عمان اليوم

ندوة أسس الممارسة الصيدلانية الجيدة تستعرض أبرز المستجدات بمشاركة 400 اختصاصي

17 ديسمبر 2018
17 ديسمبر 2018

استحداث جائزة لأفضل مبادرة بمجال الرعاية الصيدلانية في المجتمع -

نظمت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للصيـــدلة والرقابة الدوائية الندوة الرابعة عشرة حول أسس الممارسة الصيدلانية الجيدة للصيــادلة ومساعدي الصيــدلة العاملين بالمؤسسات الصيــدلانية الخاصـة، والتي تأتي ضمن برنامج التعليم الصيـــدلاني المستمر التي دأبت المديرية على عقدها وتنظيمها بصفة دورية، والتي تهدف الى تطوير معرفة ومهارات الكادر الصيدلاني ليواكب المستجدات العلمية وليتمكن من تقديم رعايـة صيـــدلانية مجتمعيـــة متميزة.

أقيمت الندوة تحت رعاية سعادة الدكتور هلال بن علي السبتي الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، بفندق شيراتون عمان، بمشاركة (٤٠٠) صيدلي ومساعد صيدلي من العاملين بالقطاع الصيدلاني الخاص (صيدليات المجتمع) وكذلك مديري دوائر الرعاية الصيدلانية ومستودعات الأدوية بالمحافظات والقائمين على متابعة تقويم تلك المؤسسات (المفتشين) بالإضافة لعدد من الصيادلة ومساعدي الصيدلة العاملين بهذه المديرية.

وتهدف هذه الندوة إلى تطوير ورفع مستوى الأداء الفني للعاملين بتلك المؤسسات لما يُشكله من أهمية كبيرة في خدمة الرعاية الصيدلانية، وذلك من خلال طرح عدد من المواضيع ذات العلاقة بالعمل في صيدليات المجتمع والتي يقدمها بعض الكفاءات الصيدلانية من ذوي الخبرة ومن حملة الدرجات الأكاديمية العليا في عدد من التخصصات الصيدلانية.

وأكد الدكتور محمد بن حمدان الربيعي مدير عام الصيدلة والرقابة الدوائية في كلمته على تسارع الابتكارات الدوائية والتقنيات الحيوية في مجال الصيدلة، وأضاف: لا يخفى على كل متتبع ومهتم بالعمل الصيدلاني حيث نجد في كل عام العديد من الأدوية الجديدة المبتكرة قد انضمت إلى ما سبقها وكذلك أدوية التقنية الحيوية التي وصلت هي الأخرى إلى مراحل متقدمة أصبح معها وصف دواء محدد لحالة مرضية محددة وبجرعة محددة تختلف حسب نوعية وحالة المريض والتي أظهرت نجاعة وفعالية فائقة في التداوي والاستشفاء.

ولأجل ذلك يتحتم على الجميع ضرورة الاهتمام بالإطلاع المستمر على المستجدات خاصة في ظل وجود العديد من وسائل التقنية المعلوماتية والتي أصبحت تتيح لكل من يريد المعرفة الاطلاع على المستجدات ليس في مجال العلوم الصيدلانية فحسب ولكن في جميع المجالات، وهــذه الفعاليــة تنظم بصفة دورية مستهدفةً أحد أهم القطاعات الصيدلانية، ألا وهي صيدلة المجتمع، حيث يقوم قطاع المؤسسات الصيدلانية والذي يشمل صيدليات المجتمع ومستودعات ومصانع الأدوية والمكاتب العلمية وغيرها بتوفير الأدوية لجميع الوحدات الصحية الحكومية والخاصة، وبالتالي فإن الاهتمام بهذا القطاع وتطويره وتجويد العمل به يشكل الضمان لتوفير الدواء الآمن والفعال ذو الجودة وبالتكلفة المناسبة. ويتم ذلك من خلال وجود (756) صيـــدلية و(86) مستودع أدوية و(4) مصانـــع أدوية، والتي يعمل بها (2124) صيـــدليا (740) مساعد صيـــدلي.

وأضاف الربيعي: تشارك في هذه الفعالية ولأول مرة دائرة الرقابة على الأجهزة والمستلزمات الطبية وهي دائرة جديدة مستحدثة ضمن الهيكل التنظيمي الأخير للمديرية، حيث تأتي هذه المشاركة اليوم إيذانا بتدشين مرحلة جديدة تعنى بتنظيم ورقابة سلسلة تواجد الأجهزة والمستلزمات الطبية بالسلطنة، والتي لا تقل أهمية عن سلسة توفر الدواء في العملية العلاجية، حيث تهدف الوزارة إلى ضمان سلامة وكفاءة عمل هذه المنتجات ومنع دخول أو تداول أيه مستلزمات طبية مغشوشة أو متدنية الجودة إذ أثبتت البحوث أن ما نسبته 8% من هذه المنتجات مقلدة ومغشوشة يتم تداولها على مستوى العالم، مما قد يؤدي إلى إفشال المساعي العلاجية للمرضى.

