1087859
1087859
مرايا

منتجات وأساليب عرض مميزة ومبتكرة بسوق العسل العماني الحادي عشر

02 يناير 2019
02 يناير 2019

أخذ عينات عشوائية وتحليلها مخبريا للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية -

كتبت- رحمة الكلبانية :-

شهد سوق العسل العماني في نسخته الحادي عشر والذي عقد خلال الفترة من 26 - 29 من ديسمبر الماضي مشاركة 32 نحالا من مختلف محافظات السلطنة لعرض وتسويق مختلف منتجات النحل العماني، حيث قدرت كمية العسل في السوق بـ 3 أطنان.

وعلى هامش حفل الافتتاح، قال سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي أمين عام مجلس الدولة راعي الحفل: سعيد جدًا بما شاهدته من تقدم في هذه النسخة مقارنة بنسخ السوق السابقة كيفًا وكمًا، خاصة فيما يتعلق بأساليب العرض والتي اختارها العارضون لتناسب مختلف الأذواق، وهذا يدل على اهتمام الوزارة مشكورة بالنحالين ومنتجي العسل والذين هم بالفعل بحاجة للدعم والتشجيع.

مشاركة مستمرة

ويقدم سوق العسل من خلال إقامته في مواقع حيوية وجاذبة في السلطنة فرصة مميزة للنحالين لتوسيع قاعدة زبائنهم لتشمل مختلف المحافظات بالإضافة للسياح والمقيمين، حيث يحرص منتجو العسل على المشاركة في السوق كل عام لما له عوائد اقتصادية مجزية وللالتقاء بغيرهم من مربي النحل للتعرف على كل ما هو جديد في هذا القطاع.

وأجمع المشاركين في سوق العسل الحادي عشر في لقاءات ل»مرايا» على ضرورة الاهتمام بأساليب الترويج وطرق التعبئة والابتكار في العرض لتمييز منتجاتهم عن غيرهم من العارضين. حيث قال محمد الجهوري، من شركة النحلة المميزة للعسل الطبيعي ومشتقاته بأن هذه هي المشاركة الرابعة على التوالي له في السوق، وبأنه يحرص في كل عام أن يجدد من منتجاته وطريقة عرضه لتجتذب أعين الزبائن فور دخولهم. وأضاف: بالرغم من تراجع الإنتاجية إلا أن فصل الشتاء لا يزال من أكثر الفصول التي يقبل الناس فيها على شراء العسل لاستخدامه كدواء طبيعي لنزلات البرد والزكام ولتقوية المناعة.

وبدأ ابراهيم الحبسي من ولاية المضيبي بتربية النحل وإنتاج العسل كهواية قبل 18 عامًا، إلا أن تلك الهواية تحولت لشغف ومصدرًا لرزقه، وحول مشاركته في السوق قال الحبسي بأن هذه المرة الخامسة على التوالي التي يتواجد فيها في سوق العسل العماني، وبأنه حريص على المشاركة لما يقدمه له هذا التجمع من فرصة للالتقاء بزبائن من خارج حدود معارفه وقريته الصغيرة.

وقالت هاجر التميمية من شركة مناحل العجمي بأن عائلتها حريصة على المشاركة في جميع المحافل واللقاءات المحلية والخارجية قدر الإمكان لتوسيع قاعدة زبائنهم سعيا منهم لتعريف الناس من داخل وخارج السلطنة بنتاج النحل العماني المتميز بجودته العالية.

عسل السدر

ولعل أبرز الأنواع وأشهرها على الإطلاق في هذه النسخة من السوق هو عسل السدر العماني، والذي لا يتوفر إلا في مواسم الشتاء والأمطار لذلك فهو باهظ الثمن إذا ما توفر في غير موسمه، ويتميز هذا النوع بمذاقه ونكهته المميزة وقدرته على علاج مشاكل الكبد وتعويض الجسم عن السكريات التي يستهلكها الجسم بسبب الجهد الذهني والجسماني وتقوية القلب والعضلات ومنع حموضة المعدة الزائدة كما يساعد في نمو الأسنان وحمايتها.

أصناف مبتكرة

وحول أصناف العسل الجديدة والمبتكرة في السوق، قال حمد البلوشي، عضو مجلس اتحاد النحالين العرب: يتنافس منتجو العسل في إضافة لمساتهم الخاصة لمنتجاتهم، ونقوم نحن في مؤسسة مناحل الأسد الذهبي بإنتاج العسل ممزوجا مع التين والزعتر والزبيب، بالإضافة إلى حبوب اللقاح والعكبر والشمع البري وخلطات أخرى نقوم بمزجها للخروج بمنتجات مغذية ذات فائدة صحية عالية. وأضاف: صناعة العسل في ازدهار وذلك بسبب زيادة وعي المجتمع بفوائده واستخداماته في عالم الطب البديل.

