1076551
1076551
مرايا

أقيم في ولاية صور - جامعة عين شمس بطلة ملتقى طلبة الدراسات العليا العمانيين في مصر

19 ديسمبر 2018
19 ديسمبر 2018

اختتمت مؤخرا فعاليات الملتقى الثاني عشر لطلبة الدراسات العليا العمانيين الخريجين والدارسين في الجامعات المصرية، حيث كانت محطتهم هذه المرة في ولاية صور العفية، وذلك بمشاركة واسعة جدا تعدت المائة مشارك، قدموا من مختلف الولايات والمحافظات العمانية.

وحول الهدف من تنظيم هذه الملتقيات الدورية المستمرة، حدثنا الباحث مبارك بن خميس العلوي (ماجستير في القانون العام)، أن الهدف الأسمى لمثل هذه الملتقيات هو تجديد الألفة والتعارف وبث روح التعاون بين المشاركين، وتعزيز العمل الجماعي عبر تنظيم الفعاليات المختلفة، وبمشاركة الفرق التطوعية بكل ولاية يتم زيارتها، كما أن من بين أهداف الملتقى التعرف على  تاريخ الولاية وما تتمتع به من مواقع سياحية متميزة ومتنوعة، ولا ننسى أخيرا الجانب الترفيهي للخروج من رتابة الالتزامات اليومية وتجديد النشاط البدني والذهني، وهذا كله لن يتم لولا توفيق الله تعالى ومن ثم التعاون الأخوي بين جميع المشاركين، وعند كل لقاء لا مكان للمسميات الوظيفية، وإنما الجميع سواء، وتقسم المهام بين الجميع بلا امتعاض أو تعالي وبنفس الزي، ولله الحمد على هذه النعمة التي يتميز بها شباب المجموعة وقبل ذلك المواطن العماني الأصيل.

وفيما يخص برنامج اليوم الأول للملتقى، حدثنا الدكتور عبدالله بن جمعة العلوي (دكتوراه في علم الاجتماع) قائلا: بدأ تجمع المشاركين صباح يوم الجمعة 7 ديسمبر الجاري في (استراحة آل ثابت) ببلاد صور، حيث قامت اللجنة المنظمة بالترحيب بالمشاركين ومن ثم الإعلان عن انطلاق الملتقى الثاني عشر الذي رعاه الدكتور عبدالله بن راشد السنيدي مستشار معالي وزيرة التعليم العالي للعلاقات الخارجية، وتحدث الدكتور عبدالله العلوي من اللجنة المنظمة موضحا لهم الهدف من تنظيم هذه الملتقيات وكذلك شرح لهم خطة برنامج الملتقى، ثم تحدث الدكتور عبدالله بن راشد السنيدي الملحق الثقافي  السابق بجمهورية مصر العربية، وسرد تجربته وسيرته خلال الحقبة الماضية من عمله، استرجع من خلالها ذكرياته الجميلة عندما كان ملحق ثقافي بجمهورية مصر العربية، بعد ذلك توجه المشاركون إلى خور البطح، الذي يعتبر خور البطح البوابة الرئيسية لولاية صور من الجهة الشرقية، حيث ترسو المراكب الخشبية فيه وهناك يقوم أصحاب المراكب بتنزيل حمولتها وصيانتها وأخذ المؤونة لجهات سفرهم، حيث استمتع المشاركون بركوب القوارب الصغيرة مرورا في عرض خور البطح والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

وفي الظهر توجه الجميع إلى رأس الجنز مرورا بمنطقة العيجة ليعبروا جسر خور البطح إلى رأس الجنز إلى متحف السلاحف، حيث استقبل موظفو المتحف المشاركين بحفاوة وقدموا شرح مفصل عن المتحف وأنواع السلاحف النادرة، ومشاهدة المجسمات والهياكل العظيمة للسلاحف وهي من السلاحف النادرة في العالم، وفي المساء أقيمت بطولة كرة القدم التي تكونت من عدة مجموعات، وبعد نهاية المباريات قام راعي الحفل الدكتور عبدالله السنيدي بتتويج فريق جامعة عين شمس بكأس البطولة والميداليات الذهبية، فيما حصل فريق بوكاري على المركز الثاني والميداليات الفضية، بعد ذلك أقيمت الأمسية الشعرية التي نفذها بعض الشعراء المشاركين وكذلك بمشاركة بعض شعراء الولاية، واشتملت على القصائد الوطنية والغزلية وقصائد الميدان.

يعقوب بن سالم المسروري (باحث ماجستير في القانون) حدثنا حول ما اشتمل به برنامج اليوم الثاني حيث قال: بدأ البرنامج من خلال فعالية المسير بالأقدام عبر جسر خور البطح، والتوجه إلى مصنع السفن للتعرف على أنواعها وطريقة صناعتها، ومن ثم قمنا بالتوجه إلى متحف سفينة ( فتح الخير) التاريخية والتعرف على تاريخها البحري من تاريخ صناعتها وانتقال ملكيتها لعدة دول وأشخاص،  حيث بعد ذلك انتقلت ملكيتها إلى احد رجال عمان الذي بدوره قدمها للوطن كهديه لتكون احد شواهد تاريخ عمان البحري، وبعد ذلك انتقلنا لزيارة ميناء صور البحري الذي يضم ميناء يحتوي على الجدارية التي نقشت عليه أنامل الشباب العماني مناظر من عمان وصورة لباني نهضتها، ومن ثم مررنا بمدرسة الإبحار الشراعي وما تحتويه من تعليم للناشئة لأصول الإبحار بالزوارق الصغيرة الشراعية.

