صحافة

أربعة ملايين بريطاني يعيشون عند خط الفقر

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

لم يكن أحد يتصور أن هناك فقرا أو فقراء في دولة متقدمة كانت تلقب بـ«بريطانيا العظمى»، لكن هذا ما أشارت إليه صحيفة «الجارديان» في تقرير كتبه ريتشارد بارتينغتون بعنوان «أربعة ملايين من العمال البريطانيين يعيشون في فقر». نقلت الصحيفة عن تقرير أعدته مؤسسة «جوزيف راونتري فاونديشن JRF» الخيرية أن أكثر من 500 ألف عامل بريطاني انضموا إلى دائرة الفقراء على مدى السنوات الخمس الماضية. أي أن عدد الأشخاص الذين لديهم وظيفة لكنهم يعيشون تحت مستوى خط الاحتياج للخبز ارتفع بشكل اسرع من التوظيف.

وتقول الصحيفة: إن العلاقة بين دخل العامل وتغطية نفقات المعيشة أصبحت أكثر تراجعًا في بريطانيا خلال القرن الحادي والعشرين. وبحسب مؤسسة جوزيف راونتري الخيرية فان عدد العاملين الفقراء بلغ 4 ملايين العام الماضي، أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص، وتعتبر هذه الفئة حسب التصنيف الاقتصادي طبقة عاملة فقيرة. وتأتي جميع هذه الزيادة تقريبًا مع تزايد أعداد الآباء العاملين الذين يجدون صعوبة أكبر في كسب ما يكفي من المال لدفع ثمن الطعام والملبس والإقامة بسبب ضعف نمو الأجور وتآكل الدعم الاجتماعي والائتمانات الضريبية وارتفاع تكاليف المعيشة.

وبحسب تقرير المنظمة الخيرية فان نصف مليون طفل آخرين انضموا إلى دائرة الفقراء على مدى السنوات الخمس الماضية، ليصل عدد الأطفال الفقراء إلى 4.1 مليون طفل في العام الماضي. ما يعني أنه في فصل دراسي من 30 طفل سيأتي تسعة من أسرة تعاني من الفقر.

ونقلت الصحيفة عن كامبل روب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «JRF» قوله: «إننا نشهد موجة متزايدة من فقر الأطفال؛ لأن المزيد من الآباء غير قادرين على تلبية احتياجاتهم رغم العمل. وهذا غير مقبول.»

وفي النتائج التي توصل إليها التقرير الذي أعدته مؤسسة «JRF» بعنوان «فقر المملكة المتحدة 2018»، ارتفع عدد الأطفال الذين انحدروا إلى دائرة الفقر من الأسر العاملة بشكل أكثر حدة عن أي وقت خلال الـ20 سنة الماضية. وقالت مارجريت جرينوود، وزيرة العمل والمعاشات في حكومة الظل العمالية، إن تقرير المؤسسة الخيرية يجب أن يكون بمثابة دعوة للحكومة للاستيقاظ، فهناك شيء خطأ كبير عندما يزيد عدد الأشخاص الفقراء العاملون بشكل أسرع من العمالة». أظهرت الأبحاث التي أجراها معهد الدراسات المالية ، وهو مركز أبحاث الضرائب والإنفاق ، أن التخفيضات الحكومية التي تم إجراؤها بموجب سياسة التقشف التي اتبعها جورج أوزبورن جعلت الفقراء أسوأ حالا من الأغنياء بنسبة 10٪ منذ 2015. وعلى الرغم من أن تريزا ماي وعدت بإنهاء التقشف في ميزانية الخريف، إلا أن العديد من الاقتصاديين يقولون إنه لم يتم بعد الوصول إلى هذا الإنجاز. ويخلص تقرير المؤسسة الخيرية «JRF» إلى أن أكثر من 14 مليون شخص يعانون من الفقر، أي حوالي واحد من كل خمسة من سكان المملكة المتحدة. ومن بين هؤلاء، هناك 8.2 مليون من البالغين في سن العمل، و4.1 مليون طفل و1.9 مليون من المتقاعدين. يعيش ثمانية ملايين شخص في فقر في أسر يعمل فيها شخص واحد على الأقل.