1067775
1067775
الاقتصادية

ختام ناجح للنسخة الثانية من ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي «تنمية سياحية»

08 ديسمبر 2018
08 ديسمبر 2018

بدية أولا في مسابقة الولايات والقابل ثانيا -

تغطية وتصوير - خليفة الحجري -

أسدل أمس الأول بمحافظة شمال الشرقية الستار على الحدث الأبرز في المحافظة «ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي»، والذي جاء تحت عنوان «تنمية سياحية» وبمشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة وأبناء ولايات المحافظة، وسط كرنفال من الفعاليات المتواصلة والتي استمرت عشرة أيام متواصلة من الثامن والعشرين من نوفمبر إلى السابع من ديسمبر لعام 2028، وقد رعى حفل الختام سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية.

وصرح سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية راعي الحفل بالقول: نحن نؤمن بأن أي نشاط يقوم به أهالي أي ولاية ومحافظة بالسلطنة بهدف إظهار وإبراز هذه المقومات السياحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مشيرا سعادته إلى أن مثل هذه الملتقيات تساهم بشكل كبير في إبراز المقومات وإعادة وضعها على خارطة السياحة العمانية والخليجية.

وقال سعادة سعود البلوشي: إن الملتقيات تساهم كذلك في إظهار المكنونات الثقافية والاجتماعية والسياحية في المحافظات وتبرز هذه الإمكانيات وعلى الجهات الحومية الأخرى كاللجنة الوطنية بمنظمة اليونسكو أن تعمل على تشكيل الملفات من أجل الحفاظ على التراث وحمايته.

من جانبه قال الشيخ أحمد بن عامر بن محمد المصلحي رئيس اللجنة المشرفة على مسابقة الولايات بالملتقى أهم ما تميز به ملتقى هذا العام إطلاق مسابقة تنافسية بين الولايات الست لإبراز الموروث التراثي الخاص بالفنون الشعبية والحرف التقليدية التي تشتهر بها كل ولاية والألعاب الشعبية والقرية الزراعية إلى جانب إبراز دور جمعيات المرأة العمانية في هذه المسابقة من خلال ما تقوم به عضوات هذه الجمعيات في المحافظة على عادات وتقاليد الولايات، مشيرا إلى أن الحراك الاقتصادي والسياحي والتراثي واضح وملموس وحقق مزيدا من التنافس بين الأهالي لإبراز أنشطتهم المتنوعة بالولايات ونجح الملتقى في استقطاب الزوار والسياح وكذلك المواطنين من مختلف المحافظات.

نافذه سياحية وتراثية

وتحدث إبراهيم بن سالم المنذري رئيس لجنة التحكيم في ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي قائلا: إنه شرف بهذه برئاسة اللجنة لمسابقة الولايات بالملتقى الذي يأتي بعنوان تنمية سياحية موضحا أن فعاليات وبرامج الملتقى عملت على إيجاد مساحة شاسعة من الثقافة الحضارية كواجهة ثقافية وفنية وسياحية لولايات شمال الشرقية بحكم المسابقة الفنية للولايات والتي تشترك فيها جميع ولايات محافظة شمال الشرقية ما أبرزته هذه الولايات إلى الآن عبارة عن عادات وتقاليد إحياء لهذا الموروث العظيم من فنون ومن صناعات حرفية وقرى زراعية وأيضا مواهب واختراعات حديثة لدى الجيل الحالي. وقدم للجمهور الإرث الأصيل لأبناء المحافظة ودورهم في المحافظة على موروثاتهم سواء كان فني أو تقليدي أو موروث من العادات والتقاليد في كل البيئات الريفية والبدوية والجبلية والصحراوية.

