صحافة

الاستقلال: الممارسات العنصرية للكيان الإسرائيلي !

13 ديسمبر 2018
13 ديسمبر 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب تيسير الغوطي مقالا بعنوان: الكيان الإسرائيلي.. عنصرية صارخة!.. جاء فيه:

منذ ولادة الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين المباركة والممارسات العنصرية البغيضة لا تفارقه ولا تفارق قادته، بل إنها كانت إحدى أهم الأدوات التي رسخ بها أقدامه على هذه الأرض المباركة، واستجلب بها الإسرائيليين من أصقاع الأرض المختلفة، فمنذ البداية كانت عنصرية الكيان تفوح من إجراءاته وتعامله مع أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم وقراهم بل وتاريخهم ومقدساتهم على هذه الأرض المباركة، وحتى بعد أن قامت دولة الكيان وأصبحت عضوًا في الأمم المتحدة، ووقعت على كل القوانين والمعاهدات التي تتعلق بالإنسان وحقوقه، بقيت هذه الدولة تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين الذين بقوا ضمن حدود الأراضي المحتلة عام 1948، وصولًا إلى قمة العنصرية والفاشية في قانون القومية الذي صادق عليه الكنيست بتاريخ 19/‏‏‏ 7 /‏‏‏2018، وهو الذي يحصر حق الهجرة المنتهية بالمواطنة لليهود فقط، بعد أن نص على يهودية الدولة وأنها لليهود فقط، وأن القدس الكبرى والموحدة هي عاصمة إسرائيل، وأن العبرية هي لغة الدولة الرسمية، مُسقطا بذلك مكانة اللغة العربية التي يتحدث بها أكثر من 20% من سكان الدولة، ومعتبرا إياهم مواطنين من الدرجة الثانية بعد إلغاء الكثير من حقوق المواطنة عنهم لأنهم ليسوا يهودا.

الممارسات العنصرية تجاه الآخرين خصوصا الفلسطينيين تجد لها في أدبيات وممارسات القادة الإسرائيليين منذ أن فكروا في غزو فلسطين، وقبل ذلك تجد لها غطاء تلموديا في مواقف وأقوال الكثير من الحاخامات.

وعندما احتجت الطوائف غير اليهودية على قانون القومية العنصري خاصة الدروز، سارعت القيادات الإسرائيلية الرسمية إلى لقائهم والتأكيد على أن القانون الجديد لن يُلحق بهم أدنى لأنهم مواطنون مخلصون للدولة، وسيعملون ما في وسعهم لتقليل الأضرار التي قد تلحق بهم جراء قانون القومية، ورغم هذه التأكيدات والتعهدات الكاذبة من قبل القيادات وعلى رأسها بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء، جاءت الأخبار تنقل حقيقة هذا الكيان وممارسته العنصرية وتكشف في الوقت نفسه كذب ودجل قيادته، فقد كشف النقاب بتاريخ 4/‏‏‏12/‏‏‏2018 عن تعرض جندي في قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي للتنكيل والإذلال والطرد والتهديد والتجويع والسخرية والمنع من العلاج الضروري، وقيل له صراحة: إن ذلك بسبب كونه عربيا، وبحسب الإذاعة الإسرائيلية (ريشيت بيت)، فإن الجنود الصهاينة في القاعدة العسكرية التي يعمل فيها الجندي الدرزي رفضوا دخوله إلى غرفهم، بل قام أحدهم بتهديده بالسلاح كي يخرج من الغرفة؛ لأنه يرفض أن يسكن معه عربي، وأن الجنود في القاعدة كانوا يرفضون الحديث معه بل ويسخرون منه ويطلقون عليه الألقاب النابية مثل كلب مخرب، وكانوا يلقون الحجارة على شباك غرفته التي ينام فيها، ويتعمدون الدخول فيها وإلقاء الأوساخ بها، وعندما تعرض لكسر في يده منع من زيارة الطبيب وأُجبر على البقاء في الغرفة، كما دأب الجنود على إغلاق محبس الماء في كل مرة كان يستحم فيها، وهددوه بمنعه من الدخول إلى غرفة الطعام إذا لم يقم بتنظيف المراحيض، فكان أن مكث ثلاثة أيام بلا طعام، كما أن المجندات في القاعدة العسكرية قمن بتصويره والسخرية منه، وتهديده بأنه إذا قدم شكوى ضدهن فسوف يدعين أنه حاول اغتصابهن، والمصيبة الكبرى أنه عندما توجه بالشكوى إلى قائد القاعدة بسبب تعرضه المتواصل للتنكيل قام بطرده، وقال له: «أنا مشغول.. اخرج من هنا يا عربي».

هذه الممارسات العنصرية ضد الجندي الدرزي في القاعدة العسكرية الجوية، وما سبقها من ممارسات عنصرية ضد الفلسطينيين منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917 تؤكد أن العنصرية الشديدة والمتأصلة في الكيان فكرا وممارسة تحول بينه وبين التمييز لأولئك الذين يقدمون له الخدمات الجليلة والعظيمة كأبناء الطائفة الدرزية وبعض فلسطينيي 48.