الختام

وأضاف: اختتمنا ذلك اليوم بجولة عبر الطريق البحري متوجهين إلى السبلة كما يطلق عليها محلياً ( قاعة مخا العامة )، والتي تبهر كل زائر لعمارتها المستوحاة من الطابع العُماني، حيث كانت تحتوي بين أركانها صورا جميلة إحداها تعود لسفينة فتح الخير التي سميت بهذا الاسم تيمناً بجلب الخير، وبهذه السبلة اختتم برنامج الملتقى الثاني عشر الذي رعاه محمد بن سيف التوبي مدير عام البلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية، حيث قام بتكريم أصحاب المواهب من المشاركين، وكذلك تكريم الخريجين من مختلف الجامعات احتفالا بإنجازاتهم العلمية، وأيضا تكريم الطفل عبدالعزيز المشرفي من ولاية صور لتقديمه رسالة ترحيبية للمشاركين تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتكريم أخر للطفل ماجد بن وليد الحبسي وهو من مواهب أبناء المشاركين حيث تميز في الإلقاء والشعر، كما قام راعي المناسبة بتكريم المؤسسات الراعية للملتقى وهي ( شركة uhlsport FUSSBALL - شركة POCARISWEAT - شركة ألوان الحياة الفنية - الأندلس للسفر والسياحة - الراقي للرياضة - سعيد الصولي للطباعة الرقمية - فريق طيوي التطوعي - فريق تندرا عمان - مياه جبال مزون).

وحول ما تميز به الملتقى الثاني عشر، يجيب علينا الدكتور حرشان بن خميس المقبالي (دكتوراه في فلسفة التربية) قائلا: تشرفت بالمشاركة في الملتقى الثاني عشر بمحافظة الشرقية بولاية صور برفقة زملائي الدارسين بجمهورية مصر العربية، حيث شارك في  الملتقى عدد كبير جدا من الباحثين في الجامعات المصرية ومن مختلف محافظات السلطنة، وقد ساد هذا التجمع مشاهد الحب والود والتعاون وتبادل الثقافات مع المشاركين في مختلف التخصصات، واظهر الملتقى درجة كبيرة من الحرص نحو تنفيذ الفعاليات المدرجة في البرنامج، كما تميز بزيارة الأماكن السياحية في محافظة الشرقية وولاية صور بالتحديد، وكذلك زيارة راس الحد وغيرها من الأماكن السياحية، كما شدني في هذا المؤتمر حسن التنظيم وتنويع الفقرات منها الأدبية والرياضية والسياحية والثقافية، ودقة اللجنة المنظمة في اختيار الفقرات في كل مجال من المجالات السابقة الذكر، من خلال توظيف مواهب المشاركين في الملتقى، وكذلك استضافة مواهب من ولايات محافظة الشرقية سواء كانت أدبية أو ثقافية أو رياضية، ولم تغفل اللجنة عن الجانب الإنساني الذي تمثل في التعزية في الأخوة الذين فارقوا الحياة، من خلال وضع خطة لعمل صدقة جارية لهم، كذلك فإن هذا الملتقى تميز بإدارة نموذجية في التضحية ونكران الذات، وختاما أود أن أبعث برسالة شكر لمجلس إدارة الملتقى على تطبيق الإدارة بالعلاقات، الذين نفتخر فيهم لحسن التخطيط والتنظيم والتنفيذ حيث طبقوا ما تعلموه في مجال الإدارة.

السياحة

وحول المقومات السياحية التي تتميز بها ولاية صور، يجيب الباحث صالح بن ناصر الشعيبي (ماجستير في القانون): أن مدينة صور تتمتع بمقومات سياحية متنوعة وأماكن جذب متعددة، وتعتبر العفية محط أنظار السياح فهي تعتبر كعبة الزوار وقبلتهم في السياحة الداخلية، ومن بين تلك المناطق التي تشتهر بالجذب السياحي نيابة راس الحد في ولاية صور، لذلك هي أول منطقة تشرق عليها الشمس في العالم العربي، وهي حضن السلاحف الدافئ التي تقصد راس الحد لتضع بيضها هناك، ثم تقفل راجعة إلى مناطق العالم، ومن اشهر السلاحف التي تقصد راس الحد السلاحف الخضراء والسلاحف الزيتونية، واشتهرت صور من قبل الميلاد وحتى الآن بصناعة السفن، وما تزال مصانع السفن قائمة بولاية صور وأبواب تلك المصانع مفتوحة للزوار والسياح.

وبولاية صور مدينة قلهات الأثرية التي هي أول عاصمة عربية سياسية لعمان، حيث أرسى دعائم هذه العاصمة مالك بن فهم الأزدي بعد أن كانت خاضعة للفرس، حيث رجعت عمان دولة عربية اثر معركة من اشهر المعارك التي خاضها العرب ضد الفرس وهي يوم سلوت او معركة سلوت، ولمحبي الآثار أيضا فإن قلهات ما زالت الآثار قائمة فيها، وضريح بيبي مريم الذي قاوم عوامل التعرية ثمانية قرون، وميناءها العريق الذي كان مسيطرا على تجارة المحيط الهندي في القرن الخامس عشر الميلادي، من ناحية أخرى تشكل نباتات بجبال قلهات والحيوانات التي تستوطن قممها النائية عامل جذب آخر لنوعية مختلفة من الزوار لأولئك الباحثين عن أصناف من النباتات والأشجار التي لا تتواجد بكثرة في مناطق أخرى، إلا في مثل هذه الجبال المرتفعة أو الحيوانات والطيور النادرة مثل الوعل الجبلي والغزلان والذئاب والصقور التي تعيش في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها.