khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع : دمج التكنولوجيا بالتفكير

12 ديسمبر 2018
12 ديسمبر 2018

خصيب عبدالله القريني -

يشكل التعليم تحديا كبيرا لمؤسسات الدولة على مر الأزمنة والعصور، ولما لا وهو الأساس الذي يقوم عليه التقدم الحضاري لأي أمة من الأمم، ومن أجل ذلك كان ولا يزال من ضمن أولويات اهتمامات الدول والمنظمات العالمية ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة.

أولوية تحتاج للمراجعة والتمحيص ومعرفة الظروف الدخيلة والتكيف معها، وبالتالي ماكان يناسب مرحلة زمنية معينة قد لايتناسب بكل تأكيد مع مرحلة أخرى، أي بمعنى آخر يجب أن يواكب التعليم منطلقات العصر والتقدم الحضاري، من هنا كان لزاما على منظري التربية مواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين وما يرافقه من ثورة صناعية رابعة وأخرى خامسة، وتطويع أهداف التعليم لتكون معينا ونبراسا يهتدي به الطلبة من أجل مواكبة هذه الثورة والتفاعل معها.

ولعل ابرز تلك المنطلقات أو الأهداف هو البعد التكنولوجي وما يجب أن تقوم به المناهج والمؤسسات التربوية من أعمال ورؤى من أجل ذلك، فالأساس الذي يقوم عليه تطور القرن الحادي والعشرين يعتمد في الأساس على هذا البعد، من هنا لابد أن يتم عقد الورش التدريبية المستمرة وإدخال مناهج تتعلق بهذا الجانب، كما لا نغفل أيضا البعد المرتبط بمهارات التفكير وتنميته سواء تلك المتعلقة بمهارات التفكير النقدي او الإبداعي او غيره من مهارات التفكير المختلفة والمتنوعة، ذلك لوجود تكامل واضح بين هذين البعدين في تحقيق أهداف التعليم في الألفية الجديدة.

ويتكامل البعدين السابقين مع ضرورة الاهتمام بتهيئة الطلبة لتعلم المهارات اللازمة لكيفية الانخراط في سوق العمل، ولا يمكن ان يتحقق ذلك بإغراقهم في الجوانب النظرية دون ان يكون هنالك تطبيقات عملية تضعهم في المحك الذي من خلاله يصقل إمكانياتهم ومهاراتهم، فنضمن تمكنهم من الأساسيات التي تعينهم بالفعل على خوض غمار سوق العمل بكل جرأة وشجاعة متسلحين بالمعرفة الحقيقة لذلك، كما تركز مهارات الألفية الجديدة على الجانب التعاوني وترى فيه بديلا ناجعا لتحقيق الإنجازات، بعيدا عن الأنانية المفرطة في القيام بأي مهام فردية لا تحقق التكامل والإنجاز المطلوب، من هنا كان لزاما على مؤسساتنا التربوية الانطلاق وفق هذه المبادئ ودعهما ومتابعة تنفيذها، لأن ذلك في النهاية يرتبط بمدى رغبتنا في التقدم والتطور الحضاري.

وحتى يتم تحقيق تلك الأهداف كان لزاما الاهتمام بتطوير عناصر المنظومة التربوية بدءا من المعلم ومرورا بالمناهج الدراسية وانتهاء بالمنتج وهو الطالب، اهتماما يراعي التناسق والتوازن بين هذه العناصر، فالمناهج الدراسية يجب ان تتم إعادة بلورتها لتواكب هذه الأهداف وتتماشى معها، وتبتعد عن موضوع التلقين الذي يسيطر عليها، كما يجب ان يتم الاهتمام بتدريب المعلم ليواكب هذه الطفرة المعرفية والتكنولوجية، وان يتم تعزيزه بكل الطرق والأساليب ليتمكن من القيام بأدواره على أكمل وجه، وما الدورات التي تنفذها وزارة التربية والتعليم في هذا المجال إلا إحدى السبل التي تسعى من خلالها لبلوغ هذه الغاية.