1065220
1065220
الاقتصادية

استراتيجية وقائية للسيطرة على الأمراض الوبائية والمعدية ترتكز على عمليات التحصين

07 ديسمبر 2018
07 ديسمبر 2018

أكثر من 648 ألف رأس حجم الماشية في محافظة ظفار -

يتركز بمحافظة ظفار ثاني أكبر تعداد للثروة الحيوانية بالسلطنة، حيث يصل الإجمالي إلى 648073 رأسا من الحيوانات المختلفة حسب التعداد الزراعي 2012/‏‏2013 ،هناك 146136 رأسا من الإبل و208164 رأسا من الأبقار، و279241 رأسا من الماعز، بالإضافة إلى 14532 رأسا من الضأن.

وتتوزع الثروة الحيوانية على ثلاث مناطق مختلفة هي المنطقة السهلية الساحلية، والمنطقة الجبلية، والمنطقة الصحراوية... وفي هذا الصدد سنحاول أن نلقي الضوء على كافة تفاصيل القطاع الحيواني بالمحافظة وما يشكله من أهمية وكذلك طرق تحصين هذه الثروة من الأمراض، حيث يتطرق المهندس عامر بن حميد بن خصيب الشبلي مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار إلى الكثير من تفاصيل هذا القطاع.

في البداية يقول: تتعرض الثروة الحيوانية الكبيرة مع الظروف البيئية والمناخية إلى الإصابة بالعديد من الأمراض سواء كانت أمراضا مستوطنة أو دخيلة من الدول الخارجية كون محافظة ظفار من المحافظات الحدودية المعرضة لدخول الأمراض المختلفة من الدول الخارجية.

والأمراض الحيوانية تتميز بقدرتها على الانتشار السريع في وقت قصير وهناك أمراض صعبة وتحتاج لوقت لعلاجها حتى تتم السيطرة عليها في حالة حدوثها. خاصة مع وجود نظام تربية الرعي المفتوح المنتشر بالمحافظة نتيجة توفر المراعي الخضراء خصوصا بعد فصل الخريف الأمر الذي يزيد من سرعة انتشار الأمراض في حالة ظهورها.

استراتيجية وقائية قوية

واكد الشبلي: أن عمل استراتيجية وقائية قوية لمنع انتشارها والحد من خطورتها هي الطريقة المثلى للسيطرة على هذه الأمراض.

ومن أهم مفاخر الطب في العصر الحديث اكتشاف إمكانية وقاية الإنسان والحيوان من الأمراض المعدية خاصة الوبائية منها عن طريق استخدام اللقاحات والأمصال، ويعتبر مرض الطاعون البقري أول مرض حيواني يتم استئصاله باستخدام برامج التحصين المكثف.

وعن عملية التحصين قال إنها من أهم الركائز التي ترتكز عليها هذه الاستراتيجية الوقائية للسيطرة على الأمراض الوبائية والمعدية. ومن هنا جاءت فكرة تبني الوزارة للمشروع الوطني لتحصين الثروة الحيوانية على مستوى السلطنة وتتم آلية العمل بالمشروع كالآتي:

1- يتم عمل برنامج تحصين موضحا فيه الأمراض التي يتم التحصين ضدها وعدد الزيارات والأعداد المستهدفة للتحصين في كل ولاية.

2- يتم تحديد الاحتياجات اللوجستية للمشروع من سيارات وحلبات تحصين وبترول إلى آخره..

3- يتم تحديد الكوادر المطلوبة لفرق التحصين من أطباء وفنيين بيطريين وعمال.

4- يتم تحديد الكميات المطلوبة من اللقاحات ومستلزمات التحصين.

5-يتم تأهيل المختبر البيطري بالأدوات المطلوبة للقيام بأعمال التشخيص الخاصة بالأمراض المنتشرة ومتابعة الحالات المريضة التي قد تظهر بين الفينة والأخرى.

70 % من التحصين والحماية

وأوضح مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار، أن المشروع الوطني لتحصين الثروة الحيوانية الذي يهدف إلى فرض سيطرة قوية على الأمراض المعدية والوبائية المستوطنة والدخيلة بالثروة الحيوانية وقد بدأ مشروع تحصين الثروة الحيوانية ضد الأمراض المعدية في عام 1982م وتم تنفيذه بعدة مراحل ومن أهدافه رفع نسبة التحصين للوصول إلى ما نسبته 70% على أقل تقدير من قطعان الثروة الحيوانية وحمايتها من خلال السيطرة على بعض الأمراض المعدية والفتاكة وحماية الإنسان من بعض الأمراض المشتركة المستوطنة بالسلطنة علاوة على نشر ثقافة الوقاية لدى المربين نحو وقاية حيواناتهم من الأمراض سريعة الانتشار كما أن هذا المشروع يهدف إلى تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في مجال الثروة الحيوانية بالسلطنة مما يؤدي إلى زيادة المنتجات الحيوانية من لحوم وألبان وحليب وتقليل استيراد هذه المواد وتفادي مشاكل الاستيراد بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة للشباب.

