العرب والعالم

فرنسا تنهي تحقيقا حول الإبادة الجماعية في رواندا

26 ديسمبر 2018
26 ديسمبر 2018

أرملة الرئيس الرواندي السابق اعتبرت القرار «مسيّسا» -

باريس - (أ ف ب): أوقف قضاة فرنسيون تحقيقا مستمرا منذ سنين في اعتداء قتل فيه الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا عام 1994، ما أشعل حربا أهلية شهدت إبادة جماعية مروعة، على ما قال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس أمس.

وشكّل التحقيق مصدرا رئيسيا للتوتر بين البلدين خصوصا مع اتهام سبعة أشخاص قريبين للرئيس الرواندي بول كاغامي في التحقيق. وأفاد المحام فيليبي ميلهاك فرانس برس أنّ موكلته أغات أرملة هابياريمانا والمدعين في القضية يقدمون طعنا على القرار بإلغاء التحقيقات.

وطلب المحققون الفرنسيون إسقاط التحقيق في أكتوبر بسبب عدم وجود أدلة ضد المشتبه بهم السبعة.

واعتبر محامو أغات هابياريمانا، أرملة الرئيس السابق، أن طلب النيابة العامة «لا يمكن القبول به» و«مسيّس إلى حد بعيد».

وأدى الهجوم بصاروخ أصاب طائرة هابياريمانا المنتمي لعرقية الهوتو في مطار كيغالي في 6 أبريل 1994 إلى أعمال عنف استمرت مائة يوم أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص، غالبيتهم من أقلية التوتسي.

ويحكم كاغامي رواندا منذ أن أطاحت الجبهة الوطنية الرواندية، حركة التمرد التي كان يقودها، في يوليو 1994 حكومة المتطرفين الهوتو ووضعت حدا لحملة الإبادة.

ولطالما اتّهمت كيغالي فرنسا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بدعمها نظام الهوتو، وتدريبها جنود وعناصر الميليشيا الذين قاموا بأعمال القتل.

وفتحت فرنسا في عام 1998 التحقيق في الاعتداء بطلب من أقارب ثلاثة فرنسيين من طاقم الطائرة قتلوا في الاعتداء.

وكان أول قاض في التحقيق جان لوي بروغيير يدعم نظرية ان متطرفين من التوتسي ينتمون للجبهة الوطنية الرواندية التي كان يقودها كاغامي اسقطوا الطائرة.

لكن التحقيق أغلق لاحقا وتحسّنت العلاقات الفرنسية الرواندية وصولا إلى 2014 حين كرر كاغامي اتهام جنود فرنسيين بالتورط في حمام الدم الذي شهدته رواندا.

وازداد الأمر سوءا عندما قرر القضاء الفرنسي في أكتوبر 2016 إعادة فتح التحقيق بالهجوم على الطائرة.

وفي عام 2009، توصلت لجنة تحقيق رواندية إلى أنّ متطرفين من الهوتو مسؤولون عن اغتيال الرئيس السابق هابياريمانا.

وفي عام 2016، اتهمت اللجنة الوطنية لمكافحة الإبادة 22 ضابطا فرنسيا كبيرا بالتورط في حملة الإبادة.

وبين هؤلاء الجنرال جاك لانكساد رئيس الأركان السابق للجيش الفرنسي والجنرال جان كلود لافوركاد قائد قوة «توركواز» التي نشرت في رواندا بتفويض من الأمم المتحدة في 22 يونيو 1994.