العرب والعالم

عون يلمح إلى الرجوع لـ«النواب» وفرنسا تحذر من خسارة المساعدات الدولية

07 ديسمبر 2018
07 ديسمبر 2018

مع استمرار عدم تشكيل الحكومة اللبنانية -

بيروت - عمان - حسين عبدالله - (أ ف ب):-

حذرت فرنسا أمس من أن لبنان قد يخسر مساعدات واستثمارات بمليارات الدولارات تشكل حاجة ماسة للاقتصاد المتداعي، ويشهد تراجعاً في زخم الدعم الدولي له، في حال تطلّب تشكيل حكومة جديدة وقتاً أطول.ومنذ أكثر من ستة أشهر، لم تثمر جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في تأليف حكومة جديدة، في خطوة يحتاج إليها لبنان للاستفادة من قروض ومنح تعهّد المجتمع الدولي تقديمها دعماً لاقتصاده في مؤتمرات دولية، أبرزها مؤتمر سيدر الذي استضافته باريس في أبريل.

وقال السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه في مؤتمر صحفي عقده على متن فرقاطة فرنسية توقفت في بيروت امس «نأسف بشدة لأنّ أصدقاءنا اللبنانيين غير قادرين على الاتفاق على (تأليف) حكومة».

ويعوق التأخير في تشكيل الحكومة تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى، لا سيما تلك التي أقرّها مؤتمر سيدر بقيمة تفوق 11 مليار دولار.

وحذر فوشيه من أن «عدم وجود حكومة في لبنان يعني المخاطرة بفقدان الزخم الذي أوجده المجتمع الدولي»، مضيفاً «سيكون من المؤسف حقاً أن يفقد لبنان الفوائد» التي جناها «جراء التضامن الذي تمكّن من حشده، لكونه غير قادر على تأليف حكومة».

وأضاف «في لحظة ما، فإنّ الشركات التي تبحث عن الاستثمارات.. قد تجد فرصاً في مكان آخر» لافتاً الى أنّ «هناك دولاً أخرى قد تحتاج الى مساعدة دوليّة».

ولطالما كان تشكيل الحكومة مهمّة صعبة، إلا أن التأخر في التأليف هذه المرة يثير مخاوف جديّة من تدهور الوضع الاقتصادي المتردّي أساساً.

وأفاد مكتب الحريري الإعلامي امس، في بيان نسبه الى مصدر بارز قريب منه، أن رئيس الحكومة المكلف هو «أول المتضررين من هدر الوقت ومن تأخير تأليف الحكومة لمعرفته بأن حكومة تصريف الأعمال ليست الجهة المخولة ولن تكون الجهة القادرة على معالجة المشكلات الاقتصادية والإدارية والإنمائية المستعصية».

وأضاف «نجح الرئيس سعد الحريري في حشد الأصدقاء والأشقاء على المشاركة في مؤتمر سيدر، وهو مؤتمن على حماية النتائج التي انتهى إليها».

وتصطدم جهود الحريري في تأليف حكومة جديدة منذ أسابيع باشتراط حزب الله، أبرز خصومه السياسيين، تمثيل ستة نواب سنّة معارضين للحريري، في الحكومة بوزير، الأمر الذي يرفضه الأخير.

واتهم الحريري، الشهر الماضي، حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة، في حين أكد الحزب أنّه لن يسير بأي صيغة لا تتضمّن تمثيل هؤلاء النواب.

وفي لبنان البلد الصغير ذي التركيبة الهشّة، لا يمكن تشكيل حكومة من دون توافق القوى الكبرى، إذ يقوم النظام السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف والأحزاب.

وكان المكتب الاعلامي للرئيس اللبناني ميشال عون ذكر امس في بيان أنّ «حق تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة منحه الدستور الى النواب من خلال الاستشارات النيابيّة الملزمة».

ورأى أنّه «اذا ما استمر تعثّر تشكيل هذه الحكومة، فمن الطبيعي أن يضع فخامة الرئيس هذا الأمر في عهدة مجلس النواب ليُبنى على الشيء مقتضاه».

وفي موضوع آخر، قدم لبنان إلى الأمم المتحدة شكوى ضد إسرائيل على خلفية الحملة التي تقوم بها ضد لبنان. والشكوى التي وجهتها مندوبة ​لبنان​ لدى ​الأمم المتحدة​ في نيويورك السفيرة ​آمال مدللي​، بناء على طلب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، ضد ​إسرائيل​، تأتي في ظل ما تقوم به من حملة دبلوماسية وسياسية ضد لبنان وتعدّيها على شبكة الاتصالات عبر خرق شبكة الهاتف اللبنانية وإرسال رسائل مسجلة إلى أهالي بلدة ​كفركلا​ اللبنانية المدنيين تحذرهم فيها من تفجيرات سوف تطال الأراضي اللبنانية وتعريض حياتهم للخطر.وقد وجهت مدللي في هذا الصدد رسالتين الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​، ورئيس ​مجلس الأمن الدولي​ سفير الكوت ديفوار، كاكو هوادجا تيون أدوم.من جهته، أكد المتحدث باسم رئيس وزراء إسرائيل أوفير غيندلمان أن «عملية «درع ​الشمال​« ستستمر حتى تدمير أنفاق ​حزب الله​ بالكامل، في حين أعلن ​الجيش الإسرائيلي​ عن العثور على نفق جديد غربي الجليل»، مشيراً إلى أن هذه الأنفاق تشكل تهديدا على أمن إسرائيل ومواطنيها».واعتبر أن «الهدف من الأنفاق هو إدخال المئات من الإرهابيين إلى شمال إسرائيل وتطويق عدة بلدات وذبح مواطنينا في منازلهم»، مشيراً إلى أن «حزب الله» قام على مدى سنوات بحفر هذه الأنفاق الهجومية وصرف مئات الملايين من الدولارات وهو يعتبرها سلاحا استراتيجيا لاحتلال الجليل».