الصـين تطلق مركـبة غـير مأهـولة لاسـتكشـاف الوجه الخفـي للقمـر

بكين «أ.ف.ب»: أطلقت الصين مركبة غير مأهولة لاستكشاف الوجه الخفيّ للقمر، لأول مرة في التاريخ، في خطوة جديدة على طريق تحقيق أهدافها الطموحة في غزو الفضاء. وانطلقت المركبة «تشانغ اي 4» محمولة بصاروخ من طراز «لونغ مارش 3 بي» من قاعدة شيتشانغ في جنوب غرب الصين قبيل فجر السبت بالتوقيت المحلي، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.

ومن المتوقع أن تصل إلى القمر في حدود آخر السنة، لتهبط في الجانب الذي يظلّ محجوبا عن الأرض. ولطالما ظلّت دراسة القمر مقتصرة على الوجه الذي يبقى ظاهرا للأرض وهو أسهل للهبوط عليه، ولم يهبط أي مسبار أو مركبة على الوجه الآخر له الذي تشوبه تعرّجات كثيرة تصعّب عمليات الهبوط.

وسبق أن التقطت صور كثيرة لهذا الجانب لكن لم تهبط فيه أي مركبة، وكانت أول تلك الصور في العام 1959 وقد التقطها مسبار سوفياتي. وقال هو رونغوي المسؤول عن الرحلة لصحيفة «غلوبال تايمز» إن هذه المركبة هي «الأولى في التاريخ التي ستهبط على الجانب الخفيّ للقمر لاستكشافه».

وأضاف «إنها الرحلة الفضائية الأهمّ في العالم للعام 2018». وقال عالم الفضاء جوناثان ماكدويل العامل في مركز هارفرد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في الولايات المتحدة «منذ عشر سنوات أو عشرين، تعمل الصين بشكل منهجي على أن تسير على خطى مشاريع الفضاء الأمريكية والسوفياتية المنفّذة في الستينيات والسبعينيات ... لكنها هذه المرة تنفّذ شيئا لم يسبقها أحد إليه».

وتعمل الصين منذ سنوات على تجهيز هذه الرحلة الصعبة تقنيا. ومن أكبر التحديات البقاء على اتصال مع المسبار حين يكون في الجانب الخفيّ من القمر، أي غير مواجه للأرض، ولذا ينبغي وضع جهاز وسيط يستقبل منه الإرسال ثم يوجّه إلى الأرض. وهذا الجهاز هو قمر اصطناعي أطلقته الصين في مايو الماضي، سيدور حول القمر ويقوم بدور جهاز تقوية الإرسال بين المسبار والأرض.

- الليل القمري - في الليل القمري الذي يمتد على 14 يوما أرضيا، تنخفض درجات الحرارة إلى 173 درجة تحت الصفر، أما في النهار القمري الذي يعادل أيضا 14 يوما أرضيا، فترتفع الحرارة إلى 127 درجة. ويزيد من الصعوبات أن المركبة ستهبط في القطب الجنوبي للقمر، في منطقة يطلق عليها العلماء اسم «حوض أيتكن» ذات تعرجات وتضاريس تتطلب دقة عالية لإتمام هبوط آمن.

وستجري المركبة غير المأهولة دراسات على الموجات المنخفضة والموارد المعدنية وإمكانية زراعة الطماطم وأنواع أخرى من النبات. وهي المرة الثانية التي ترسل فيها الصين مركبة غير مأهولة إلى القمر، لكن تلك التي أرسلت في العام 2013 (أرنب اليشم) وتعطّلت.

وتستثمر الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي الطموح الذي يشرف عليه الجيش، وهي تضع أقمارا اصطناعية في مدار الأرض للاتصالات ومراقبة الأحوال الجوية وتحديد المواقع، وتأمل في إرسال روبوت إلى المريخ ورحلة مأهولة إلى القمر. وكشفت بكين في نوفمبر الماضي عن نموذج عن محطتها الفضائية (القصر السماوي) التي تنوي وضعها في مدار الأرض في العام 2022 لتحلّ محلّ محطة الفضاء الدولية.