17 فريق تحصين

ويتم تنفيذ عملية التحصين عن طريق فرق التحصين الموزعة بالعيادات البيطرية. كل فريق مكون من (طبيب بيطري +فني بيطري +2 عمال) وقد تم تشكيل 17 فريق تحصين على مستوى المحافظة موزعة في ولاية صلالة 7وولاية طاقة 2

وولاية مرباط 2 وولاية ثمريت 2 وولاية ضلكوت 1 وولاية رخيوت1 وولاية شليم 1 وولاية سدح1.

وعن نوع الأمراض التي يتم التحصين ضدها قال: يتم تحصين الأغنام سنويا ضد الأمراض: (التسمم المعوي والطاعون والجدري والحمى القلاعية والبروسيلا للمواليد)

ويتم تحصين الأبقار سنويا ضد الأمراض الأتية: (التسمم البخصي والحمى القلاعية والبروسيلا للمواليد)

كما يتم التحصين ضد مرض الالتهاب الجلدي العقدي في الأبقار في حالة ظهور بؤر وبائية بطريقة التحصين الحلقي والتحصين ضد السعار في الإبل وباقي الحيوانات بطريقة التحصين الحلقي في حالة ظهور بؤر وبائية. وقد بلغ عدد الحيوانات المحصنة خلال العام الماضي 169308 رؤوس.

وأشار قائلا: بالإضافة إلى التحصين لا ننسى دور العيادات البيطرية حيث تقوم بتقديم الخدمات العلاجية والإرشادية للمربين عن طريق الكوادر الفنية من الأطباء والفنيين البيطريين بشكل يومي من خلال المستشفى البيطري بصلالة إلى جانب 13 عيادة بيطرية و5 عيادات متنقلة منتشرة في ولايات المحافظة وتوضح البيانات معالجة 336709 رؤوس في عام 2017م .

الجلد العقدي في الأبقار

وتحدث عن التهاب الجلد العقدي في الأبقار حيث ظهرت الإصابة به في الأبقار منتصف شهر أغسطس 2018 تقريبا في منطقة حفوف بنيابة زيك بولاية صلالة ومنطقة شيحيت بنيابة مدينة الحق بولاية طاقة، وتشير الإحصائيات إلى أن تعداد الأبقار بمناطق الإصابة يبلغ (134507) رؤوس بحسب تعداد 2012/‏‏2013 وعدد الحيوانات المصابة التي تم رصدها (1952) رأسا.

وقال: إن التهاب الجلد العقدي في الأبقار هو مرض يصيب الأبقار بشكل أساسي وهو مرض جلدي فيروسي معد تنتقل الإصابة عن طريق لدغ الحشرات (الناموس والذباب والقراد، وغيرها) مسببا حمى شديده، وظهور عقد جلدية على معظم جسم الحيوان، التهاب الأوعية الليمفاوية، وورم في الأرجل ومقدمة الصدر

وقال: قامت المديرية بالتعامل الفوري مع الحالة حيث تم إعداد (10 فرق) بصورة عاجلة لمكافحة المرض (6) فرق بدائرة صلالة و(4) فرق بدائرة طاقة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للحد من انتشار الإصابة كما تم عمل حملات توعوية للمربين لضرورة عزل الحيوانات المصابة والتعريف بكيفية التعامل مع المرض والتحصين حول بؤر الإصابة بطريقة التحصين الحلقي وتم خلال الحملة تحصين (6430 ) رأسا من الأبقار وقد صاحب ذلك عمل حملات علاجية لجميع بؤر الإصابة بالمرض تم خلالها تقديم الخدمات العلاجية لـ(1827 رأسا من الأبقار تقريبا وما زالت المتابعة المستمرة والتواصل مع المربين في أماكن الإصابة لرصد أي مستجدات في الحالات النافقة وحالات الإصابة الجديدة.

توفر الأدوية البيطرية

أما فيما يخص الأدوية البيطرية فقال: متوفرة وبكميات كبيرة وكافية من جميع الأصناف بالمخزن الرئيسي بالمديرية يتم صرفها بصورة شهرية للعيادات البيطرية بكميات كافية حسب تعداد الثروة الحيوانية ونوع الحيوان والحالة الوبائية بكل منطقة. وتتم متابعة كفاءة الأدوية ومتابعة نتائجها باستمرار مع العلم بان جميع الأصناف الموجودة حاليا ذات كفاءة عالية ولا توجد عليها أي ملاحظات. بالإضافة إلى توفر بدائل مختلفة لجميع المجموعات الدوائية المختلفة حيث تتوفر أنواع مختلفة من مضادات الطفيليات الداخلية والخارجية سواء رش أو تقطير أو حقن أو شرب. كذلك توجد بدائل متعددة للمضادات الحيوية للتغلب على المقاومة الجرثومية للمضادات الحيوية. أيضا هناك أنواع مختلفة من مضادات الالتهاب وخافضات الحرارة وغيرها من الأدوية المهمة والضرورية للاستخدام البيطري.

واختتم حديثه قائلا : هنا نهيب بالإخوة مربي الماشية التعاون مع فرق التحصين والتعاون مع الكادر البيطري في اتباع الطرق الصحيحة للاستفادة المثلى من الأدوية وطرق التربية الصحيحة للماشية وهذا الأمر سوف يكون أثرا طيبا في الحفاظ على الثروة الحيوانية والصحة العامة للإنسان.