1092789
1092789
عمان اليوم

د.آسيا النعمانية: تعزيز البرامج الصحية للأطفال من ذوي الإعاقة والمصابين بالأمراض المزمنة والمُعنَّفين

01 يناير 2019
01 يناير 2019

الأطفال الأقل من 15عاما يمثلون 36.8 % من إجمالي السكان العمانيين -

كتبت- عهود الجيلانية -

قالت الدكتورة آسيا بنت محمد النعمانية من وزارة الصحة: إن تراجع وفيات الرضع والأطفال في السلطنة بنسبة تجاوزت 77% أدى إلى تحسن الأوضاع الصحية للطفل وتطور الخدمات التي جاءت نتيجة توفر كوادر مدربة ومتخصصة ومؤسسات صحية مزودة بأحدث التقنيات في التشخيص والرعاية بالإضافة إلى البرامج الوقائية، وأضافت أن الوزارة تستكمل جهودها بوضع خطة لتعزيز برامج تستهدف فئات الأطفال ذوي الإعاقة والأمراض المزمنة والأطفال المُعنَّفين، وتعزيز مستوى الخدمة المقدمة للأطفال في المستشفيات وإيجاد آلية للتنسيق بين البرامج على المستوى الوطني، مشيرة إلى وضع خطط مستقبلية تعمل على استدامة التغطية الشاملة بخدمات الرعاية الصحية الأولية، ورفع الوعي الصحي وترسيخ السلوكيات والممارسات الحياتية الصحية بما يساهم في تعزيز صحة الفرد والمجتمع، وتعزيز الشراكة مع كافة القطاعات ذات العلاقة وأفراد المجتمع المحلي، وأوضحت أن الأطفال دون الخامسة من العمر حسب بيانات التقرير الصحي السنوي الصادر من وزارة الصحة لعام 2017 يشكلون حوالي 15.3% من إجمالي السكان العمانيين بينما يمثل الأطفال دون الخامسة عشرة حوالي 36.8 %. وأكدت النعمانية عدم تسجيل أي حالة انتقال بفيروس العوز المناعي المكتسب من الأم إلى الجنين في السلطنة خلال عام2017م، داعية الأمهات الحوامل إلى ضرورة التسجيل في الثلث الأول من الحمل لتلقى الخدمة والرعاية اللازمتين للأم والجنين.

وتطرقت الدكتورة آسيا النعمانية من قسم صحة الطفل بدائرة صحة المرأة والطفل بالوزارة في حوار مع «عمان» إلى وضع الطفل في السلطنة قائلة: تركز وزارة الصحة في جهودها على صحة ورفاهية الطفل وتعمل على تقليص المخاطر التي ترتبط بالأسباب المباشرة لوفيات الأطفال وأيضا تقليل معدلات المراضة بينهم من خلال الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لهم خصوصا الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون الخامسة، وأضافت أن السلطنة استطاعت من خلال تبني عدد من الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بصحة الأمهات والأطفال من تحقيق خفض ملحوظ في معدل وفيات الولادة والمواليد والرضع والأطفال دون الخامسة في فترة زمنية قصيرة نسبيا، ويعود ذلك إلى التوسع في الخدمات الصحية كما ونوعا، والارتفاع المتواتر في مستويات التعليم والرفاه الاقتصادي، مما انعكس إيجابا على انخفاض معدلات الوفيات حيث انخفضت مؤشرات وفيات الأطفال الرضع ووفيات الأطفال دون سن الخامسة حسب بيانات التقرير الصحي الصادر من وزارة الصحة، فعلى سبيل المثال انخفضت نسبة وفيات الرضع بمعدل 78% منذ عام 1985 م، وكذلك انخفضت نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر بنسبة 77%، ويأتي ذلك نتيجة للتطور في الخدمات الصحية من توفر كوادر مدربة ومتخصصة ومؤسسات صحية مزودة بأحدث التقنيات في التشخيص والرعاية، ومن البرامج الوقائية التي كان لها دور كبير في خفض نسبة مراضة ووفيات الأطفال برنامج التحصين الموسع، وقد بلغت نسبة تحصين الأطفال ضد الأمراض المعدية أكثر من 99%، وكذلك أيضا الكشف المبكر عن بعض الأمراض الوراثية ومتابعة نمو الطفل وتغذيته، وتشير البيانات إلى انخفاض ملحوظ في معدل الأطفال أقل من 5 سنوات الذين يعانون من سوء التغذية، حيث بلغ المعدل 1.5 /‏‏1000 طفل الأقل من 5 سنوات في عام 2017م، مقابل 18.5 /‏‏ 1000 في عام 1999م.