حبوب اللقاح

ولا يكتفي مربي النحل بإنتاج وتسويق العسل في السوق، بل تتنوع منتجاتهم لتشمل حبوب اللقاح والتي تمزج بالعسل لتستخدم في نواحٍ تجميلية وصحية مختلفة، وهي تنتج عن لقاح الأزهار من الحشرات وتتجمع بشكل أدق في الجيوب الخلفية من أرجل النحل ، ومن فوائدها تزويد الجسم بالطاقة والنشاط، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وتسكين آلام الجسم، وتسريع عملية التئام الجروح، وتقوية المناعة، وتخفيف التوتر العصبي وتقوية الذاكرة، وغيرها الكثير.

صمغ النحل

ويعد صمغ النحل أو ما يسمى محليا بالعكبر من المنتجات ذات الفوائد الصحية العالية لاحتوائها على كميات عالية من الكالسيوم والزيوت العطرية والفيتامينات والمعادن والبروتينات بالإضافة للمواد الحمضية وغيرها، وهي مادة يستخرجها النحل من لحاء الأشجار وبراعم الزهور ليستفيد منها في العديد من الأعمال داخل الخلية، إلا أن لها فوائد كثيرة للانسان من بينها قدرته في القضاء على أنواع كثيرة من البكتيريا والفطريات، والتخفيف من أمراض الأنف والأذن والحنجرة والحساسية، كما يعد الكبر قاتل للخلايا السرطانية، ومنشط لإفراز الهرمونات الأنثوية، ويستخدم لعلاج أمراض الغدة الدرقية والنخامية، وعلاج بعض الأمراض الجلدية كالصدفية والأكزيما والجدري و التجاعيد والنمش والكلف وغيرها.

مميزات العسل العماني

ويتميز العسل العماني بالعديد من المميزات والخصائص التي جعلته أحد أكثر الأنواع المرغوبة على المستويين المحلي والإقليمي حيث يتميز بكثافة القوام في معظم محافظات السلطنة، وقلة نسبة الماء، واختلاف لونه وطعمه ورائحته وذلك لتعدد مصادر الرحيق والمراعي التي تتميز بها السلطنة في مناطقها الجغرافية المتعددة.

ويتنوع العسل العماني ما بين الأعسال المنتجة في المناطق الجبلية والسهول ومناطق الرعي الصحراوي والمناطق الساحلية ومن هذه الأنواع عسل السمر وعسل السدر وعسل زهور الباطنة والعسل البري (نحل أبو طويق).

أهداف السوق

وتهدف وزارة الزراعة وشركة تنمية نفط عمان من وراء تنظيم هذه الفعالية إلى الترويج لمنتجات العسل العماني وتطوير مهارات النحالين وتوعية وتثقيف المستهلكين بمنتجات العسل ذات الجودة بالإضافة إلى تشجيع الشباب وتحفيزهم للعمل في مهنة تربية النحل وإنتاج العسل. وأشارت آخر الإحصاءات الصادرة عن الوزارة إلى ارتفاع عدد خلايا النحل في السلطنة لتصل إلى 100 ألف خلية تنتج حوالي 485 ألف كيلو جرام من العسل. و قد وضعت الوزارة مجموعة من الضوابط والاشتراطات للمشاركين في السوق من أهمها: تعبئة العسل في عبوات زجاجية حديثة وذات أحجام مختلفة وعليها الملصق الخاص بالمشارك، وأن يقوم المشاركون بتوريد أنواع وكميات العسل المقرر المشاركة بها للوزارة حتى تقوم بالتنسيق مع أحد المختبرات المتخصصة والمعتمدة في السلطنة بأخذ عينات عشوائية منها وتحليلها مخبريا، والتأكد من مطابقة المنتج للمواصفات القياسية العمانية للعسل.

ملكات النحل الملقحة

وفي سعيها لزيادة إنتاج كميات العسل العماني كشفت الوزارة في وقت سابق عن بدئها في تنفيذ مشروع إنتاج ملكات ملقحة عالية الإنتاجية والطرود لسلالة النحل العماني بتكلفة تقدر بمائة وخمسين ألف ريال عماني بدعم من صندوق التنمية الزراعية والسمكية بهدف إيجاد 6 حاضنات خاصة بتربية ملكات النحل الملقحة والعسل والطرود لسلالة النحل العماني بخمس محافظات تشمل جنوب الشرقية وشمال وجنوب الباطنة والظاهرة لـ6 مستفيدين من فئة الباحثين عن عمل وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما قامت خلال الفترة الماضية باستيراد وزراعة نوع من الأشجار الرعوية تعرف بالسمر الأسترالي والتي أسهمت بدورها في زيادة كمية عسل النحل بعد تدهور المراعي بسبب قلة الأمطار والرعي الجائر والتصحر والزحف العمراني وغيرها.