1074692
1074692
العرب والعالم

اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وجولة محادثات جديدة يناير المقبل

13 ديسمبر 2018
13 ديسمبر 2018

هادي يجدّد لـ «جوتيريش» تمسّكه بالمرجعيات الثلاث - 

ريمبو (السويد) - عمان - جمال مجاهد - (أ ف ب):-  

توصّلت الحكومة اليمنية وأنصار الله في السويد امس إلى اتفاق لسحب القوات المتقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف اطلاق النار في المحافظة، في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل للنزاع الذي أوقع آلاف القتلى ووضع ملايين على حافة المجاعة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش في ختام محادثات في بلدة ريمبو السويدية استمرت لأسبوع «لقد توصلتم إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة ووقف لإطلاق النار على مستوى المحافظة».

وأكّد أن الأمم المتحدة «ستلعب دورا رئيسيا في الميناء» الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير.

وأوضح جوتيريش أن اتفاق الحديدة ينص على انسحاب كافة الأطراف المتنازعة من المدينة ومينائها، وأن الانسحاب سيتم «في غضون أيام». ويسيطر أنصار الله على الحديدة منذ 2014، وتحاول القوات الموالية للحكومة بدعم من تحالف عسكري بقيادة السعودية، استعادتها منذ أشهر.

كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة التوصل إلى «تفاهم مشترك» بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها انصار الله.

وصافح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد حكومته في محادثات السلام في السويد، رئيس وفد انصار الله محمد عبد السلام وسط تصفيق حاد، بينما أعلن جوتيريش ان جولة ثانية من المحادثات ستعقد في نهاية يناير المقبل، من دون أن يحدد مكانها.

وخلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي، وهي الأولى منذ مشاورات الكويت في 2016، توصّل طرفا النزاع أيضا إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وتبادلا أسماء نحو 15 ألف أسير، على أن يبدأ التنفيذ خلال أيام. وأكّد مصدر في وفد الحكومة اليمنية أن الاتفاق يشمل جنودا سعوديين.

ورأى وزير الخارجية اليماني في مؤتمر صحفي في ريمبو عقب اختتام المشاورات أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الأهم منذ بداية الحرب، لكنه أكد أن الاتفاق يبقى «افتراضيا» حتى تطبيقه.

من جانبه، قال محمد عبد السلام رئيس وفد أنصار الله «في ما يخص الحديدة قدمنا تنازلات كبيرة من أجل شعبنا».

وناقش الطرفان أيضا وضع مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة انصار الله، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.

وكانت الحكومة عرضت إعادة الحركة للمطار الذي يتحكم التحالف بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط. وهناك مقترح آخر بأن تتوقف الطائرات المنطلقة من صنعاء أو المتوجهة نحوها في مطار خاضع لسيطرة الحكومة لتفتيشها.

ويتصاعد الضغط الدولي لإنهاء الحرب بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تحظى بدعم من التحالف العسكري، وبين أنصار الله.

من جهته، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على موقفه الدائم والثابت من السلام المرتكز على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدّمتها القرار 2216.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقّاه صباح أمس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، مثمّناً جهوده الحميدة للدفع نحو إحلال السلام في اليمن.

كما أشاد الرئيس اليمني بجهود الأمم المتحدة في هذا الإطار وخصوصاً أمينها العام ومبعوثه الخاص إلى اليمن لدعم جهود السلام في اليمن، وحرصه على تحمّله عناء السفر وحضوره ختام المشاورات بين الحكومة اليمنية و«أنصار الله» في السويد.

وأكدا خلال الاتصال على «دعمهم لكل مساعي السلام المستندة للمرجعيات الثلاث وما تم التوصّل إليه من إجراءات بناء الثقة حتى الآن، على أن تستكمل باقي الملفّات والقضايا في جولات السلام القادمة لبلورتها وإنجاحها بصورة مثلى لتحقيق سلام شامل ومستدام».

من جانبه أعرب أمين عام الأمم المتحدة عن «تقديره لجهود الرئيس اليمني المتواصلة والجادة نحو إحلال السلام في اليمن»، مؤكداً التزام الأمم المتحدة مجدّداً بمرجعيات الحل السلمي في اليمن والمتمثّلة في المرجعيات الثلاث والرغبة الصادقة في إنهاء معاناة الشعب اليمني.

وتشكّل التفاهمات في السويد اختراقا في الازمة على طريق انهاء النزاع المستمر منذ 2014 والذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء عمليات التحالف في 2015 ووضع 14 مليونا من السكان على حافة المجاعة.