أولويات الخطط

وعن أبرز مستجدات الخطط الوطنية المعنية بصحة الطفل، أكدت أن الاحتياجات الصحية تختلف على مدى مراحل الحياة ونموها، فقد جاءت البرامج الصحية متنوعة تصب كلها في مرمى هدف عام واحد هو توفير الصحة للجميع، وقالت: تم الأخذ بعين الاعتبار الأولويات الخاصة بالمشاكل الصحية لكل فئة، وكان للطفل النصيب الأكبر من تلك البرامج مثل: برنامج رعاية صحة الطفل، والتحصين، والحد من سوء التغذية، إضافة إلى برامج التحري عن الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية، وغيرها من البرامج الأخرى المعنية بصحة الطفل. كذلك التزمت السلطنة باتفاقية حقوق الطفل التي تضمنت العديد من الحقوق من ضمنها الحق في البقاء والنماء إلى جانب حمايته من جميع أشكال سوء المعاملة والاستغلال؛ وذلك لتمهيد الطريق لهم للمشاركة في بناء المجتمع بشكل فعال، واستكمالا لجهود الوزارة في إنجازاتها في مجال صحة الطفل تهدف الخطة الحالية لتعزيز برامج تستهدف فئات معينة من الأطفال مثل: الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة والأطفال المعنفين،كما تهدف الخطة إلى تعزيز مستوى الخدمة المقدمة للأطفال في المستشفيات وإيجاد آلية للتنسيق بين هذه البرامج على المستوى الوطني لتعزيز صحة الطفل.

وعن أهمية توفير أخصائيين في مجال تغذية الطلاب للحد من سوء التغذية بين الأطفال خاصة قالت: لا يوجد حاليا أخصائي تغذية، ولكن تقوم الوزارة ممثلة في دائرة التغذية بتدريب ممرضات الصحة المدرسية الموجودات في جميع المدارس على برامج التغذية وعلى كيفية تقييم الحالة التغذوية للطالب، وإذا احتاج الطالب إلى متابعة مع أخصائية تغذية فإنه يتم تحويله إلى أقرب مركز صحي ليتم تقييمه بصورة أكبر وعمل الفحوصات اللازمة له ومتابعته بصفة مستمرة مع تواجد ولي أمر الطالب، ولا توجد ضرورة حاليا لتعيين فنيات تغذية للعمل في المدارس.

تمكين الطفل

وعن التعاون الدولي مع منظمة اليونسيف وإصدار تقرير رفاهية وتمكين الطفل الذي أكد دور السلطنة في رسم خريطة لرفاهية الطفل وتميزها كأول دولة في الشرق الأوسط، وذكرت النعمانية أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أصدرت بالتعاون مع المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تقرير «مؤشر رفاهية وتمكين الطفل»(CWEI) الذي يقيم حياة الأطفال ورفاههم وتمكينهم في السلطنة، وذلك على مستوى المحافظات، وأيضا بالمقارنة مع الدول الأخرى، ويرتبط دليل رفاهية وتمكين الطفل بالسلطنة بالأطفال والمراهقين منذ الولادة حتى سن 18 عامًا، حيث تشمل المؤشرات الفرعية خمسة مجالات تمثل الرفاه المادي والتعليم والبيئة المنزلية للطفل وقضايا المخاطر والسلوك والصحة والتغذية، وتنقسم هذه المجالات إلى مجــال تحقيــق الرفاهيــة المادية ومجال تَعلَم وحقَــقَ ومجال التمتع بمنزل لائق ومجال البقاء آمنا ومحميا، وتؤكد مراجعة وتحليل مؤشرات رفاهية وتمكين الطفل بالسلطنة عند مقارنتها بالدول الأخرى أن معظم مؤشرات السلطنة في المجالات الخمسة والمؤشر النهائي مرتفعة. حيث سجلت السلطنة أعلى مستوياتها (82.08 من أصل 100) مع تصنيف 23 من 94 دولة لديها بيانات حول 16 مؤشرا، وبحسب المحافظات سجلت محافظتا مسقط ومسندم الأداء الأعلى في المؤشر. حيث يعتبر هذا الإنجاز من الإنجازات الرائدة في السلطنة في مجال حماية الطفل ورفاهيته وتمكينه، كما يعد ثمرة لتضافر جهود مختلف القطاعات بالسلطنة من أجل هذه الشريحة التي تمثل مستقبل المجتمع.

