاز الفني ومدى توافقه مع الإمكانات الفنية للاعبين وامكانية الاستفادة منها وتشكيل النهج الخططي الذي يثمر عن النتائج الإيجابية التي تعوض اي عثرة تحدث في المشوار.

رغم ذلك نتوقف عند بعض الحقائق التي تمثلت في نتائج المشاركات السابقة والتي تعد خلفية مهمة في قراءة الراهن ويمكن أن تمنح مؤشرات لما سيحدث فيما تبقى من مشوار في الميدان الآسيوي.

خسر المنتخب الوطني لقاءه الافتتاحي لأمم آسيا 2004 على حساب نظيره الياباني بهف نظيف.

وحسم التعادل الايجابي لقاءه أمام المنتخب الاسترالي في مستهل مشواره بنسخة 2007، مواصلاً العجز عن تحقيق الانتصار في ضربة البداية له بالعرس الآسيوي.

يتواصل السيناريو ويخسر المنتخب الوطني لقاءه الأول بأمم آسيا نسخة 2015 .

الغريب في الأمر أن انتصارات المنتخب الوطني دائماً ما تأتي بمنافسات الجولتين الثالثة والأخيرة من الدور الأول لأمم آسيا.

وحقق المنتخب الوطني انتصارين في تاريخ مشاركاته بأمم آسيا، الأول كان على حساب منتخب تايلاند بنتيجة (2/‏‏‏صفر) بالجولة الثالثة بمنافسات نسخة 2004، كما تحقق انتصار آخر على حساب المنتخب الكويتي بهدف وحيد بالجولة الثالثة أيضا لنسخة 2015، ويقول التاريخ في سجل مشاركات الأحمر بأن نجومه لا يخسرون لقاء الجولة الثالثة مطلقاً.

هذه الحقائق التاريخية تمثل الجانب الآخر من الحوافز والدوافع بجانب تلك التي فجرتها الخسارتان أمام أوزبكستان واليابان في الجولتين الأولى والثانية ليبقى الأمل موجودا في الجولة الثالثة أمام تركمانستان وتتسع دائرته بأن تبدأ الصحوة وتتقد شعلة الأحمر تضيء الطريق أمام الهدف المنشود في هذه البطولة وكل ما تترقبه وترجوه الجماهير الوفية.

اقتران التاريخ بالحاضر يشكل رغبة قوية عند الجيل الحالي الذي سيعمل على تحسين الصورة وتحقيق انتصار يقترن به ويؤكد قدرته في صناعة النجاحات وتأكيد قيمة التطور التي تعتبر الأمر الطبيعي في الحياة بكافة جوانبها.

المواجهة التركمانية باتت في غاية الأهمية وفي هذا التقرير التحليلي نقف عند بعض النقاط توضح الواقع الذي فرض على نجوم الأحمر وجهازهم الفني وما هو مطلوب للدفاع عن الفرصة الأخيرة وأمل العبور إلى الدور المقبل.

فيربيك .. واقعية

الرؤية الفنية

رغم الخسارة في المباراتين الأولى والثانية إلا أن المظهر العام للمنتخب الوطني في الميدان جسد حقيقة وجود عمل فني كبير للجهاز الفني بقيادة الهولندي بيم فيربيك الذي اجتهد لتعويض بعض النقص في خطوط الفريق خاصة في الجانب الهجومي.

عقب الخسارة أمام اوزبكستان كانت الحسرة كبيرة في قسمات المدرب الهولندي وهو يتحدث عن الأسباب التي أدت لخسارة النقاط الثلاث في مباراة أوزبكستان.

وكان صادقا وهو يقول: إن المنتخب الوطني لعب المباراة بشكلٍ جيد، واستحق الفوز، لكن مسلسل إهدار الفرص حرمته من النقاط الثلاث، وتحدث بثقة كبيرة بشأن حصد النقاط الست في المباراتين القادمتين ضد اليابان وتركمانستان وهو ما عمل من أجله مع جهازه الفني واللاعبين ولم يدر ببالهم أن الحكم الماليزي سيكون حجر عثرة أمام هذا الطموح المشروع.

كان فيربيك يدرك أن “اللمسة الأخيرة كانت السبب الرئيسي في خسارة المباراة الأولى في الانطلاقة الآسيوية وان الفريق قام بكل شيء فيها من الهجوم وصناعة الفرص التهديفية”.

ركز المدرب الهولندي “على تحقيق الفوز على اليابان أو كسب نقطة على الأقل تحافظ على حظوظه في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة، استغل الجهاز الفني الثلاثة أيام من اجل إعادة ترتيب الأوراق والدفاع عن الحظوظ للتأهل للدور الثاني.

كان المدرب الهولندي واثقا من قدرة فريقه على إعادة ترتيب الأوراق والدخول لمباراة اليابان بتكتيك ليعالج الأخطاء والسلبيات خاصة في اللمسة الأخيرة التي يقر بأنها كانت السبب المباشر، في خسارة الجولة الأولى وإهدار فوز كان في متناول اليد.

