العرب والعالم

زعيم حزب العمل الإسرائيلي يعلن تفكيك «المعسكر الصهيوني»

01 يناير 2019
01 يناير 2019

ليفني: «لم تكن هناك شراكة بيني وبين غباي» -

القدس- (عمان) نظير فالح- (أ ف ب) :-

أعلن زعيم حزب العمل الاسرائيلي،آفي غباي،أمس، عن تفكيك «المعسكر الصهيوني»، وفضّ الشراكة مع كتلة «هتنوعاه» التي تترأسها عضو الكنيست تسيبي ليفني، وسيخوض الانتخابات المُقبلة بشكل مستقل، فيما ستبحث ليفني عن كتلة أخرى لخوض الانتخابات ، في حال قررت مواصلة المسيرة السياسية .

وبلَّغ زعيم حزب العمل، ليفني رسميا بقراره فض الشراكة ، علما أنها تترأس كتلة المعارضة في الكنيست الـ20، خلفا ليتسحاك هرتسوغ، الذي عُين في منصب رئيس ما تُسمى بـ«الوكالة اليهودية»، واعتبرت ذلك ، في حينه ، شرطا لمواصلة الشراكة بين حزبي «هتنوعاه» و«العمل».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان» عن غباي قوله، خلال الجلسة التي جمعته صباح امس مع ليفني وأعضاء من الحزب: «كنت آمل وأعتقد أن التغيير والشراكة الجديدة ستؤدي إلى نمونا، وإلى نسج علاقة حقيقية وشراكة متبادلة ، لكن الجمهور يرى أن هذا ليس الواقع ، وابتعد عنا، وعليه أتمنى لليفني النجاح في الانتخابات ، في كل حزب ستكون فيه».

وأضاف غباي: «لقد عملت بنصيحة هرتسوغ وحافظت على الشراكة مع ليفني وحركة ’هتنوعاه’، لكن ليس من السهل الانضمام لشراكة أقامها شخص آخر، لقد حاولت التوصل للدمج والوحدة بين الحزب والحركة ، لكن لم يتحقق ذلك ،علما أن ليفني طلبت تخصيص مقاعد لها في قائمة الحزب ، وسبق ذلك طلبها لرئاسة كتلة المعارضة وقبلت ذلك».

وبحسب موقع «واللا»، فإن ليفني لم تعرف مسبقا عن تحرك وخطوة غباي، ولكنها فوجئت بسماع ذلك في اجتماع الكتل المشاركة في «المعسكر الصهيوني».

وردا على إعلان غباي، وجهت مصادر في حركة «هتنوعاه» انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس حزب العمل، وقالت إن غباي لم يفعل شيئا من أجل تعزيز الشراكة والتعاون واختار فض الشراكة .

وقال عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني»، يويئيل حسون، ردا على خطوة غباي: «للتوضيح؛ غباي لم يقبل ولا في أي مرحلة مبدأ الشراكة ، وهي الشراكة التي أثمرت عن 24 مقعدا في الانتخابات السابقة ، وبالتالي فإن تراجع المعسكر الصهيوني في استطلاعات الرأي، بسبب السياسية الفاشلة التي عمدها غباي في قيادة الحزب».

وقد عقدت عضو الكنيست تسيبي ليفني مؤتمرا صحفيا تطرقت فيه إلى إعلان رئيس حزب العمل، آفي غباي، بشكل مفاجئ صباح امس، عن فض الشراكة بين حزبه وحزب «هتنوعاه» برئاسة ليفني وتفكيك كتلة «المعسكر الصهيوني» وقالت إنه «لم تكن هناك شراكة بيني وبين غباي. والطريقة التي أنهاها تدل على ذلك»، وأضافت أن «الشراكة مع (رئيس العمل السابق يتسحاق) هرتسوغ جلبت للمعسكر الصهيوني 24 مقعدا في الكنيست في الانتخابات الماضية .

وادعت ليفني أنه رغم شكوكها حيال غباي، إلا أنها رفضت توجهات جهات سياسية ، ومن داخل حزب العمل أيضا ، من أجل تفكيك «المعسكر الصهيوني».

وقالت ليفني إن غباي يضع نفسه فوق مصلحة الدولة وحزبه ، وأنه «ما سمعته اليوم (من غباي)، هو أنا، أنا، أنا»، وتابعت أنه لو أن غباي «هاتفني وقال إنه يريد الانفصال، لسهل الأمر عليّ. وكان بإمكاننا أن نقول معا إنه حاولنا ولم ننجح. والجمهور الإسرائيلي سيكون سعيدا بأن يرى زعمائه يتصرفون بهذا الشكل».

ورغم أن كافة الاستطلاعات تتوقع انهيار «المعسكر الصهيوني» في الانتخابات المقبلة، في التاسع من أبريل المقبل، إلا أن ليفني اعتبرت أن على معسكر أحزاب الوسط - يسار أن تركز على مهمة هامة واحدة ، وهي إحداث انقلاب ، وعدم بقاء اليمين برئاسة بنيامين نتانياهو في الحكم .

وكررت ليفني القول إنه في حال وجود مرشح يضمن حصول كتلة تتألف من أحزاب الوسط - يسار على عدد مقاعد أكبر في الكنيست، ستكون مستعدة أن تترأس كتلة كهذه، وتطرقت إلى إمكانية تحالف بين غباي ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، الذي أسس حزبا جديدا، وقالت «بالنجاح لهما».

يشار إلى أن ليفني لم تكن تعلم مسبقا بأن غباي سيعلن عن إنهاء التحالف بين حزب العمل وحزبها، على الرغم من توتر العلاقات بينهما، وكان غباي أعلن في بداية اجتماع كتلة «المعسكر الصهيوني» في الكنيست، صباح امس، أنه «ما زلت أؤمن بالشراكات والتحالفات، لكن تحالفات ناجحة تستوجب صداقة، التزاما بالاتفاقات وإخلاصا للطريق، ولذلك فإنني أختار (رأي) الجمهور مرة أخرى، تسيبي، أتمنى لكم النجاح بالانتخابات»، وبذلك أنها التحالف بينهما، وقالت ليفين إثر ذلك لأعضاء الكتلة إنه «لن أعقب، سأتخذ قراراتي».

من جانبه، قال رئيس حزب «ييش عتيد»، يائير لبيد، في مؤتمر صحفي، امس، إنه في حال تشكيل تحالف بين أحزاب من معسكر الوسط - يسار، فإنه لن يتنازل عن المكان الأول فيه ورئاسته، وتعهد لبيد أنه لن يشارك في حكومة مع «رئيس حكومة تم تقديم لائحة اتهام ضده» في إشارة إلى نتانياهو .

وقال عضو الكنيست إيتسيك شمولي، من حزب العمل، إن هدف حزبه الآن هو السعي من أجل الدخول في تحالف مع حزب غانتس .

وبذلك انقسمت معارضة وسط اليساري في إسرائيل امس قبل انتخابات مقررة في 9 أبريل مع إعلان زعيم حزب العمل آفي غباي فض التحالف مع زعيمة حزب «الحركة» تسيبي ليفني.