مراضاة الأطفال

وتطرقت الدكتورة آسيا النعمانية في حديثها إلى أكثر الأمراض انتشارا بين فئة الأطفال في السلطنة، فأفادت: توضح الإحصائيات المحدثة من التقرير الصحي السنوي الصادر من وزارة الصحة لعام 2017 أن الأسباب الخارجية للمراضة تختلف حسب الفئة العمرية؛ حيث إن من أهم أسباب المراضة للمترددين على العيادات الخارجية لمؤسسات وزارة الصحة في الأطفال أقل من 5 سنوات هما الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، حيث أوضحت إحصائيات الجهاز أن معدل الإصابة بأمراض التنفسي المعدية في الأطفال إلى 12 لكل 1000 حالة إصابة طفل أقل من 5 سنوات في العمر بينما بلغ معدل الإصابة بأمراض الأسهال 2.5 إصابة لكل 1000 طفل أقل من 5 سنوات في العمر من العام نفسه.

أما الأسباب الرئيسية للتنويم في مستشفيات وزارة الصحة فتختلف بحسب الفئة العمرية، فعلى سبيل المثال يعد يرقان حديثي الولادة من أهم الأسباب الرئيسية للتنويم في الأطفال حديثي الولادة بنسبة 18.3%، كما تجدر الإشارة إلى أنه ما زالت إصابات أمراض الجهاز التنفسي والهضمي مرتفعة في السنة الأولى من العمر بنسبة 29.4% للجهاز التنفسي، و7.5% للجهاز الهضمي، بينما لوحظ ارتفاع في عدد الأطفال المنومين من السنة 1-4 من العمر بسبب اضطرابات الكريات المنجلية إلى 2.2 %، الثلاسيميا إلى 2.5%.

كما تجدر الإشارة إلى أن السلطنة لم تسجل أي حالة انتقال بفيروس العوز المناعي المكتسب من الأم إلى الجنين في عام 2017. حيث يعد انتقال فيروس نقص المناعة البشري من الأم إلى الطفل هو واحد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى اكتساب الطفل الفيروس أثناء الحمل أو الولادة أو عن طريق الرضاعة الطبيعية؛ لذا تقوم الوزارة بالعديد من الجهود للوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، وذلك بتبني الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري لجميع الحوامل ومتابعتهم إلى ما بعد الولادة ومتابعة الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات حتى بلوغهم 18 شهرا، وقد بلغت تغطية النساء الحوامل لفيروس نقص المناعة البشرية 96.88% في عام 2017م، وهنا وجب التأكيد على ضرورة تسجيل الأمهات الحوامل في الثلث الأول من الحمل لتلقى الخدمة والرعاية اللازمة للأم والجنين.

وأشارت الدكتورة النعمانية إلى أبرز الخطط المستقبلية لدعم برامج صحة الطفل بقولها: تعمل وزارة الصحة جاهدة على استدامة التغطية الشاملة بخدمات الرعاية الصحية الأولية، وخفض معدلات المراضة ووفيات الأمهات والأطفال وفق المعدلات الوطنية والدولية، وتحسين الحالة التغذوية لجميع فئات المجتمع، واستدامة خدمات الصحة المدرسية وتعزيز الخدمات المقدمة لليافعين وفقا للمعايير الوطنية، ورفع الوعي الصحي وترسيخ السلوكيات والممارسات الحياتية الصحية بما يساهم في تعزيز صحة الفرد والمجتمع، وتعزيز الشراكة مع كافة القطاعات ذات العلاقة وأفراد المجتمع المحلي فيما يساهم في التعامل مع المحددات الاجتماعية للصحة.