tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :صداع الطلاق !

10 ديسمبر 2018
10 ديسمبر 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected]

في مجتمعاتنا الإسلامية تعد الأسرة لبنة المجتمع الأساسية، وليس الفرد كما في المجتمعات الغربية، وهنا تأتي الفروقات بيننا وبينهم، فمؤسساتهم الاجتماعية تعمل لأجل سعادة ورخاء الفرد بالدرجة الأولى. لذا تبذل جهود الدول هناك لاحتضان الأطفال الذين يكونون ضحية انفصال الوالدين، وتقدم لهم كل الخدمات والمتابعة، ومن بينها متابعة الطفل إذا تم تبنيه من أسرة بديلة، أو كانت أسرته الأصلية عنيفة معه، وتسئ معاملته، فقد أصبحت المؤسسات الحكومية هناك هي البديل الطبيعي عن الوالدين، مما يجعل الدول تصرف أموالًا طائلة على مؤسساتها المعنية بالأطفال بدءًا من سن الرضاعة وحتى بلوغ سن الرشد ووقوف الفرد على قدميه بوظيفة مناسبة ومستقبل مضمون، وتذكر الدراسات ازدياد نسب علاقات الطرفين خارج إطار الزواج، فالمؤسسات تقوم باللازم تجاه الأطفال المولودين.

لا أظن أننا نرغب في مجتمعاتنا أن تكون الدولة بمؤسساتها الاجتماعية بديلا عن الوالدين، فللأسرة دور مهم وضروري جدا، إذا انتفى؛ فان المجتمع يتعرض للانهيار والفساد والاضمحلال، لكن ارتفاع نسب الطلاق ينبئ بوجود خلل ما بحاجة إلى بحث وتحليل وإصلاح ، كي تعود الأسر قوية ومتماسكة وهذا يدعو اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة إلى تدارس هذا الأمر، وإعطائه الأولوية في البحث والتحليل ، ووضع خطط وقائية وبنائية وعلاجية لتقليل نسب الطلاق قبل أن تزيد عن الحد المعقول، فكلما أسرعنا في المعالجة كلما كان ذلك أسهل وأقل تكلفة من حيث بذل الجهود والأموال.

لاحظت من بعض متابعاتي أن سبب انتشار زواج «المسيار» و«الفرند» وغيره في مجتمعاتنا العربية يعود إلى عدم رغبة الرجل بعقد الزواج المعتاد كي يخفف عن نفسه تبعات وجوده وزوجته في بيت واحد، والخلافات التي تنشب وتشتد بينهما على أقل الأسباب فهل هو الحل المقبول اجتماعيا؟ أم أنه هروب إلى صور وأشكال من الزواج الناقص، وستكون له تبعات خطيرة على مجتمعاتنا على المدى القريب والمتوسط والبعيد.