tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار: لا ترسل رسائل !

31 ديسمبر 2018
31 ديسمبر 2018

د.طاهرة اللواتية -

[email protected] -

نمر في الطريق، فتلتقط أعيننا المكتوب على اللوحات الإرشادية ولوحات المرور والإعلانات وغيرها، نأسف لتضيق مساحة المكتوب باللغة العربية يوما بعد يوم، خاصة الإعلانات التي تتنوع وتكثر وتتشعب باللغة الانجليزية. مع انحسار اللغة العربية، العربية في واقعنا اليومي، نلاحظ فيما تبقى تكرار الأخطاء الشائعة أو الترجمة الحرفية عن جوجل الذي اصبح ضليعا في اللغة العربية أكثر من أصحابها الناطقين بها!!

في محل لبيع الاحتياجات المنزلية لاحظت أن الأواني الزجاجية موضوع بجانبها بطاقة مكتوب عليها «ضعيف»، وقد انتشرت البطاقة على باقات الزهور والمزهريات الزجاجية. جلست أفكر كيف هو ضعيف؟ هل لم يحصل على تغذية مناسبة؟ للأسف إنها ترجمة خاطئة لكلمة «فراجل» باللغة الانجليزية، أي «قابل للكسر». لفت انتباه أصحاب المحل، طلبوا مني الترجمة المناسبة، كتبتها لهم، وعدوا بالتغيير. في زيارة ثانية بعد شهور، لاحظت أنهم ما يزالون محتفظون بلفظة «ضعيف» !!

في أحد الإعلانات على الطرق توجد لوحة مكتوب عليها «لا ترسل رسائل أثناء القيادة»!! يمر عليها الكثير مرور الكرام، ولكنها ليست العربية الصحيحة، فالصحيح «لا تتراسل أثناء القيادة»، وهكذا نمر على مثل هذا النوع من الترجمات التي قد تخلو من الأخطاء الظاهرية، ولكنها تجعل العربية لغة مترجمة عن جوجل، لغة مترهلة وغريبة تفقد قوتها وإيجازها ودقتها وسلامتها، لغة متاحف وديناصورات، لغة ضعيفة ركيكة.

نشكو من عدم إقبال الشباب على دراسة اللغة العربية في أقسام اللغة العربية في الجامعات؛ لأنهم يواجهون صعوبة في التوظيف. لكن الحق أن كل وحدة حكومية أو غير حكومية مدنية أو عسكرية، اقتصادية أو تجارية أو عامة بحاجة إلى مدقق لغوي على الأقل، كي تبقى العربية لغة حية وحيوية، وليست لغة المتاحف «وجوجل الخواجة».