1085747
1085747
الرياضية

الحبسي الغياب القسري..

25 ديسمبر 2018
25 ديسمبر 2018

كــــتب : ياسر المنا

شغل خـــبر ابتعـــــــــاد الحــــــارس الدولي وقائد المنتخب الوطني على الحبسي عن نهائيات أمم آسيا كل المواقع الإخبارية والوسائط الإعلامية المختلفة مما يعكـــــس قيمة اللاعب الفنية والمعنوية الكبيرة ونجوميته الساطعة كواحد من أبرز نجوم الكرة في آسيا.
يغيب الحبسي بسبب الإصابة في (العضلة) التي تحول دونه والتواجد مع إخوانه في القائمة الحمراء والدفاع عن طموحات الكرة العمانية في البطولة القارية ليجد نفسه أمام غياب قسري فرضته عليه الظروف والأقدار في الوقت الذي كان يهيئ نفسه ليقدم عصارة تجربته الطويلة وخبراته التراكمية لدعم مسيرة المنتخب الوطني في نهائيات أمم آسيا التي ستنطلق قريبا في دولة الإمارات وتترقبها جماهير الكرة العمانية بالكثير من الطموحات والأمنيات بتخطي فريقها حاجز الخروج المبكر والتقدم بخطوات واثقة نحو تواجد مؤثر يعزز من النجاحات ويعبر عن التطور.

شاءت الأقدار أن تقطع حبل أفكار الحارس الكبير الآسيوي وتحرمه من تنفيذ خطط وأحلام تتعلق بمشاركة الأحمر ودوافع شخصية تحفزه مثل غيره من اللاعبين النجوم للبحث عن فرص للتألق بتقديم نفسه في صورة تنال التقدير وتؤكد بأنه حارس كبير قادر على إثبات وجوده ولفت الأنظار والتأكيد على أن الذهب لا يصدأ أبدا.

مرة أخرى تتدخل الظروف وتحرم قائد المنتخب الوطني وحارسه الشهير من التواجد في حدث كروي مهم فبعد الغياب الذي حدث في بطولة كأس الخليج الماضية بالكويت وفاز المنتخب بلقبها يتكرر السيناريو المزعج للحارس الحبسي في ثاني بطولة مهمة ويجد نفسه في مقاعد المتفرجين يعتصره الألم الكبير.

تختلف الأسباب ما بين الغياب الخليجي والآسيوي وفي المرتين تبدو النتيجة واحدة بالنسبة للحارس الدولي الذي سيكون أشد حرصا على الظهور والتواجد في أي بطولة قادمة بين الخشبات الثلاث لمرمى فريقه حتى يضع حدا للغياب ويجدد أمله في أن يستمر حاميا للعرين مع زملائه في ذات الوظيفة.

ظل الحبسي متحمسا للمشاركة الآسيوية وشكل حضورا دائما في التحضيرات الأخيرة والتجارب الودية التي أقيمت في أيام الفيفا ووجوده ضمن القائمة النهائية التي اختارها المدرب الهولندي بيم فيربيك للبطولة الآسيوية وأثناء مباراة فريقه الهلال والأهلي في الدوري السعودي داهمته الإصابة وحالت دونه واستكمال المباراة في أسوأ توقيت بالنسبة في مسيرته الكروية.

هاجس وأمل

عاش الحبسي لحظات نفسية صعبة عقب الإصابة وشعر بهواجس الخوف من أن تتسبب في إبعاده عن قائمة المنتخب الوطني ومن ثم غيابه المؤكد عن الظهور في نهائيات أمم آسيا الميدان الذي يأمل كل لاعب كرة قدم أن يتواجد فيه ممثلا لمنتخب بلاده ورغم ذلك كان ثمة بصيص أمل بأن تظهر الفحوصات عدم خطورة الإصابة وإنه يمكن أن يتعافى في وقت وجيز ولا يفقد فرصته في المشاركة.

تابع أصدقاء الحارس الساعات التي سبقت ظهور التقرير الطبي لحظات الترقب مع الحبسي المتأرجح بين الأمل والتفاؤل والخوف وهنا يقول أحد الذين تابعوا الحدث إن الحارس الكبير عاش لحظات صعبة عقب إعلامه بان الإصابة تتطلب ثلاثة أسابيع على الأقل من العلاج والتأهيل حتى يستطيع العودة من جديد للملاعب.

يصف الحبسي نفسه بأنه عاش لحظات صعبة مليئة بالحزن والألم بعد أن تيقن بأنه سيخرج من قائمة الأحمر ولن يشارك معه في نهائيات أمم آسيا وتعتبر هذه واحدة من المحطات الحزينة في تاريخه الكروي الطويل.

عبر الحارس الدولي عن حزنه العميق على غيابه الآسيوي عبر رسالة حملها حسابه في توتير ذكر فيها: الإصابة تعد من الأمور التي تحزن أي لاعب كرة قدم فما بالك عندما تحرمك من مناسبة وطنية مهمة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر وفي انتظار النجاح والتفوق فيها ورغم الألم والحزن يشير اللاعب إلى انه راض بما أراده الله وثقته كبيرة في إخوانه اللاعبين بأن يحسنوا التمثيل ويشرفوا بلادهم في المحفل القاري المهم.