لذلك فقد قامت المديرية بوضع التشريعات اللازمة لتنظيم استيراد وتصنيع وتداول هذه المنتجات ومتابعة حركتها أثناء فترة تداولها ورصد المشاكل المرتبطة باستخدامها، حيث أُضيفت هذه التشريعات إلى اللائحة التنفيذية الجديدة المنفذة لقانون تنظيم مهنة الصيدلة والمؤسسات الصيدلانية، التي من المتوقع أن يتم إصدارها في القريب العاجل بإذن الله. متمنين أن تساهم هذه اللائحة الجديدة وبما تحتويه من أحكام وبنود في ترقية وتجويد العمل بالقطاع الصيدلاني الخاص، ليس هذا فحسب بل وتساعد في الارتقاء كذلك بالعائد المادي لتلك المؤسسات، وذلك من خلال البنود والحوافز التشجيعية التي تم إضافتها للائحة بما يحقق تطلعات القطاع الصيدلاني الخاص كي يكون قطاعا فاعلا وجاذبا للمستثمرين والصيادلة العُمانيين للالتحاق للعمل به وفتح مؤسسات صيدلانية جديدة مملوكة لهم دون الحاجة لانتظار التوظيف في القطاع الحكومي التي أضحت فرصة محدودة جدا.

وهنا أود أن أعلن أنه بداء من العام القادم سيتم استحداث جائزة جديدة خاصة بأفضل مبادرة في مجال الرعاية الصيدلانية في صيدليات المجتمع وتتمثل في تكريم أصحــاب المبادرات القيمة التي تساهم في الارتقاء بالمفاهيم المرتبطة باستخدام الأدوية لدى أفراد المجتمع كالتثقيف الصحي الصيـــدلاني وتقديم النصح والإرشادات السليمة حـــول الاستخدام الأمثل للدواء وكل ما من شأنه المساهمة في رفع الوعي المجتمعي في كل ما يخص الدواء والشأن الصيــــدلاني.

كما أريد أن أنتهز هذه الفرصة بالإشارة الى القرارات الأخيرة والخاصة بإنشاء كل من كلية عمان للعلوم الصحية والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وتهنئة جميع القائمين على هذه المؤسسات متمنيا لهم التوفيق كروافد تعليمية مهمة وداعمة للقطاع الصحي والصيدلاني في السلطنة.

الجدير بالذكر فقد اختارت اللجنة المنظمة عدد من المواضيع ذات الصلة بعمل صيدليات المجتمع والتي شارك في تقديمها عدد من الكفاءات الصيدلانية صاحبة الخبرة العملية والتأهيل الأكاديمي المميز.

فقد تناولت المحاضـــرة الأولى والتي قدمها البروفســـور – ســوريش - رئيس نظم السياسات الصيــدلانية بكلية الصيــدلة – بجامعة وست فرجينيا الأمريكية، نبذة عن التعليم الصيــدلاني والممارسة الصيــدلانية بالولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من الدول الرائدة والمتقدمة في مجال العمل والبحوث والابتكارات الدوائية والصيــدلانية،

كما قدم الدكتور ثامر الشمــري عميد كلية الصيـــدلة بجامعة حائل بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، محاضرة حول موضـــوع اليقظة الدوائية مستعرضــا تجارب دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في متابعة الدواء لمرحلة ما بعد التسويق والتي تتطلب رصد الآثار العكسية للأدوية وإرسال التقارير الخاصـة بها للجهات المختصة لتقـــوم بدراستها وتحليلها واتخــاذ الإجراءات اللازمة لمنع حدوث هذه الآثـــار أو التقليل من حدتها.

كما تم تقديم عدد من المواضيـــع ذات الصلة تم تناولها من قِبل المحاضـــرين المشاركين من داخل السلطنـــة بخبرات عملية بالقطاع الصحـــي الحكومــي والخاص استعرضوا من خلالها تجاربهم الخاصـــة بالعمل في هذا القطاع والتحديات التي واجهتهم وكيفية التغلب عليها.

في الختام قامت المديرية بتكريم عدد من المجيدين من الصيــادلة ومساعدي الصيــدلة وكذلك المؤسسات الصيـــدلانية الخاصة المجيدة تشجيعا وعرفانا لما قدموه وتحفيزا للآخرين كي يحذو حذوهم.