درس المدرب الهولندي منافسه الياباني جيدا وسجل معلومات ونقاطا فنية على ضوء، ما قدمه منتخب اليابان في مباراته الأولى أمام تركمانستان وبالتالي دخل لملعب المباراة وهو يعرف ماذا يريد والسبيل لتحقيق مبتغاه.

قدم الأحمر كل ما عنده في المباراة وعينه على تحقيق النتيجة الإيجابية التي تتوافق مع حسابات ما قبل بداية المنافسة حيث كانت حسابات فيربيك تستهدف حصد ما بين خمس إلى ست نقاط بالفوز على تركمانستان والتعادل أو الفوز على أوزبكستان والخسارة أو التعادل أمام اليابان وبعد أن خابت الحسبة أمام أوزبكستان ثم اليابان لم يعد ثمة خيار غير الفوز على تركمانستان في المواجهة الأخيرة بالدور الأول.

التشكيلة ..مكاسب

دعم الخيار الوحيد

اشتهر المدرب الهولندي بأنه من أنصار ثبات التشكيلة ولا يلجأ للتعديل في العناصر التي يختارها لأداء أي مباراة إلا في حالات معينة أو لظروف اضطرارية وهناك من يرى في أن الاعتماد على مجموعة معينة من اللاعبين لا يخدم التنوع في التكتيك والأسلوب الذي يناسب ظروف المباراة والتغييرات التي تحدث في أوقاتها أو الظروف التي تناسب مواجهة أي فريق وتمهد الطريق للتغلب عليه عبر التعامل الجيد مع مصدر خطورته واستغلال ثغراته بما يعين على ترجيح الكفة ومن ثم تحقيق النتيجة الإيجابية. وهناك رأي آخر يؤيد ثبات التشكيلة ويعتقد أن هذا يوفر الاستقرار الفني للفريق ويساعد اللاعبين على الاستفادة من الدروس ما بين مباراة وأخرى وبالتالي تكون درجة الاستيعاب لما هو مطلوب في أي مباراة وفي ذات الوقت يكون للتجانس والتفاهم دوره في المساعدة للقيام بالأدوار الجماعية الفردية.

بعيدا عن النظريات والآراء المتباينة نجد أن فيربيك يؤمن بشكل كبير بأن ثبات التشكيلة يمثل ورقته الرابحة في فلسفته التدريبية منذ أن تولى مهمة تدريب المنتخب الوطني.

ثبات التشكيلة وظهور بعض النجوم الشابة في البطولة رغم الخسارة أمام أوزبكستان واليابان تبرز بعض المكاسب المعنوية التي تدعم خيار الفوز في المباراة الثالثة والأخيرة وفي نفس الوقت تدعم المستقبل الأفضل من خلال تجويد العمل وتطوير القدرات الفنية.

الخبرة ..سند تجاوز الإحباط

يشارك المنتخب الوطني في امم آسيا بقائمة تمزج بين اللاعبين أصحاب الخبرة والأسماء الشابة التي تظهر للمرة الأولى في نهائيات كأس الأمم الآسيوية.

ويعد وجود لاعبين كبار وأصحاب خبرة تراكمية بقيادة كابتن الفريق أحمد كانو سندا مهما للوجوه الشابة لتجاوز الاحباط الذي خلفته الخسارة أمام أوزباكستان واليابان رغم العطاء الثري للفريق وتقديم مستويات قوية لا تتناسب أبدا مع الحصاد والرصيد الخالي من النقاط في الجولتين.

ينتظر كبار الفريق دور كبير في إزاحة الإحباط من نفوس اللاعبين الشباب وتقوية عزيمتهم للمضي قدما في تقديم الأفضل والبحث بجدية عن الفوز في لقاء تركمانستان الأخير من أجل التعويض وتجميل الصورة ومن ثم الدخول في دائرة المنافسة على الأفضلية بين الفرق صاحبة المركز الثالث في البطولة.

ما قدمه نجوم الأحمر كبارا وشبابا أمام أوزباكستان واليابان يؤكد بأن لديهم مخزونا فنيا كبيرا وقدرات طيبة وموهبة نوعية تجعل منهم منافسا حقيقيا لجميع الفرق المشاركة في نهائيات كأس الأمم الآسيوية ورغم الفوارق المعروفة سلفا إلا أنها تقلصت كثيرا في هذه المشاركة قياسا بمعطيات الأداء أمام اليابان كمثال باعتباره من بين افضل خمسة منتخبات في القارة الآسيوية.

ومن واقع الأداء أمام أوزبكستان واليابان كسب الفريق جرعات ثقافية كروية ستساعده في حسم لقاء تركمانستان الذي تعرض لخسارة فادحة في مباراته أمام أوزبكستان ورغم تسجيله هدفين في مباراته أمام اليابان إلا أن فرصته في المنافسة بين افضل ثوالث المجموعات لن تكون سهلة على عكس المنتخب الوطني الذي يملك فرصة وأملا أكبر يستحق القتال من أجله حتى آخر دقيقة من آخر مباراة في الدور الأول.