تواصل فوري

كان الجهاز الفني بقيادة الهولندي بيم فيربيك يتابع لقاء الهلال والأهلي في الدوري السعودي ضمن برنامج متابعته لجميع اللاعبين المحترفين في الدوريات الخارجية ولذلك علم بالإصابة ومنذ اللحظات الأولى ظل يتابع مع الحبسي إجراءات الكشف الطبي لعضلة الفخذ الأيمن ومن ثم معرفة نتيجة التقرير التي بينت صعوبة استمرار الحبسي في القائمة ليتم التفكير في حارس بديل يتم ضمه للقائمة حتى يتواجد فيها العدد الكافي من حراس المرمى تخوفا من حدوث أي إصابات أخرى تقلص عدد الحراس الى واحد أو اثنين وهو ما يعتبر مخاطرة لا يقبل عليها أي مدرب.

الحارس الأشهر

أفرد موقع الاتحاد الآسيوي قبيل أيام تقريرا وافيا عن الحارس الدولي على الحبسي وصفه فيه بأنه يعتبر من كبار نجوم آسيا الذين يتواجدون في البطولة وأشهر حراس المرمى فيها وبوصفه الحارس الأشهر في سلطنة عمان والخليج العربي، بالإضافة إلى أنه من أبرز الحراس على المستوى العربي.

واكتسب الحبسي مكانته المميزة بين الحراس العرب، بسبب خوضه للعديد من التجارب الاحترافية مع أندية أوروبية، فضلاً عن تحقيق العديد من الإنجازات الشخصية مع المنتخب الوطني.

كانت بدايات على الحبسي في سن 17 عامًا عندما برز مع منتخب الشباب العماني ونادي المضيبي، قبل أن ينتقل للعب مع النصر ويحرز لقب كأس السلطان قابوس.

انتقل الحبسي إلى لين النرويجي في عام 2003، ولعب معه حتى 2006، وساهم خلال تلك الفترة في وصول الفريق إلى نهائي الكأس المحلية عام 2004، كما قاده للمركز الثالث في الدوري عام 2005، وحقق جائزة أفضل حارس في النرويج «مرتين».

انتقل الحبسي إلى بولتون واندرز الإنجليزي في يناير عام 2006 واستمر معه 2010، ثم لعب مع ويجان في يوليو 2010 على سبيل الإعارة لمدة موسم كامل، قبل أن ينتقل له بشكل نهائي حتى عام 2015.

وكانت آخر المحطات الإنجليزية للحبسي رفقة ريدينج، حيث استمر معه من 2015 وحتى نهاية موسم 2016-2017.

عقب التألق المميز للحبسي في الملاعب الأوروبية، عاد مرة أخرى إلى اللعب في الدوريات العربية، وقرر خوض تجربة جديدة في الدوري السعودي في نادي الهلال، الذي وقع معه حتى عام 2020.

أفضل حارس خليجي

حقق الحارس الدولي الكثير من الألقاب والنجاحات في مسيرته الكروية التي بدأت مع المنتخب في عام 2002، وحظي بفرصة اللعب في كأس الخليج أعوام 2003 و2004 و2007، وحصل في كل البطولات على لقب أفضل حارس مرمى.

وتوج الحبسي مع المنتخب العماني بكأس الخليج 19 عام 2009، وحصل على لقب أفضل حارس مرمى في الدورة للمرة الرابعة.

وغاب الحبسي عن المنتخب العماني في بطولتي خليجي 20 و21، ثم عاد في خليجي 22 بالسعودية، قبل أن يغيب مجددًا عن المشاركة في كأس الخليج الأخيرة بالكويت.

رشيدي ثان

اتخذ الجهاز الفني للمنتخب قراره الصعب باستبعاد الحارس الدولي علي الحبسي وقام بضم الحارس الشاب عمار الرشيدي أحد الوجوه الشابة الواعدة بعد أن قدم مستويات فنية رائعة مع المنتخب الأولمبي وفريقه الرستاق ليمثل الخيار المثالي للمدرب بيم فيربيك بجانب لدعم خط المرمى في البطولة الآسيوية.

سيكون الحارس الشاب ضمن مجموعة اللاعبين البدلاء في البطولة ولكنه في الوقت نفسه يمثل وجوده ضمن القائمة فرصة رائعة تساعده في كسب الخبرات والتعرف على أجواء المنافسات القارية ذات التنافس القوي والمثير.

ينظر خبراء كرة القدم العمانية إلى أن وجود حارس شاب بقدرات وإمكانيات عمار الرشيدي يمثل صمام أمان لمرمى المنتخب الوطني في المستقبل ويؤكد أن الكرة العمانية قادرة على إنجاب المواهب القادرة على الإبداع وتقديم المستويات الفنية المقنعة خاصة في وظيفة تعتبر اليوم في حسابات وقواعد كرة القدم مصدر القوة ومفتاح النجاحات والانتصارات.