1080741
1080741
العرب والعالم

التحالف يستعجل وصول الأمم المتحدة لمنع انهيار هدنة الحديدة

19 ديسمبر 2018
19 ديسمبر 2018

قصف هدفا بمطار صنعاء -
صنعاء- عمان - (أ ف ب) -

حذّر التحالف العسكري بقيادة السعودية أمس من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بغرب اليمن، في حال تأخرت الأمم المتحدة في التدخل للإشراف على الهدنة والعمل على وقف «خروقات» جماعة (أنصار الله).

وفي مؤشر إضافي على هشاشة الاتفاقات بين الطرفين أعلن التحالف أنه قصف طائرة من دون طيار في مطار صنعاء في أول ضربة يعلن عنها ضد هذا المطار الخاضع لسيطرة (أنصار الله) منذ محادثات السويد.

وقال التحالف في بيان بثّته قناة «الإخبارية» الحكومية السعودية «تدمير طائرة بدون طيار ومنصة الإطلاق بمطار صنعاء الدولي»، مشيرا إلى «تدمير الطائرة في مرحلة الإعداد لإطلاقها، وتحييد هجوم إرهابي وشيك».

وفشل الطرفان خلال محادثات السويد في الاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف بالحركة فيه، ويسمح فقط لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بأن تحط فيه وتقلع منه، ومن المقرر أن يتم بحث موضوع المطار مجددا في جولة المحادثات المقبلة.

ومن المحتمل أن يدفع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غرب اليمن التحالف إلى إعادة إطلاق الحملة العسكرية في المدينة باتجاه مينائها الذي يعد شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

ومن المفترض أن تصل إلى اليمن خلال أيام بعثة من الأمم المتحدة لترؤس لجنة عسكرية تضم ممثلين عن القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف، و(أنصار الله)، لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة، وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن رئيس «لجنة إعادة الانتشار» سيعقد أول اجتماع له مع ممثلين عن الطرفين عبر الفيديو من نيويورك قبل أن يتوجه إلى اليمن «لاحقا».

وأمس قال سكان في المدينة المطلة على البحر الأحمر لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: إنهم سمعوا في المساء أصوات طلقات مدفعية، لكن الهدوء عم المدينة لاحقا.

وتبادلت أطراف النزاع اليمني «الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله» الاتهامات بشأن ارتكاب خروقات لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية «غرب اليمن» الذي دخل حيّز التنفيذ صباح أمس الأوّل، قبل وصول الفريق الأممي المشرف على تنفيذ وقف إطلاق النار بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أمس «الأربعاء» أن خلية التنسيق بمركز العمليات المتقدّم لمحور الحديدة «رصدت قيام جماعة أنصار الله باختراق الهدنة التي بدأ تطبيقها منذ أمس الأوّل في أكثر من ست جبهات».

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري في محور الحديدة أن «المسلّحين اخترقوا الهدنة بإطلاق مقذوفات على مديرية الدريهمي وكيلو10 من قرية العيسي شمال الحديدة، ولم يتم الرد عليها من قبل الجيش الوطني التزاما بالهدنة».

وأشار المصدر إلى أن «الميليشيات اخترقت الهدنة في أربع جبهات، في مديريات حيس- الفازة- التحيتا- الجبلية، حيث تم رصد إطلاق ٤٥ قذيفة هاون على الجبلية لوحدها دون رد من قبل الجيش الوطني التزاماً بالهدنة المتفق عليها».

من جانبه أعلن مصدر عسكري «موال لأنصار الله» رصد «خروقات القوات الموالية للشرعية لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة»، مشيراً إلى استمرار الطيران والقصف السعودي في استهداف عدد من المحافظات خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأكد المصدر مقتل شخص وجرح سبعة آخرين إثر استهداف القوات للأحياء السكينة في شارع الخمسين بمديرية الحالي في محافظة الحديدة.

وأوضح أن القوات أطلقت صواريخ موجّهة وعددا من قذائف المدفعية وقذائف الهاون والعيارات الرشّاشة باتجاه فندقي «الاتحاد» و«الواحة» و«مدينة الشعب» في «شارع90» وشرق مطار الحديدة وشرق جولة «يمن موبايل».

وأشار المصدر إلى أن القوات «استهدفت بمعدّلات رشّاشة قرية الزعفران في كيلو 16 ومنازل المواطنين غرب الدريهمي، فيما قامت جرّافة عسكرية بعمل تحصينات شرق مدينة الشباب بشارع 90 في مديرية الحالي».

وقصفت القوات بصواريخ موجّهة جنوب التحيتا، في حين حلّق الطيران الحربي والتجسّسي بشكل متقطّع في سماء مدينة الحديدة وعدد من المديريات.

وذكر المصدر أن أضراراً وقعت في ممتلكات المواطنين ونفق عدد من المواشي بقصف صاروخي ومدفعي سعودي على قرى في مديرية شذا بمحافظة صعدة «شمال اليمن».

وأفاد المصدر أن الطيران شنّ خمس غارات على مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجّة «شمال غرب».

ورغم هذه التحذيرات قال مصدر في الأمم المتحدة: إن «الاتفاق متماسك»، موضحا «نثق في نية الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على اعادة الانتشار».

و بدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت حدّتها مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة (أنصار الله) على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليوناً من سكان البلاد.

وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية و(أنصار الله) في محادثات في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس الماضي إلى اتّفاق سحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتزوّد بالمؤن، ووقف إطلاق النار في المحافظة، كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك أيضاً على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب.

ويرى محللون أنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هي الأهمّ منذ بداية الحرب لوضع اليمن على سكّة السلام، لكنّ تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الأطراف.

وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة، برئاسة الأمم المتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية. إلى جانب وقف إطلاق النار، يقول التحالف: إنه بحسب اتفاق السويد، فإن على (أنصار الله) الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر، كما أنّه يتوجب على (أنصار الله) والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل. ويأمل السكان في مدينة الحديدة أن يصمد اتفاق الهدنة أمام الاتهامات المتبادلة، لتتجنب مدينتهم حرب شوارع قد تؤدي إلى تعطيل العمل في مينائها الحيوي، وقال أمين محمد عوض: «نأمل أن تمر الهدنة على خير وأن تنتهي هذه الحرب لأن الشعب اليمني تعب من هذه الحرب الخبيثة».