1079249
1079249
عمان اليوم

التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي «النورس 2018» يختبر الجاهزية في مسندم

18 ديسمبر 2018
18 ديسمبر 2018

السيطرة على سيناريو افتراضي لعملية تلوث زيتي بمشاركة أكثر من 12 جهة -  

نفذت وزارة البيئة والشؤون المناخية يوم أمس التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي النورس 2018 في ولاية بخا محافظة مسندم، بمشاركة عدة جهات حكومية وخاصة، بهدف تفعيل كافة خطط الطوارئ والاستجابة المعنية بمكافحة التلوث النفطي.

وقال سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية : جاء هذا التمرين بتعاون جميع الجهات الأعضاء المشاركة في خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث الزيتي للوقوف على جاهزيتها في حال وجود حوادث أو بلاغات لتلوث نفطي داخل المياه الإقليمية للسلطنة، كما يأتي لتفعيل أدوار ومسؤوليات هذا الجهات بالخطة الوطنية لمكافحة التلوث النفطي وقياس مدى التعاون والاستجابة مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، كما أنه فرصة لتدريب الكوادر الوطنية مع الجهات المشاركة للتعامل ومواجهة مثل هذه الحوادث لتبادل الخبرات والاطلاع على الإمكانيات الفنية والإدارية واختبار إجراءات الإبلاغ والاستجابة لشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج لحوادث التسرب النفطي وكفاءة تفعيل خطط الطوارئ الداخلية .

وأضاف سعادته : السلطنة وبحكم موقعها الجغرافي المميز على بوابة الخليج العربي المزدحم بالسفن وناقلات النفط، وموقعها في طريق نقل أهم مصدر للطاقة في العالم يجعلها أمام تحدٍ كبيرٍ في ظل النمو والتطور التي تشهده هذه الحركة بالإضافة إلى أنشطة الموانئ التجارية والتي ساهمت في زيادة معدل استخدام السفن المارة عبر مضيق هرمز، وهو ما ينتج عنه زيادة في احتمال تعرض سواحل السلطنة للتلوث النفطي، كما جاء اختيار التمرين بمحافظة مسندم نظرا لما تتمتع به المحافظة بشكل خاص من الموارد البحرية الطبيعية والموقع الجغرافي المتميز، وبدورنا في وزارة البيئة والشؤون والمناخية نعمل مع الجهات ذات العلاقة كفريق واحد من أجل مياه إقليمية نظيفة وبيئة بحرية مستدامة.

واختتم سعادة نجيب الرواس حديثه بالثناء على تلاحم جميع الجهات المشاركة وعملها كفريق واحد كلا حسب اختصاصاته، وقال :«نبارك للجميع نجاح التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي النورس 2018 في جميع مراحله بعد الوقوف على النقاط التي تحتاج إلى تعزيز أكثر ومعالجة والتي تصب في مصلحة الجاهزية لمثل هكذا حوادث، وقد ثبت من خلال التمرين أن الجميع في أهبة الاستعداد لأي حادث لا سمح الله قد يحصل في المياه الإقليمية العمانية، وبفضل هذه الكوادر العمانية المدربة بشكل احترافي نستطيع أن نشعر بالاطمئنان».

من جانب آخر قال المهندس عمران بن محمد الكمزاري مدير مركز مراقبة عمليات التلوث بالوزارة أن التمرين الوطني النورس 2018 تم بوضع سيناريو افتراضي عن عملية تلوث زيتي، حيث بدأ السيناريو ببلاغ إلى الوزارة في الساعة 6:55 صباحًا، على أن هناك تسربا نفطيا بكميات مجهولة في المنصة التابعة لشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج، ولأهمية الموقع وحساسيته الجغرافية والخوف من التأثير على المنطقة، تم تشكيل فريق تقييم مباشرة للمسح وتقييم حجم هذا التلوث ، وتم إرسال بلاغ أول في الساعة 7:20 صباحًا لجميع الجهات الأعضاء في الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت، وإبلاغهم بالتأهب والاستعداد وتحضير الإمكانيات تحسبا لتطور الحادث لمستويات أعلى.

وأضاف الكمزاري: تم أيضا توجيه شرطة خفر السواحل لنقل فريق المسح والتقييم البيئي الى موقع الحادث، وتم مباشرة تفعيل غرفة عمليات مركز مراقبة عمليات التلوث بمنطقة تبيات بولاية بخا، وقمنا بإرسال الفريق ووجهنا الشركة بتفعيل خطة الاستجابة الأولية للسيطرة على التلوث في موقع المنصة، وبعدها استلمنا التقرير من فريق التقييم وتبين أن التسرب خرج من الحواجز المطاطية التي وضعتها الشركة في موقع المنصة وكان خارج سيطرتهم، وفي نفس الوقت أعطتنا الشركة النسبة التقديرية للتلوث والمتسرب من الأنبوب، وقارناها بالتقرير التقييمي ، ثم استدعاء جميع الجهات الأعضاء في الخطة الوطنية ومنحناهم ساعة للوصول إلى الموقع وتم تجهيز مركز العمليات في الموقع ، وهذا يحصل لأول مرة بأن يكون مركز العمليات في نفس الموقع لتسهيل معاينة المواقع بالعين المجردة ولتسهيل اتخاذ القرار.

