صحافة

تقاليد الاحتفالات بالأعياد في بريطانيا

25 ديسمبر 2018
25 ديسمبر 2018

يعتبر الكريسماس أو عيد ميلاد المسيح في 25 ديسمبر من أهم الأعياد المسيحية في بريطانيا والغرب، وتكون فيه عطلة رسمية ليومين متتاليين، وتغلق فيه جميع أماكن العمل تقريبا باستثناء المستشفيات والشرطة والمطافئ، وتتوقف القطارات والحافلات وقطارات الأنفاق في ذلك اليوم تماما، وحتى الصحف البريطانية يتوقف إصدارها تماما في ذلك اليوم، وهو اليوم الوحيد على مدار السنة الذي يخلو من الصحف، وفي ظل الغياب التام للمواصلات العامة من الضروري لمن يرغب في قضاء بعض الوقت خارج المنزل أو السفر إلى أي مكان أن يحجز سيارة أجرة مسبقًا ما لم يكن لديه سيارة خاصة.

ومن تقاليد الكريسماس وضع شجرة الميلاد المزينة بالزخارف، والأنوار وأشكال أخرى من الزينة في المنازل والميادين العامة، فضلا عن الأنوار التي تنتشر في الشوارع خصوصا في شارع أكسفورد وشارع ريجنت في قلب العاصمة لندن، حيث يشاهد مئات الآلاف من البريطانيين والسائحين من جنسيات مختلفة قبل حوالي شهر من العيد إضاءة أنوار الكريسماس التي تزين الأشجار والمحلات احتفالا بهذه المناسبة السعيدة. والزائر إلى لندن يشاهد شجرة كريسماس ضخمة تزين ميدان ترفلغار، وهي هدية سنوية تقدم من النرويج لبريطانيا تعبيرًا عن امتنانها لما قدمته المملكة المتحدة من مساعدة في تحرير النرويج من الاحتلال النازي عام 1945. وتطوف جوقات بالشوارع تردد أغاني، بعضها ديني، والآخر دنيوي.

وأهم ما في هذه المناسبة في بريطانيا هو تجمع أفراد الأسرة معا لتناول وجبة تتكون عادة من ديك رومي وبعض الخضروات، كذلك تبادل الهدايا وهو جزء أساسي في الاحتفال خاصة للأطفال الذين ينتظرون الشخصية الأسطورية المتمثّلة في «بابا نويل» ليترك لهم هدايا على طرف سريرهم، أو تحت شجرة الميلاد، والطريف أن الآباء يجدون صعوبة في إقناع أطفالهم بالذهاب للنوم في تلك الليلة للاستيقاظ مبكرا للبحث عن هداياهم، وهناك أيضا تقليد آخر ظهر في ثلاثينات القرن الماضي، وهو إذاعة خطاب الملكة للأمة الساعة الثالثة بعد الظهر، وهو خطاب يتم تسجيله مسبقا، وتهنئ فيه الملكة البريطانيين مع تمنياتها لهم بحياة سعيدة ومستقبل مشرق. وعلى مدار 61 عاماً كان الخطاب الملكي السنوي بمُناسبة الكريسماس هو الأهم للملكة إليزابيث بالرغم من أنها تنأى بنفسها عن الصراعات السياسة وتلتزم الحياد ولا تتطرق إلى أمور شائكة في خطاباتها، إلا أنها هذا العام رُبما اقتربت أكثر من الاضطراب السياسي الحالي بسبب أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي.