1068323
1068323
العرب والعالم

مولر يؤكد أن موسكو عرضت منذ 2015 «التعاون» مع حملة الانتخابات الرئاسية

08 ديسمبر 2018
08 ديسمبر 2018

ترامب: الادعاء لم يتوصل إلى دليل على التواطؤ مع روسيا -

واشنطن - (أ ف ب - رويترز): كشف المدعي الخاص روبرت مولر أنّ فريق الحملة الرئاسية لدونالد ترامب تلقى منذ 2015 عرضا لتعاون «سياسي» مع موسكو، وذلك في آخر تطورات التحقيق في الشبهات حول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية في 2016 والذي يحاول الرئيس الأمريكي باستمرار التشكيك في مصداقيته.

ووردت هذه المعلومات في مجموعة وثائق قدمها المدعي الخاص والقضاء في نيويورك تمهيدا لإصدار حكم على مايكل كوهين المحامي السابق لدونالد ترامب الأربعاء المقبل. وكوهين اعترف بأنه كذب على الكونغرس بشأن اتصالاته مع روسيا خلال الحملة وخالف قواعد تمويل الانتخابات.

وحول هذه النقطة الأخيرة المنفصلة عن التحقيق في التدخل الروسي، أشار المدعون النيويوركيون إلى مسؤولية شخصية ممكنة للرئيس الأمريكي في إطار دفع مبالغ لامرأتين من أجل شراء صمتهما وتجنب فضيحة جنسية.

لكن ترامب والبيت الأبيض نفيا بسرعة هذه المعلومات الجديدة. وكتب دونالد ترامب في تغريدة على تويتر أن «الرئيس بريء تماما، شكرا!».

من جهتها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن الوثائق الجديدة لا تتضمن «شيئا مهما غير معروف» في ملف كوهين.

وفي مذكرته التي تقع في سبع صفحات، يقول مولر إن كوهين اعترف بأنه كان في نوفمبر 2015 -- قبل ثمانية أشهر من انتخاب ترامب مرشحا للحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي - على اتصال مع روسي أكد أنه «رجل ثقة» لدى الحكومة.

«تأثير هائل»

يبدو أن هذا الروسي اقترح على كوهين تنظيم لقاء بين دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين سيكون له على قوله «تأثير هائل»، سواء على الصعيد السياسي أو على مشروع عقاري كان ترامب يفكر فيه في تلك الفترة ويتلخص بتشييد مبنى يحمل اسم «برج ترامب» في موسكو.

لكن كوهين أكد أنه لم يتجاوب مع هذا الاقتراح، بحسب مذكرة مولر المكلف التحقيق في التدخلات الروسية المفترضة في الانتخابات الرئاسية واحتمال وجود تواطؤ بين موسكو وفريق ترامب.

وتكشف هذه المعلومات مدى تعاون كوهين الذي قال مرة إنه مستعد للموت من أجل ترامب، مع مكتب المدعي الخاص.

ورأى مولر أن كوهين البالغ من العمر 52 عاما بذل «جهودا كبيرة» لتصحيح تصريحات كاذبة أدلى بها في الكونغرس حول اتصالاته مع موسكو بشأن مشاريع عقارية لقطب العقارات النيويوركي.

وقال المدعي الخاص إن مايكل كوهين التقى سبع مرات رجال مولر «لفترات طويلة في أغلب الأحيان» و»تعهد مواصلة تقديم المعلومات الحقيقية والصحيحة» في إطار التحقيق الروسي.

لكن على الرغم من هذا التعاون قد يحكم على كوهين بالسجن لسنوات عديدة.

وطلب المدعي الفدرالي في نيويورك روبرت خزامي الحكم بالسجن على كوهين لفترة تراوح بين 51 و63 شهرا، أي بين أربع وخمس سنوات. وخزامي كان قد اتهم كوهين في أغسطس بالاحتيال الضريبي والمصرفي ومخالفة قوانين تمويل الحملات الانتخابية، في قضية لا علاقة لها بالتحقيق في التدخل الروسي.

وفي مذكرة من أربعين صفحة، رأى خزامي أن كوهين - الذي حاول خصوصا شراء صمت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز وامرأة أخرى بشأن علاقاتهما مع ترامب قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016 تماما -- ارتكب «أفعالا خطيرة ومتعمدة».

وأضاف أن الأمر يتعلق «خصوصا وكما اعترف كوهين بنفسه الآن، بهاتين الدفعتين الماليتين»، موضحا أنه «تحرك بالتنسيق وبإدارة» ترامب، مشككا بذلك بشكل مباشر في المرشح الجمهوري الذي أصبح رئيسا.

وكثف ترامب في الأيام الأخيرة هجماته على مولر والتحقيق الذي يجريه ويصفه الرئيس الأمريكي باستمرار بأنه «حملة اضطهاد».

وأمس الأول أطلق الرئيس الأمريكي سلسلة تغريدات عبر فيها عن غضبه، ما يعكس شعوره بالإحباط من تحقيق يعتبر أن لا أساس له واستمر لوقت طويل.

وزير جديد للعدل

دان ترامب مرارا «تضارب المصالح العديدة» لمولر ووعد بتقديم محاميه «تقرير مضاد» لما يعده المدعي الخاص لا يعرف أحد متى سيصدر ولا ما هو شكله.

لكن ترامب كتب في تغريداته «تم صوغ 87 صفحة حتى الآن لكن لا يمكننا بالتأكيد إكماله قبل أن نرى التقرير النهائي لحملة الاضطهاد»، في إشارة إلى التحقيق الذي يجريه مولر.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إن ممثلي الادعاء لم يتوصلوا إلى دليل على التواطؤ مع روسيا رغم إجراء تحقيق طويل ومكلف لبحث اتهامات بتدخل موسكو في حملته الانتخابية عام 2016.

من جهته، اعتبر النائب الديمقراطي جون غارامندي أنّ هذه «ربما تكون أولى أيام الإقالة».

وقال لشبكة «سي ان ان» إنّ ترامب رئيس «أحاط نفسه بوضوح بمجرمين»، مضيفا «خلال الحملة (الانتخابية)، تم انتهاك القوانين .. والآن الرئيس متورط في ذلك».

وفي هذا التحقيق المعقد، أورد مولر بالتفصيل الجمعة كل «الأكاذيب» التي يتهم بها بول مانافورت مدير حملة ترامب السابق الذي وعد أيضا بالتعاون مع المدعي الخاص وقد يصدر عليه حكم أقسى بالسجن.

وقال مولر في المذكرة القضائية إن مانافورت كذب بشأن اتصالاته المستمرة مع مسؤولي الإدارة الأمريكية بعد توقيعه اتفاق الإقرار بالذنب، وكذب أيضا بشأن سداده لدين مالي وبشأن إجراء تعاملات مع كونستانتين كيليمنيك وهو شريك عمل قديم لمانافورت يشتبه المسؤولون الأمريكيون بأنه عميل استخبارات روسي.

وأضافت المذكرة أن «المتهم نكث باتفاق إقراره بالذنب بطرق عدة عبر الكذب على مكتب التحقيق الفدرالي ومكتب المحقق الخاص».

وتأتي هذه التطورات بينما عين الرئيس الأمريكي أمس الأول وليام بار وزيرا للعدل خلفا لجيف سيشنز.

وكان سيشنز أقيل الشهر الماضي ما أثار مخاوف على التحقيق الحساس جدا بشأن تواطؤ محتمل بين موسكو وفريق حملة ترامب.