أفكار وآراء

شركات الاتصالات تبدي تفاؤلا بالمستقبل

08 ديسمبر 2018
08 ديسمبر 2018

العمانية: أبدت الشركات المشغلة لقطاع الاتصالات بالسلطنة تفاؤلا تجاه مستقبل القطاع والعائدات المتوقعة منه خلال السنوات المقبلة بعد أن حققت نتائج جيدة في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وأظهرت النتائج المالية غير المدققة للشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» والشركة العمانية القطرية للاتصالات «أُوريدو» أداء إيجابيا، فقد ارتفعت إيرادات مجموعة «عمانتل» في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 1.5 مليار ريال عماني متضمنة إيرادات مجموعة «زين» الكويتية التي تمتلك «عمانتل» حصة مسيطرة فيها تقدر بـ21.9 بالمائة مقابل إيرادات بلغت 406.7 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من عام 2017، غير أن إيرادات الشركة الأم تراجعت قليلا من 403.9 مليون ريال عماني إلى 401.2 مليون ريال عماني، وشهدت الأرباح الصافية لمجموعة عمانتل صعودا قويا لتبلغ 184.3 مليون ريال عماني مقابل 64.2 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، في حين سجلت الشركة الأم تراجعا في إيراداتها الصافية بنسبة 21.5 بالمائة لتبلغ 46.3 مليون ريال عماني مقابل 59 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي.

وصعدت إيرادات الشركة العمانية القطرية للاتصالات «أُوريدو» من 204.3 مليون ريال عماني إلى 211.9 مليون ريال عماني، وسجلت الأرباح الصافية نموا بنسبة 16 بالمائة لتبلغ 26.8 مليون ريال عماني مقابل 23.1 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي.

وتواجه شركات الاتصالات العديد من التحديات المحلية والعالمية من بينها المنافسة وزيادة التكاليف، وقالت «عمانتل»: إنها تعمل على تعزيز وضعها التنافسي في السوق مع مواصلة الاستثمار في توسعة الشبكة لمقابلة النمو في الطلب على البيانات وتطوير تجربة المشتركين.

وأضافت عمانتل: إن استراتيجيتها المتعلقة بناقل الحركة لمشغلي الاتصالات والتي هي جزء من منظومة تطوير خدمات الجملة ستمكنها من تقديم أفضل ربط لشركات الاتصالات العالمية، كما تقوم الشركة بجهود عديدة في مجال ترشيد المصروفات لتعويض الانخفاض في هوامش الربح.

وأوضحت في تقريرها إلى المساهمين أن استحواذ الشركة على حصة مجموعة «زين» سيمكنها من تنويع مصادر إيراداتها مما يساهم في إيجاد قيمة مضافة لمساهمي الشركتين، كما سيوفر فرصا لتحقيق التكامل بين الشركتين إضافة إلى إيجاد بنية قوية للمنافسة بفاعلية أكبر في السوق والتغلب على مخاطر التواجد في سوق وحيد وسيساهم في إيجاد خدمات وتسهيلات يستفيد منها المشتركون بالشركة خلال الفترة المقبلة.

وسجلت قاعدة المشتركين في عمانتل - غير شاملة مشتركي شركات إعادة البيع المرتبطة مع عمانتل - حتى سبتمبر الماضي تراجعا بنسبة 3.3 بالمائة لتبلغ 3.4 مليون مشترك مقابل 3.5 مليون مشترك في سبتمبر من عام 2017، وسجلت قاعدة المشتركين في «أوريدو» تراجعا أيضا لتنخفض من 3 ملايين مشترك إلى 2.9 مليون مشترك.

وقالت شركة «أوريدو»: إن هذا التراجع يعود إلى توحيد عروض حزمة الترحيب من قبل المشغلين بناء على توجيهات هيئة تنظيم الاتصالات، وأظهرت الأرقام التي نشرتها أوريدو زيادة في عدد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت بنسبة 28.8 بالمائة لتبلغ أكثر من 140 ألف مشترك مقابل 108 آلاف مشترك حتى سبتمبر 2017، كما زاد عدد المشتركين في الهاتف النقال آجل الدفع بنسبة 4.1 بالمائة ليبلغ حوالي 233 ألف مشترك مقابل تراجع عدد المشتركين في الهاتف النقال مسبق الدفع بنسبة 5.7 بالمائة ليبلغ 2.5 مليون مشترك.

