1073763
1073763
المنوعات

رحيل أيوب ملنج رائد النحت العماني الحديث عن 63 عاما

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

«عمان» : نعت الساحة الفنية والثقافية العمانية الفنان التشكيلي أيوب بن ملنج البلوشي رائد النحت العماني الحديث الذي انتقل إلى رحمة الله مساء أمس إثر وعكة صحية، عن 63 عاما قضاها في التأثير للمشهد النحتي العماني، والفنان أيوب البلوشي‮ ‬من مواليد مسقط عام 1955م‮. ‬انضم إلى عضوية مرسم الشباب منذ العام ‮، ‬1975وهو عضو في‮ ‬الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية،‮ ‬وفي‮ ‬جمعية ليوناردو دافنشي‮ في السويد، وعضو في‮ ‬جمعية الصداقة العُمانية اليابانية،‮ ‬وفي‮ ‬جمعية النحاتين العرب‮. وهو أيضاً عضو لجنة تنظيم مهرجان الفنون العالمي‮ ‬في‮ الإمارات، وعضو لجنة تنظيم سمبوزيم البحرين، وسمبوزيم الكويت‮. ‬وله عشرات المعارض والمشاركات في‮ ‬عدد كبير من الدول العربية والغربية،‮ ‬ومنحوتاته مقتناة في الأردن، ودبي‮، ‬والبحرين، وهولندا، واستراليا، وكندا وغيرها،‮ ‬وهو حاصل على عدد كبير من الجوائز والتكريمات.

شغلت المنحوتات الحجرية للفنان العماني أيوب البلوشي مساحة هامة داخل المعارض، وهي أعمال عالجت مسألة الامتلاء والفراغ بمقاربة عربية من حيث نحت الكتل عمودياً وتحريرها من خط ارتكاز أفقي نحو انسيابات عمودية مستلهما في ذلك مرجعيات الجسد تارة وحركات حروفية تارة أخرى متدفقة بفاعلية دون السقوط في غلو التجريد أو التشخيص السطحي. غير أن اختيار عرض منحوتات محفوظة الارتفاع داخل مساحة رحبة العرض، وإن كان حقق توازنا سينوغرافيا للمعرض فإنه بسبب مسافة النظر اليها (عن قرب) من أعلي إلى أسفل، قلل ذلك من وقع العمل الفني علينا. وربما لو قدمت أعماله تلك علي مقاسات ارتفاع أعلى لكان لها وقع أكبر. ويُهيأ لي أن مشاريعه تلك صالحة لكي تكون تدخلاً جميلا ً في الميادين والساحات العمومية لو حقق لها الإنجاز في مسقط.

قدم الفنان أيوب ملنج والذي يعد رائدا في مجال النحت المعاصر بالسلطنة تجربته التجريدية عبر أعماله النحتية التي استخدم فيها خام الرخام الصلبة، واستلهم أفكارها من البيئة العمانية ومخزون الذاكرة، وهي التجربة التي انتقل إليها الفنان بعد سلسلة من الأعمال الخشبية التي قدمها وعبر فيها عن تلك المشاعر من خلال الوضعيات التي يتخذها طائر اللقلق، تبعته عدد من الأعمال تتمحور حول الأمومة، حتى استقر على هذه التجربة والتي عرضها في المعرض، وهي التجربة التي أخضعها لعدد من المعالجات الفنية واللمسات التي تنفرد عن أعماله السابقة.

ومن جهة أخرى فقد أثارت تجربة النحات العماني أيوب ملنج العديد من النقاد فكتب عنها الناقد العراقي شوكت الربيع فقال: (تجربة ملنج في النحت تحمل المعاناة ذاتها ضمن صياغات وطرق ومعمار النحت القائمة في الفن الحديث، إن تردد بعض النحاتين من فوضى تجريب المواد المختلفة يجعلهم بحاجة إلى التنوع المطلوب في الممارسة دون الاقتصار على نوع واحد من مادة النحت على الرغم من ميل وحب الفنان الواحد إلى مادة معينة محددة يراها تخدم تجربته بصياغة أسهل وأحب إلى نفسه وربما تعينه على توصيل أفكاره إلى الآخرين بيسر أفضل من استخدام مادة أخرى.

من هذا ينطلق النحات أيوب بميله الشديد إلى استخدام مادة الخشب، وأحيانا مادة الرخام التي تأخذ منه جهدا ووقتا وإمكانية على الإخراج العام كما في عمله (عازف) الذي استخدم فيه مادة الرخام 1998 – وبينما كان ميله واضحا في أعماله الكثيرة إلى مادة الخشب في أعماله لعام 1996 – (الصياد) والأمومة والتغذية، و(رحال) وسواها بعد تلك الفترة حتى عام 2003م ظل أيوب في بحثه و تجربته في إطار المواد التي حددناها وأضاف اليها مادة الحديد أو تعشيق مواد مختلفة في قطعة نحت واحدة (في إطار الطريقة البنائية والتركيبية). هناك فروق فردية بين النحاتين العرب، كما إن هناك فرقا بين تجارب فن النحت عامة بين الأقطار العربية والإسلامية وبين تجارب الفن الحديث في أوروبا والعرب عامة.