1075175
1075175
العرب والعالم

إشادة دولية بنتائج مشاورات السلام اليمنية في السويد

14 ديسمبر 2018
14 ديسمبر 2018

وفد «أنصار الله» يعود إلى صنعاء على متن طائرة كويتية -  

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - (ا ف ب):-  

أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّاني عن ترحيبه البالغ بنتائج مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية التي استضافتها مملكة السويد، بإشراف ومتابعة حثيثة من الأمم المتحدة، باعتبارها خطوة مهمة وبنّاءة لإعادة بناء الثقة، وفتح باب الأمل أمام الشعب اليمني لعودة السلام والاستقرار وإعادة البناء.

وعبّر الزياني في بيان أصدرته أمس الأمانة العامة لمجلس التعاون عن تقديره للجهود الحثيثة والمخلصة التي بذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، وما تحلّى به من قدرة عالية على مواصلة المساعي الحثيثة لعقد لقاء مشاورات السلام بين وفد الحكومة الشرعية وجماعة «أنصار الله» لوضع حد للصراع العسكري، وتحقيق تطلّعات الشعب اليمني في وقف نزيف الدم ووضع حد للمآسي المؤلمة التي يعاني منها.

وأعرب الأمين العام عن «اعتزازه بموقف الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، والجهود المخلصة والصادقة التي بذلتها للمشاركة بفاعلية وإيجابية ونوايا مخلصة في مشاورات السلام في استكهولم، حرصاً منها على وضع نهاية للحرب المدمّرة، ورفع معاناة الشعب اليمني»، مشيداً بالتسهيلات والترتيبات التي اتخذتها الحكومة السويدية لاستضافة مشاورات السلام اليمنية.

كما، أكد سفراء الدول الخمس إلى اليمن من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن «الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة» أن المشاورات التي جمعت في ستوكهولم بين الأطراف المتصارعة للمرّة الأولى منذ أكثر من عامين، «شكّلت خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء الصراع في اليمن، ومعالجة حالة الطوارئ الإنسانية والتصدّي للتدهور الحاد في الاقتصاد الوطني».وقال السفراء في بيان مشترك أمس الأول إنهم «تابعوا عن كثب المشاورات التي جرت في ستوكهولم بقيادة المبعوث الخاص للأمين العام لليمن مارتن جريفيث، وتواصلوا طوال مدّة المشاورات مع ممثّلين عن الحكومة اليمنية وأنصار الله».

وأثنى السفراء على كلا الطرفين «اللذان قاما بتنحية خلافاتهما جانباً، والانخراط بحسن نيّة والتعاون مع المبعوث الخاص لتحقيق تقدّم في عدد من المجالات الهامة التي سيكون لها تأثير إيجابي فوري وهام على حياة الشعب اليمني، والتي ستعمل كذلك على بناء الثقة بين الأطراف من أجل تسوية سياسية شاملة دائمة».

وتشمل التطورات الاتفاق على خطط لتهدئة التصعيد في الحديدة وتعز، والإفراج عن السجناء وتبادلهم، وكذلك إشراك كلا الجانبين في المناقشات بإطار محدّد ليكون بمثابة خارطة طريق للتشاور والتفاوض في المستقبل.

ولفت البيان إلى «الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الأطراف للتوصّل إلى حلول لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد اليمني وإعادة فتح مطار صنعاء. ونحن بذلك إذ نشيد بإصرار ومثابرة المبعوث الخاص في توجيه المحادثات بنجاح ومساعدة الوفدين على إيجاد أرضية مشتركة».

وذكر البيان أن «الأمر سوف يتطلّب من الحكومة اليمنية وأنصار الله الشجاعة والعزم لتنفيذ الاتفاقات التي تم الإعلان عنها لصالح الشعب اليمني. وبصفتنا سفراء الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن، فسوف نتابع باهتمام التطورات ونحافظ على دبلوماسيتنا متعدّدة الأطراف لتعزيز جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة».

