1069674
1069674
العرب والعالم

الملك سلمان: مجلس التعاون قام لتعزيز الأمن والاستقرار والنماء ويجب الحرص على دوره في الحاضر والمستقبل

09 ديسمبر 2018
09 ديسمبر 2018

قمة الرياض تتمسك بمسيرة مجلس التعاون والعمل الجماعي -

السيد فهد: نأمل العمل بما جاء في كلمة الشيخ صباح والاقتداء بها في عمل المجلس -

أمير الكويت يدعو إلى وقف الحملات الإعلامية بين الدول الخليجية والحفاظ على وحدة الموقف الخليجي -

الرياضـ عمان ـ حمود المحرزي- العمانية- (وكالات ):-

دعت القمة الخليجية الـ39 إلى ضرورة الحرص والحفاظ على وحدة الموقف الخليجي واحتواء الخلاف القائم من خلال تهيئة الأجواء التي ستقود إلى تعزيز الفرص لتجاوز الظروف، مع التأكيد على أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس.

وقد افتتح أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو من ينوب عنهم أمس أعمال مؤتمر القمة التاسعة والثلاثين بقصر الدرعية بالرياض بالمملكة العربية السعودية.

وترأس وفد السلطنة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

وافتتح أعمال القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رئيس الدورة الحالية للمجلس، حيث ألقى كلمة أعرب فيها عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت على ما بذله من جهود موفقة خلال رئاسته للمجلس الأعلى في دورته السابقة لتعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون.

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية مفتتحا الدورة الـ39 بالعاصمة السعودية الرياض أمس: إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال، مؤكدًا حرص الجميع على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.

وأضاف: إن المنطقة تمر بتحديات وتهديدات للأمن الخليجي والعربي المشترك، وهذا يتطلب منا جميعًا الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

الكويت تطالب بوقف الحملات الإعلامية

واعتبر الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت رئيس الدورة السابقة للمجلس

أن انعقاد اجتماع الدورة الحالية للمجلس في موعده المحدد رغم الظروف التي نمر بها ليؤكد الحرص على مجلس التعاون واستمرار آلية انعقاد دوراته، كما يجسد إدراكنا لحجم تطلعات وطموح أبناء دول المجلس، لافتا إلى الأوضاع التي تعيشها المنطقة والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق الأمر الذي يدعو إلى أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا.

وقال الصباح في كلمته: «لعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تهديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا، وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجهها فلا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها».

ودعا أمير الكويت إلى «وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه وذلك في إطار الحرص والحفاظ على وحدة الموقف الخليجي. وقال: إن الاستجابة لوقف الحملات الإعلامية ستكون مدعاة ومقدمة لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف.

وعن الصراع في اليمن قال أمير دولة الكويت: «إننا نؤكد بأن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا مباشرا لنا جميعا»، وتابع: «نأمل كل التوفيق للمشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد والتي استجابت بلادي بتقديم الدعم اللوجستي لها وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216».

وعن الوضع في سوريا، قال أمير الكويت: «لا تزال الكارثة الإنسانية في سوريا الشقيقة مستمرة، ولم تفلح الجهود الدولية في إيجاد حل لها لتستمر المعاناة ويتضاعف التهديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم»، متمنيا «لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لسوريا، بيدرسن، التوفيق في مهمته الجديدة وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على قرارات الشرعية الدولية وجنيف ومقدرين الجهود التي بذلها سلفه ستيفان دي ميستورا».

وعن الوضع في العراق قال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح: «نهنئ الأشقاء في العراق على التطورات الإيجابية التي تحققت لهم باستكمال العملية السياسية باختيار القيادات الثلاث» ونعرب «عن تطلعنا بأن يتمكن الأشقاء في العراق من إعادة البناء لإزالة آثار ما شهده العراق الشقيق من دمار وليتحقق لأبنائه تطلعاتهم بالأمن والاستقرار والازدهار».

وحول مسيرة السلام (الفلسطينية) التي وبكل أسف تعاني جمودا وتجاهلا من قبل المجتمع الدولي، قال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح: «إننا نؤكد حرصنا على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية دعما وتعزيزا لاستقرار المنطقة والعالم».

وعن العلاقات مع إيران قال أمير دولة الكويت: «نؤكد مجددا على أن تستند علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار تحقيقا لكل ما نتطلع إليه جميعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا».

كلمة السلطنة

كما ألقى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على استضافته لهذه القمة كما نقل سموه تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لأخيه خادم الحرمين الشريفين وتمنيات جلالته الطيبة للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية الشقيقة وأن يمن على المملكة بكل خير، كما دعا سموه قادة دول مجلس التعاون إلى العمل بما جاء في كلمة صاحب السمو أمير دولة الكويت والتي جاءت معبرة ويقتدى بها في عمل مجلس التعاون راجيا سموه أن تكون هذه المعاني كلها تجسد إلى واقع وأن يحمي ربنا هذا المجلس ويوفقه دائما لكل خير.

كما أكد معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية تماسك مجلس التعاون والعمل من أجل استقرار منطقة الخليج.

وتناول أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين ملفات العديد من القضايا والتحديات وما يتعلق بمسيرة العمل الخليجي المشترك إضافة إلى تقارير وتوصيات اللجان الوزارية وفرق العمل في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والقانونية، كما ناقشت القمة القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وعقب ذلك رفعت الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث عقدت جلسة مغلقة اقتصرت على القادة.

وكان العاهل السعودي قد استقبل رؤساء الوفود الذين وصلوا إلى الرياض أمس، وهم صاحب السمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة الكويت. أما الوزير القطري فكان في استقباله وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني. وبثت القنوات السعودية مشاهد وصول الوفود الخليجية بشكل مباشر على الهواء.

واستمرت أعمال القمة في الرياض ليوم واحد فقط، وعشية افتتاح الاجتماع، وضعت أعلام الدول الست، وبينها قطر، في شوارع العاصمة السعودية إلى جانب لافتات ترحيبية بدول مجلس التعاون الذي يرى خبراء أن الأزمة مع الدوحة أضعفته بشكل كبير، وكتب على إحدى اللافتات «خليجنا واحد وهدفنا واحد».