وقال علي بن سالم الحجري رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية في كلمة خلال حفل ختام الملتقى: «إن الجهود المبذولة والإنجازات التي عمل عليها جميع المنظمين والجهات الحكومية والجهات الراعية وأبناء المحافظة أسهمت في إنجاح ملتقى الشرقية الاقتصادي «تنمية سياحية» في نسخته الثانية، وملتقى شمال الشرقية الضوء على البرامج والفعاليات والمناشط التي تمتلكها ولايات المحافظة الست، والتي استطاعت خلال الأيام العشرة الماضية إبراز طاقاتها والمساهمة في نجاح الملتقى، وقد شهد الملتقى إقبالا وتفاعلا كبيرا، وحركة تجارية غير مسبوقة، كما حقق الملتقى شراكة بين جميع الأطراف الثلاثة (القطاع العام، القطاع الخاص، والمجتمع)، حيث إن النجاح لا يأتي إلا بتكاتف الجهود ومشاركة المجتمع والأخذ بالآراء والأفكار والمقترحات، وتعد الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص أمرًا مهمًا وجزءًا لا يتجزأ لتحقيق تنمية اقتصادية ناجحة حيث يسهم القطاع العام في تسهيل الإجراءات، من جهته يعمل القطاع الخاص على استثمار الطاقات الشبابية الواعدة لفتح آفاق وقنوات اقتصادية داخليا وخارجيا».

إحصائيات

ومن ناحية عدد زوار الملتقى فقد تجاوز 164 ألف زائر من مختلف ولايات محافظات السلطنة، ومن خارج السلطنة، وخلال فترة الملتقى شهدت المحافظة نشاطا اقتصاديا كبيرا وتجاريا كبيرا، وشاركت ولايات المحافظة الست باستعراض منتجاتها وتراثها الشعبي، ومشاركات متنوعة بالقرية التراثية من قبل الجهات الحكومية بالمحافظة والتي بلغ عددها 25 جهة، كما شهد مشاركة واسعة من رواد الأعمال بمعرض المنتجات العمانية والتي بلغت 50 مشاركة، وهدف الملتقى إلى الترويج لأكثر من 30 مقصدا سياحيا، ومن ناحية المنشآت الفندقية بالمحافظة فتصل إلى 27 منشأة فندقية تحتوي على 462 غرفة تستقطب الزوار، بالإضافة إلى 10 مخيمات سياحية تحتضنها المحافظة، وقد شهدت أسواق المحافظة حركة اقتصادية نشطة، وانتعاشا ساهم في نمو الحركة التجارية والشرائية خلال فترة الملتقى، كما شهدت محطات الوقود إقبالا متزايدا من قبل الزائرين لفعاليات الملتقى.

وجرى خلال الحفل الختامي استعراض فيلم عن أهم إنجازات الملتقى وتكريم الشركات واللجان، كما تم تقديم عدد من الفنون الشعبية والتراثية كفن الميدان وفن الرزحة والعازي وتكريم الولايات المشاركة.

مشهد اقتصادي وسياحي

وقد شهدت محافظة شمال الشرقية الاقتصادي منذ انطلاق الملتقى حراكا غير مسبوق ونشاطا تجاريا وسياحيا استقطب من خلاله العديد من الجماهير سواء من أبناء المحافظة وكذلك من مختلف ولايات السلطنة ومن خارج السلطنة، انعكس ذلك بشكل مباشر على الحركة الشرائية والنشاط التجاري، كما أن الملتقى تضمن مشاركة العديد من أصحاب وصاحبات الأعمال، وصاحبات الأعمال المنزلية ومشاركة عدد من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وتزامنا مع الملتقى إقامة ندوة حول السياحة والاقتصاد لجذب عدد من المستثمرين في القطاع السياحي وإبراز أهم المعالم السياحية، واستعرض الملتقى أهم الجوانب السياحية والاقتصادية التي تتمتع بها كل محافظة وسبل الاستثمار فيها، وحضر الملتقى عدد من أصحاب المنتجات المحلية لعرض منتجاتهم، أضف إلى زيادة النشاط التجاري المرتبط بالفعاليات المصاحبة مثل عرضة الهجن والخيل ومزاين الإبل والرونات والأمسيات الشعرية والإنشادية والمسرحية.

مسابقة الولايات

حصلت ولاية القابل على كأس التميز في التنظيم والإخراج، أما كأس التميز في الحرف والمهن فقد كان من نصيب ولاية وادي بني خالد، وحصلت ولاية الدماء والطائيين على كأس التميز في الأداء والتنظيم والإخراج لفن الرزحة.

وفي مسابقة الولايات حصلت ولاية بدية على المركز الأول، وولاية القابل على المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب ولاية المضيبي.