في غضون، ذلك قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» إن مشاورات السويد أثبتت للعالم «مدى جدية القيادة السياسية بصنعاء ممثّلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في السعي لإنهاء معاناة الشعب اليمني جرّاء الحرب والحصار منذ 44 شهراً، والتي انعكست في جدية الطرح والانفتاح على مناقشة كافة المقترحات والمبادرات والتعاطي معها بجدية».

وأوضح المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن «مظلومية الشعب اليمني لم تعد خفية على شعوب العالم وحكوماتها».ورحّب المصدر بتصريح نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت استعداد بلاده استضافة مراسم التوقيع على اتفاق سلام في اليمن.

وجدّد التأكيد على «حرص القيادة السياسية في صنعاء على العمل الجاد باتجاه إنهاء معاناة الشعب اليمني جرّاء تداعيات الكارثة الإنسانية التي أوجدتها الحرب والحصار الشامل، والتعاطي الإيجابي مع مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى اتفاق سياسي سلمي».

ودعا المصدر المسؤول الأطراف المنخرطة في التحالف إلى «التعاطي الإيجابي ووضع مصلحة الشعب اليمني ورفع المعاناة عن كاهله فوق أي اعتبار أو مصلحة فردية أو ارتهان لأي قوى أو مصالح أخرى».

وعاد وفد أنصار الله إلى صنعاء امس على متن طائرة كويتية، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس في مطار العاصمة، غداة اختتام جولة محادثات سلام في السويد برعاية الأمم المتحدة تم التوصل خلالها إلى اتفاقات.وحطّت الطائرة الكويتية في مطار صنعاء، عند الساعة 11:00 بتوقيت جرينيتيش.وكان في استقبال الوفد لدى نزوله من الطائرة إلى أرض المطار نحو 400 شخص، وبينهم مسؤولون في صفوف أنصار الله ومواطنون، بحسب المصدر ذاته.

وصافح أعضاء الوفد بعض المستقبلين من المسؤولين والمواطنين، وسط هتاف «الله أكبر»، قبل أن يدخلوا إلى قاعة الاستقبال الرسمية.

وقال جلال الرويشان عضو الوفد في مؤتمر صحفي «أردنا ان نثبت للعالم أنه كما أننا رجال مواجهة، فنحن رجال سلام أيضا»، مضيفا أن جولة المحادثات في السويد «وضعت أولى الخطوات الصحيحة على طريق السلام وعلى طريق معالجة الأوضاع الإنسانية».

وكانت الضمانات بعودة وفد الحركة إلى صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم منذ 2014، شرطا رئيسيا وضعه أنصار الله للمشاركة في المحادثات التي استضافتها بلدة ريمبو السويدية على مدى أسبوع واختتمت امس الأول.وكتب رئيس الوفد محمد عبد السلام على حسابه على تويتر أمس «وصل الوفد الوطني بعون من الله وتوفيقه إلى العاصمة اليمنية صنعاء. الشكر والتقدير للمبعوث الأممي إلى اليمن وسلطنة عمان ودولة الكويت ومملكة السويد في تسهيل وإنجاح» المشاورات. وقال جمال عامر عضو وفد الحوثيين لدى وصوله إلى مطار صنعاء في تصريح لوكالة فرانس برس «ناقشنا كل المواضيع التي ذهبنا من أجلها تحت عنوان بناء الثقة… بنية تقديم تنازلات»، مضيفا «سعينا قدر إمكاننا إلى عدم تعطيل ميناء الحديدة».

كما أوضح عضو آخر في الوفد هو يحيى نوري «نأمل أن تشهد الأيام المقبلة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله، وإن شاء الله تتحقّق نقلة نوعية تهيئ الثقة لخوض مفاوضات أكثر قدرة على معالجة القضايا العالقة».

ومن بين هذه القضايا موضوع مطار صنعاء الذي لم يتم التوصل إلى اتفاق حوله بعد.

وأعلنت الحكومة اليمنية خلال المحادثات أنّها عرضت على أنصار إعادة فتح المطار ولكن بشرط تحويله إلى مطار داخلي، على أن يكون في اليمن مطار دولي وحيد في عدن الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يرفضه أنصار الله. وقال نوري إن هذا الملف سيبحث مجددا في الأيام المقبلة.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان اليمن.