وتقوم شركتا «عمانتل» و«أوريدو» منذ نحو عامين بتشجيع المشتركين في الخدمات آجلة الدفع على الاشتراك لفترات طويلة تصل إلى سنتين بهدف الاحتفاظ بزبائنهما لأطول فترة ممكنة في مواجهة حدة المنافسة بينهما.

وقالت «عمانتل»: إن حصة شبكتها من مشتركي الاتصالات المتنقلة شاملة شركات إعادة البيع تقدر بحوالي 58.2 بالمائة وبحصة إيرادات تبلغ 58.3 بالمائة، فيما تقدر حصة الشركة من المشتركين في خدمات الهاتف الثابت آجل ومسبق الدفع بنحو 74 بالمائة وبحصة إيرادات تقدر بنحو 81.9 بالمائة.

وقالت شركة «أُوريدو»: إن هدفها المتعلق بإثراء الحياة الرقمية للزبائن انعكس في النتائج المالية التي أظهرت نموا في الإيرادات وصافي الربح، مشيرة إلى أن هذا النمو تم تحقيقه من خلال الزيادة في إيرادات البيانات النقالة والثابتة والعروض والخدمات التي تقدمها الشركة في هذا المجال.

وأكدت الشركة في تقريرها التزامها بالاستمرار في الاستثمار في الشبكة، وقالت: إنها قامت بتوسيع نطاق تغطية شبكة الجيل الرابع لتغطي 94 بالمائة من السكان. وأظهرت إيرادات سوق الاتصالات في بداية العام الجاري نموا محدودا إلا أنها -بحسب تقرير عمانتل- شهدت منذ الربع الثالث من العام الجاري تباطؤا نتيجة لتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي وانخفاض القوة الشرائية.

وأكد التقرير أن هذه العوامل سوف تتأثر بشكل أكبر بسبب ازدياد المنافسة بين المشغلين الحاليين بالإضافة إلى تقديم ترخيص ثالث للاتصالات المتنقلة والنظام الجديد للنفاذ والربط البيني.

ورأى التقرير بوادر إيجابية نتيجة لاستقرار أسعار النفط والبيئة الاقتصادية، متوقعًا أن يؤدي هذان العنصران إلى نمو إيجابي في السوق على المدى المتوسط والطويل.

وشهدت القيمة السوقية لعمانتل حتى نوفمبر الماضي تراجعا بـ279.7 مليون ريال عماني لتبلغ 624 مليون ريال عماني بعد أن هبط سعر السهم من ريال و205 بيسات في نهاية ديسمبر 2017 إلى 832 بيسة بنهاية نوفمبر الماضي، في حين ارتفعت القيمة السوقية لأُوريدو بـ27.3 مليون ريال عماني مرتفعة إلى 369.7 مليون ريال عماني وارتفع سهم الشركة بمقدار 42 بيسة إلى 568 بيسة.

وتوقعت عمانتل في تقريرها استمرار الضغوطات على الأسواق التقليدية في خدمات الاتصالات نتيجة لتوسع الخدمات التي تقدمها شركات توفير المحتوى (OTT) على مستوى العالم والسلطنة، وبصفة خاصة ارتفاع استخدام البيانات في وسائل التواصل الاجتماعي وتدفق المحتوى.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن هذا التوسع يوفر فرصا للنمو إلا أنه يفرض تحديات على المشغلين في السلطنة.

وتابع قائلا: يؤدي النمو في استهلاك البيانات في كل من الخدمات الثابتة والمتنقلة إلى زيادة الطلب على خدمات النطاق العريض التي توفر فرصا لنمو الإيرادات، وفي الوقت نفسه إن انتشار توفر الخدمات المجانية وسيطرة شركات توفير المحتوى مع القدرة على الاستفادة من قاعدة الزبائن بالرغم من أنهم يخضعون لأنظمة محلية محددة يجعل من الصعب على شركات الاتصالات المحلية المنافسة على الخدمات ذات القيمة المضافة، إضافة إلى أن بناء البنية الأساسية اللازمة لدعم هذا الطلب لا يزال يشكل عبئا كبيرا على المشغلين مما يشكل ضغطا كبيرا على مستويات هوامش الربح.