ولقد شارك في المسابقة جميع ولايات المحافظة الست، وسط تنافس كبير واستعراض واسع وشامل للعديد من أنشطة الولاية التراثية والشعبية والمنتجات والصناعات المحلية التي تتميز بها كل ولاية.

ولقد شهدت جميع ولايات محافظة شمال الشرقية فعاليات وأنشطة الملتقى، حيث احتضنت ولاية المضيبي أمسية ليالي المضيبي في نيابة سناو، والدوري الرياضي لكرة القدم في نيابة سمد الشأن، كما شهدت ولاية إبراء إقامة ركض عرضة الخيل والتي أقيمت في ميدان زاد الراكب باليحمدي، في حين أقيمت فعالية استكشاف الكهوف في ولاية دماء والطائيين من خلال استكشاف كهف أبو هبان في قرية سوت، في حين أقامت ولاية عرض السيارات الكلاسيكية، في حين استقطبت ولاية بدية مسابقة الولايات المشاركة في حديقة بدية العامة وعددا من الفعاليات التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا من أبناء ولايات المحافظة.

كما دشنت اللجنة التنظيمية للملتقى فيديو ترويجيا سياحيا يستعرض أهم المعالم السياحية والثقافية التي تميز كل ولاية من ولايات المحافظة.

الطيران الشراعي في سماء بدية

ولقد شهد الملتقى مشاركة قافلة عمان للطيران الشراعي والتي ضمت عددا من أبطال العالم والذين حلّقوا في سماء الملتقى، وقال الكابتن خليل الجبري قائد فريق عمان للطيران والمشرف العام على قافلة عمان السياحية للطيران الشراعي بمشاركة أبطال العالم على أرض السلطنة من 25 دولة من مختلف دول العالم: «إن مشاركتنا في الملتقى متزامنة مع وجود أبطال العالم على أرض السلطنة، وكانت المشاركة عبارة عن تقديم عروض للطيران الشراعي لمختلف الدول المشاركة.

في حين تحدث الكابتن ميرسولاف من سلوفاكيا عن مشاركته في فعالية الطيران الشراعي قائلا: «نحن سعداء لمشاركتنا في هذا الملتقى الذي يقام في السلطنة، حيث المناظر الساحرة والمميزة، والتي تختلف كثيرا عن القارة الأوروبية، كما أنني سعيد جدًا لرؤيتي هذه الرمال الرائعة التي لا يمكن أن أراها في موطني وسط أوروبا،».

وقد قام فريق الطيران الشراعي من مختلف دول العالم بزيارة فعاليات وأركان القرية التراثية في ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي.

وعلى هامش فعاليات الملتقى أقيمت ندوة اقتصادية بعنوان «سياحة واقتصاد» بجامعة الشرقية بولاية إبراء، حيث ناقشت سُبل النهوض بالقطاع السياحي، والفرص والتحديات الاستثمارية بالقطاع السياحي، ولامست أوراق عمل التي طرحت واقع القطاع السياحي بالمحافظة، من شأنها تعزيز المشروعات السياحية والمقومات التي تتميز بها ولايات محافظة شمال الشرقية، والتي تتنوع بين الأودية والعيون المائية والمسارات الجبلية والكهوف والرمال وغيرها من المقومات التي تزخر بها المحافظة، كما تم استعراض المشروعات القائمة والفرص المتاحة للمستثمرين والمشروعات المستقبلية المدرجة على خططها.

السلطنة قبلة للزوار

وتحدث الإعلامي والشاعر الكويتي خالد المحسن المشرف على الفعاليات الثقافية والفنية قائلا: الحمد لله على النجاح الساحق الذي تحقق في ملتقى شمال الشرقية بسلطنة عمان الحبيبة وهذا ليس بغريب عليكم ومن خلال حضور ومتابعة الفعاليات المتنوعة أقول بوركت الجهود الخيرة وشكرا على التنظيم الرائع وعلى الحضور المتميز وعلى إحياء الموروثات التي أثلجت الصدر فعمان قبلة للزوار وموطن التراث والأصالة ودامت الأفراح في هذا البلد الطيب.