Ahmed-New
Ahmed-New
أعمدة

نوافذ :سعيا إلى اللامركزية في تقديم الخدمات

14 ديسمبر 2018
14 ديسمبر 2018

أحمد بن سالم الفلاحي -  
[email protected]

تسجل كثير من المؤسسات الخدمية في السلطنة، بتخصصاتها المختلفة، نجاحات ملموسة في شأن التوزيع النسبي لإداراتها في المحافظات والولايات الرئيسية، كانتشار المديريات العامة في مختلف المحافظات، وكذلك الكليات والجامعات، والمستشفيات المرجعية، وصولا مرحليا إلى اللامركزية في تقديم الخدمات لطالبيها من المواطنين، وغير المواطنين، واتخاذ القرار الإداري والتنموي في هذه المديريات والإدارات، دون تجشم عناء السفر إلى الوزارة الأم، الموجودة غالبا في محافظة مسقط، وهذه الصورة التي نلمسها اليوم، هي مطالب مستمرة من قبل طالبي الخدمات في الولايات البعيدة نسبيا أيضا، عن العاصمة، وعلى الرغم من هذا التحقق النسبي، إلا أن الصورة لا تزال دون الطموح، وهذا ما يأمل الجميع أن تشتغل عليه مختلف المؤسسات في المرحلة القادمة، لاعتبارات كثيرة، يأتي في مقدمتها هذا النمو المطرد في زيادة عدد السكان، من ناحية، وما يتبع ذلك من زيادة الضغط على الخدمات، من ناحية ثانية، وتعدد الاختصاصات لهذه المؤسسات، من ناحية ثالثة، خاصة اليوم في وجود المجالس البلدية، وإن كانت هذه المجالس لا تزال تعاني من محدودية الصلاحيات.

هنا، أيضا نتوجه إلى وزارة الصحة الموقرة التي يسعى مسؤولوها إلى شمولية الخدمات الصحية، والتوعوية، التي تقدمها للسكان عبر مؤسساتها الصحية المنتشرة على امتداد الجغرافية العمانية، وخاصة المستشفيات المرجعية والمراكز الصحية، وهو جهد مقدر، ومعبر عن صدق العاملين فيها وحرصهم على بذل كل ما في وسعهم لكي يحظى الجميع بهذه الخدمات، دون عناء، والنداء ينحصر أكثر في ضرورة توفير علاجات لبعض التخصصات الدقيقة، كعلاج مكافحة مرض السرطان الذي لا يوجد إلا في المستشفى السلطاني، ومستشفى الجامعة، وكلاهما في محافظة مسقط، مما يعني تجشم المرضى الذي يقطنون في الولايات المختلفة، والبعيدة نسبيا عن محافظة مسقط، عناء السفر إلى هذين المستشفيين، أسبوعيا، وبعضهم الآخر لأكثر من مرة في الأسبوع، مع ما يتطلب ذلك في بعض الأحيان إلى الإقامة لأكثر من يوم في مسقط، وهذه معاناة حقيقية لكافة مرضى السرطان، أجاركم الله منه جميعا.

ومعززات هذا الطلب تستند إلى وجود المستشفيات المرجعية في كل المحافظات؛ مما يتيح لها أن تضم في إحدى أقسامها قسما لمكافحة مرض السرطان، بالإضافة إلى حرص المعنيين في الوزارة الموقرة على تأهيل الخريجين لمثل هذه التخصصات من أبناء الولايات التي تقع فيها المستشفيات المرجعية، أو حتى انتداب بعض المتخصصين من مركز علاج السرطان من المستشفى السلطاني إلى المستشفيات المرجعية في المحافظات، كمرحلة أولى، وإذا كان هذا الأمر موضوع في خطط الوزارة المرحلية، فيأمل الجميع أن يعطى هذا الأمر على وجه الخصوص أولوية أولى؛ نظرا لحساسية المرض، وتعزيز ومساندة لهؤلاء المرضى الذين لا يعانون فقط من الألم الموضعي، بقدر معاناتهم من الآلام النفسية، ومعاناة ذويهم من المعاناة المادية المصاحبة طوال فترات العلاج، التي تستمر طويلا.

تسعى «الحكومة الإلكترونية» اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى تحقيق إنجاز أكبر، تختصر فيه الزمن والجهد، وتقلل من خلالها التكاليف اللوجستية المختلفة، وأصبح الزمن مهيأ لأن تخيم هذه السمة على مختلف أنشطة الإنسان اليومية، وبالتالي متى وظفت «الحكومة الإلكترونية» التوظيف الجيد، استطاعت، في المقابل، مختلف المؤسسات، أن تقدم خدماتها للجمهور العريض بكل سهولة ويسر، وبأقل التكاليف المتوقعة، وأصبح في حكم الواجب أن تسعى كل المؤسسات في الدولة إلى تبني هذا المشروع في أسرع وقت ممكن، قياسا للنجاحات الكثيرة التي تحققها اليوم المؤسسات التي كسبت السباق في هذه المضمار.