1082275
1082275
العرب والعالم

كابول تقلل من تأثير سحب 7 آلاف جندي أمريكي «محتمل» من أراضيها

21 ديسمبر 2018
21 ديسمبر 2018

ألمانيا تطالب بإيضاح خطط واشنطن بشأن أفغانستان وهولندا «قلقة» -

عواصم - (وكالات) - أكدت أفغانستان أمس بعد الإعلان عن قرار سحب عدد كبير من الجنود الأمريكيين من البلاد، أن سحب «بضعة آلاف من الجنود الأجانب»، «لن يكون له تأثير على أمن» البلاد التي يمارس الجيش الأفغاني «سيطرته» فعلياً عليها.

وصرّح متحدث باسم الرئيس أشرف غني، هارون شاه انصوري، على مواقع التواصل الاجتماعي، «إذا انسحبوا من أفغانستان، فذلك لن يكون له تأثير على الأمن لأن منذ أربع سنوات ونصف السنة، يمارس الأفغان فعلياً السيطرة الكاملة على الأمن».

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب عدد كبير من الجنود الأمريكيين من أفغانستان حسب ما أفاد مسؤول أمريكي قبل ساعات وكالة فرانس برس، غداة إعلان ترامب بنفسه رغبته سحب كل القوات الأمريكية من سوريا.

وسيشمل قرار الانسحاب من أفغانستان حوالي سبعة آلاف من أصل 14 ألف جندي أمريكي موجودين فيها، حسب ما ذكرت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز». وتعمل هذه القوات مع مهمة قوات حلف شمال الأطلسي لدعم القوات الأفغانية كما أنها تنفذ عمليات خاصة لمكافحة «الإرهاب».

مخاوف الانسحاب

وأشارت الرئاسة الأفغانية إلى أن سحب حوالي مائة ألف جندي أجنبي في عام 2014 أثار مخاوف من رؤية «أفغانستان تنهار» لكن «قواتنا الأمنية الأفغانية الباسلة أثبتت بفضل تضحياتها خطأ هذا التحليل وصانت سلامة أرضنا وشعبنا».

ويأتي هذا الإعلان في وقت أجريت «محادثات مصالحة» بين الولايات المتحدة وحركة طالبان هذا الأسبوع في أبو ظبي.

ولم تعط واشنطن أي تفاصيل حول هذا القرار الذي اتخذه ترامب بالتزامن مع قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وأكد مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته أن «القرار اتُخذ. سوف يكون هناك انسحاب كبير».

ولم يعلّق المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد على سحب القوات الأمريكية عندما تواصلت معه فرانس برس. لكن قائداً كبيراً من الحركة رحّب بالقرار.

وقال لفرانس برس من موقع مجهول في شمال غرب باكستان «بصراحة لم نكن نتوقع استجابة فورية من جانب الأمريكيين .. نحن أكثر من سعداء .. نتوقع المزيد من الأخبار السارة».

وقال مواطنون أفغان لفرانس برس إنهم يخشون حالياً فشل محادثات السلام وعودة حركة طالبان إلى الحكم واندلاع حرب أهلية جديدة.

وأشار فضلي أحمد وهو يعمل في غسيل السيارات بمدينة قندهار الجنوبية إلى «أننا خائفون من إمكانية تكرار التاريخ».

وقالت شيمة دابير وهي ربة منزل في الأربعينات من عمرها في منطقة مزار شريف (شمال)، «أفغانستان ستسقط مجددا تحت أيدي طالبان».

«عيد الميلاد مبكراً»

والتقى المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ممثلي طالبان مرات عدة في الأشهر الأخيرة وأنهى مؤخراً جولة على المنطقة. وأعرب في وقت سابق عن أمله التوصل إلى اتفاق سلام قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أفغانستان في أبريل.

وفي الوقت الحالي، لا يُعرف إذا كان خليل زاد والحكومة الأفغانية على علم مسبق بقرار ترامب.

لكن متخصصين في الملف الأفغاني يرون أن القرار الأمريكي هو بمثابة منح انتصار تكتيكي ضخم لحركة طالبان من دون أن تكون مرغمة على تقديم أدنى تنازل.

وقال دبلوماسي أجنبي كبير لفرانس برس بشرط عدم الكشف عن اسمه «إذا كنتم من حركة طالبان، فقد حل عليكم عيد الميلاد مبكراً» هذه السنة.

وسأل «هل تفكرون في وقف إطلاق نار إذا سحب خصمكم الرئيسي للتو نصف قواته؟» ويشير المحلل مايكل كوغلمان من مركز «ويلسن» في واشنطن إلى أن المتمردين «حصلوا على الانسحاب الذي لطالما أرادوه من دون تقديم تنازلات، وحتى من دون التوصل إلى اتفاق» سلام.

ويضيف «الآن، لديهم أفضلية كبيرة في ساحة القتال، التي تعطيهم فرصة لتكثيف إلى حد كبير نضالهم المسلح».

ووفق المسؤول الأمريكي، اتخذ ترامب قراره الثلاثاء في نفس اليوم الذي أعلن فيه أنه سيأمر بانسحاب جميع الجنود الأمريكيين من سوريا، ما أدى إلى تقديم وزير الدفاع جيم ماتيس استقالته.

والعام الماضي تمكن ماتيس مع مسؤولين عسكريين آخرين من إقناع ترامب بإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين الى أفغانستان، حيث كانت طالبان تحقق مكاسب مهمة وتوقع خسائر كبيرة بالقوات الافغانية.

من جهتها دعت الحكومة الألمانية إلى فتح المزيد من قنوات الحوار لتوضيح هذه الخطط.

وقال متحدثان باسم وزارتي الدفاع والخارجية الألمانيتين إن هناك حاليا اتصالات مع شركاء حوار في الولايات المتحدة بهذا الشأن.

وإلى جانب سحب واشنطن القوات الأمريكية من سورية، تعتزم إدارة الرئيس دونالد ترامب -بحسب تقارير إعلامية- خفض قواتها في أفغانستان على نحو واضح.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ذكرت، استنادا إلى مسؤول في الحكومة الأمريكية لم تسمه، أنه من المقرر سحب نصف القوات الأمريكية في أفغانستان، والبالغ عددها حاليا 14 ألف جندي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية: «الولايات المتحدة تشكل قواما جوهريا للغاية في هذه المهمة. إنها تمثل القيادة والعمود الفقري للمشاركة الدولية في أفغانستان. إنها شريك لا يمكن الاستغناء عنه حقا».

وأضاف أن قوات الأمن الأفغانية تحتاج إلى استمرار الدعم في وقت يشهد صراعات سياسية وعسكرية مع حركة طالبان.

قالت وزيرة الدفاع الهولندية إنها «قلقة» من خطط الإدارة الأمريكية للانسحاب من سوريا حيث تدعم هولندا المعركة ضد متشددي تنظيم داعش بمقاتلات من طراز إف-16.

وقالت أنك بايليفلد للصحفيين في لاهاي إن تنظيم داعش «لم يهزم تماما والخطر لم ينته».

وذكرت أن إعلان واشنطن خططا لخفض قواتها في أفغانستان «سابق لأوانه» في ظل الوضع الأمني.

في السياق ذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس ان روسيا لا تريد أي شيء من شأنه زعزعة استقرار أفغانستان وذلك ردا على سؤال عن الانسحاب المزمع للقوات الأمريكية من أفغانستان.

وأضاف بيسكوف أن الكرملين سيتابع ما إذا كان الانسحاب سيحدث بالفعل إذ أن تعهدا أمريكيا سابقا بالانسحاب لم يترجم إلى أفعال.