صحافة

الرسالة: وماذا بعد فشل أمريكا؟

13 ديسمبر 2018
13 ديسمبر 2018

في زاوية مقالات كتب مصطفى رضوان مقالا بعنوان: وماذا بعد فشل أمريكا ؟ جاء فيه:

فشلت الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) في تمرير قرار إدانة المقاومة الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم التهديد والتحشيد والبلطجة التي مارستها إدارة ترامب بحق الأمم المتحدة؛ من أجل التصويت لصالح القرار، ورغم ذلك لم يحصل مشروع القرار على ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الحد المطلوب لتمريره. صحيح أن القرار فشل رغم تصويت 87 دولة لصالحه مقابل 57 وامتناع 33 دولة عن التصويت لأسباب مختلفة، الأمر الذي أفشل تمرير القرار وأبطل الإدانة؛ ولكن النتيجة غير مطمئنة، وهي تؤكد ضعف الدبلوماسية الفلسطينية والعربية في التحرك نحو إقناع دول العالم أن المقاومة الفلسطينية شرعية وفق القانون الدولي، وأن هذه المقاومة دفاع عن النفس والأرض المغتصبة، وأن الإرهاب الصهيوني سبب أساس في كل الجرائم المرتكبة في المنطقة وفلسطين خاصة. هذا التصويت يحتاج إلى وقفة طويلة مع الذات لأنه يدق ناقوس الخطر، وأن أمريكا لن تسكت وستحاول عرض قرار بنفس الصيغة التي عرضت ولم تنل ثلثي الأصوات، وفي المرات القادمة مع مزيد من الضغط والعربدة الأمريكية يمكن أن تمرر القرار الذي تريد إذا كان التحرك الفلسطيني والعربية على استحياء، ويكون بشكل موسمي.

نتيجة التصويت تدفعنا إلى تغيير الطريقة التي نتحرك بها لشرح القضية الفلسطينية على أنها قضية حقوق شعب هجر من أرضه قبل ما يزيد عن سبعين عامًا وما زال مشردًا، وأن ما تمارسه دولة الاغتصاب هو الإرهاب بعينه، وأن مقاومة الشعب الفلسطيني هي مقاومة مشروعها أقرها القانون الدولي وهي مقاومة الدفاع عن النفس والتصدي لعدوان صهيوني لا يتوقف ضد الشعب الفلسطيني. ولربما الناظر لقرارات الأمم المتحدة الأخيرة يرى أنها كانت لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لأن هناك من يؤمن بعدالة القضية، وأن الشعب الفلسطيني يتعرض لإرهاب إسرائيلي متواصل، ورغم ذلك تمكنت أمريكا من خداع كثير من دول العالم التي صوتت لصالح القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما تضمن مشروع القرار إدانة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإدانة الصواريخ التي يطلقانها على الكيان، وهذا فيه خداع للعالم بأن القرار ليس ضد الشعب الفلسطيني بقدر ما هو ضد حماس والجهاد وكأنهما ليستا ممن يدافع عن حقوق شعب ما زال يتعرض لإرهاب الاحتلال الصهيوني واغتصاب أرضه. القرار لو مرر فلن يكون نهاية المطاف والمقاومة الفلسطينية لا تأخذ شرعيتها من أحد فوجودها ليس بحاجة إلى غطاء كونها مشروعة وفق الشرائع جميعًا والقانون الدولي: ولكن تمرير القرار سيشكل عقبات أمام المقاومة هي في غنى عنها، ولذلك المطلوب التحرك المستمر دبلوماسيا وعلى صعيد الدول لشرح القضية الفلسطينية والمخاطر التي تتعرض لها وحجم الإرهاب الإسرائيلي، وأن المقاومة مشروعة، وهي للدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه التي أقرها القانون الدولي، هذا التحرك يجب ألا يكون موسميا بل متواصلا على مدار اليوم، ولدينا الكثير من الأدوات الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم الذين لو تحركوا بالطرق السليمة فلن تهزمهم أمريكا ولا الصهاينة، ولدينا أيضا جاليات فلسطينية في بقاع الأرض لا بد من استنهاضها كي تكون مدافعة عن الحق الفلسطيني.

يجب ألا نركن إلى نتيجة التصويت الضعيفة وعلينا التحرك وعلى كل الصعد لأن أمريكا والاحتلال لن يقتنعوا بالأمر، وسيعيدون طرحه بشكل أو آخر؛ لأنها لن تقبل بالهزيمة؛ ولكن كونوا لها بالمرصاد بمواصلة العمل والإقناع بكل الوسائل والطرق وبالجهد المتواصل لا الموسمي.