وأضاف المهندس عمران : قمنا أيضًا بتوجيه البلاغ الثاني لترشيح ممثل من الجهات الأعضاء بالخطة الوطنية لمكافحة التلوث بغرفة عمليات مركز مراقبة عمليات، وتم إبلاغ مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية (ميماك) لإخطار دول المنطقة حول الحادث، وتوجيه سلاح الجو السلطاني العماني بتوفير طلعة جوية (الكاسا) لمعاينة الموقع وتحديد كمية وانتشار التلوث، وإبلاغ البحرية السلطانية العمانية لنقل معدات مكافحة التلوث وفريق العمليات البحرية الى موقع الحادث، كما تم توجيه فريق العمليات الشاطئية ووضع حواجز الحماية الشاطئية على شاطئ منطقة تيبات، ثم توالت البلاغات وفق الخطة المعمول بها.

وفي ختام حديثه يقول الكمزاري: في النهاية وبفضل الاستجابة السريعة والرغبة الشديدة من قبل الأعضاء المشاركين في مكافحة التلوث وبفضل التوافق والإندماج بينهم سواء كانوا جهات أمنية أو عسكرية أو مدنية متمثلة في القطاع الحكومي والخاص، تم السيطرة على التلوث وتم تشكيل فريق من الغواصين لمعاينة الأنبوب وسيتم تسيير طائرة أخرى للتأكد من خلو المنطقة من أي تلوث، وانتهت كل مراحل التمرين بالأهداف المرجوة ضمن مراحل الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت.

من جانب آخر قال العقيد الركن بحري سعيد بن علي بن عبدالله الوائلي نائب رئيس مركز الأمن البحري : يعنى مركز الأمن البحري بقيادة وإدارة عمليات الأمن البحري ضد التهديدات والمخاطر القائمة في البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة، حيث يقوم مركز الأمن البحري بالمشاركة في تمرين مكافحة التلوث «النورس 2018» بالتنسيق مع الجهات العسكرية والأمنية والمدنية ذات الاختصاص، ومواصلة خطة التدريب لجميع الجهات المعنية لمكافحة التلوث البحري للوصول إلى الجاهزية المطلوبة للتعامل مع أي تلوث في المستقبل.

وأكد ناصر بن خالد اليعربي مدير أول أمن وإدارة الأزمات بشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج أن تمرين النورس 2018 جاء ليحقق مجموعة من الأهداف المهمة ولعل أبرزها هو تعزيز إدارة العمليات المشتركة ذات الصلة بمكافحة التلوث الزيتي، وبالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، كما جاء هذا التمرين لفحص جاهزية الشركة في التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة من خلال تفعيل فرق الاستجابة الأولية والتي تقوم بالتدخل السريع للتعامل مع الحدث في محاولة لاحتواء التلوث الزيتي بشكل فوري.

وأضاف اليعربي: خلال هذا التمرين تم تفعيل فريق إدارة الحدث بمحطة مسندم لمعالجة الغاز، والذي يقدم الدعم المباشر لفرق الاستجابة الأولية مدعومًا بدعم مباشر من فريق إدارة الأزمات بالمكتب الرئيسي بالشركة تطبيقا لخطط إدارة الطوارئ والأزمات وخاصة في مجال مكافحة التسرب الزيتي.

واختتم اليعربي حديثه بأن الفرق المشاركة من قبل الشركة أدت دورا حيويا وساهمت بفعالية في إنجاح عمليات مكافحة التلوث المشتركة، وحققت الشركة جميع أهدافها المحددة مسبقا من هذا التمرين، مؤكدًا على دور شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج في الحفاظ على البيئة وحمايتها كأحد الأهداف الرئيسة التي توليها الشركة جل اهتمامها في جميع مشاريعها التي حققت معدلات قياسية في الحفاظ على البيئة وحماية مقدراتها من أي حوادث أو خسائر. الجدير بالذكر أن الجهات المشاركة في التمرين الوطني لمكافحة التلوث بالزيت هي شرطة عمان السلطانية، والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، ومركز الأمن البحري، وشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج، ووزارة النقل والاتصالات، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة النفط والغاز، ووزارة الصحة، والهيئة العامة للكهرباء والمياه، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وسيتم صباح اليوم الإعلان عن البيان الختامي للتمرين الوطني النورس 2018.