1067123
1067123
المنوعات

بعد اكتشاف أثري غير مسبوق.. هل تصبح الجزائر مهد الإنسانية؟

07 ديسمبر 2018
07 ديسمبر 2018

الجزائر، الأناضول: قبل أيام تم الإعلان عن اكتشاف أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات في الجزائر يعود عمرها إلى 2.4 مليون سنة.

وهو ما خلف تساؤلات بشأن كون الجزائر مهدًا للإنسانية إلى جانب موقع «غونا» في إثيوبيا، وهي فرضية يؤيدها خبراء تحدثت إليهم الأناضول. وأعلن باحثون أثريون من الجزائر وأستراليا وإسبانيا وفرنسا، اكتشاف أدوات وأحجار مصقولة وبقايا عظام حيوانات عمرها مليونان و400 ألف عام.

فريق البحث، بإشراف الجزائري محمد سحنوني، كشف أنّ ثاني أقدم وجود بشري في العالم هو بموقع عين بوشريط في منطقة عين الحنش بولاية سطيف شرقي الجزائر.

وقال فريق البحث: إنّ عمر الأدوات الحجرية وبقايا عظام الحيوانات المكتشفة يبلغ مليونين وأربعمائة ألف سنة، بحسب دراسة نشرتها مجلة «science» العلمية الأمريكية.

وتتمثل الأدوات في حصى مهيأة وكرويات ونويات ومكاشط وشظايا ذات حواف حادة استخدمت في تقطيع الكتل الحيوانية تشبه الأدوات الحجرية المكتشفة في موقع «غونا» بإثيوبيا. كما تم اكتشاف هياكل حيوانات منقرضة في المنطقة مثل الفيلة وفرس النهر وحيد القرن والزرافات.

وتفيد الدراسة بأنّ هذا الموقع يمثل أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا، وثاني أقدم تواجد بشري في العالم بعد موقع «غونا» الإثيوبي (مليونان و600 ألف سنة).

على «تويتر»، غرد وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، بقوله: «ابتداء من اليوم سيؤرخ التاريخ بـ2.4 مليون سنة للوجود البشري بشمال إفريقيا. وما زال البحث متواصلا».

وكتب الوزير في تغريدة سابقة: «إنجاز علمي تاريخي حققه فريق بحث جزائري معزز بباحثين من إسبانيا وفرنسا وأستراليا».

وقال: «أثبتت الحفريات التي أجريت بموقع عين بوشريط أن الوجود البشري في شمال إفريقيا يعود إلى 2.4 مليون سنة، بعد موقع غونا الإثيوبي، الذي يعود إلى 2.6 مليون سنة».

وأثار الاكتشاف تساؤلات حول إمكانية أن تكون الجزائر مهدًا للإنسانية، بعد شرق إفريقيا وتحديدًا موقع «غونا»، أو مع البحوث القادمة تكون هي المهد الأول للإنسانية، وليس الثاني.

وقال دراجي عبد القادر، عضو فريق البحث صاحب الاكتشاف، أنّ «كل الأبحاث حول ما يسمى بالاستقرار الأول للإنسان، الذي كان متمركزًا في إفريقيا الشرقية والجنوبية، جعلت الباحثين يعتقدون أنّ الإنسان عمّر منطقة شمال إفريقيا في وقت متأخر، أي قبل قرابة 600 أو 700 ألف سنة».

وأضاف للأناضول: «منذ 30 سنة حاولنا تطبيق مناهج البحث الجديدة في الحفريات المتواصلة، وهو ما قادنا إلى معرفة الجوانب الثقافية والبيئية والنباتية والحيوانية في هذا الموقع».

وأردف: «استخدمنا المناهج الجيولوجية ومناهج لتدقيق هذه التواريخ الموجودة على مستويين أساسيين في عين بوشريط، وهي 2.4 و1.9 مليون سنة». وزاد عبد القادر بأنه «بفضل هذه التواريخ ثبت العكس، بمعنى أنّ منطقة الجزائر وشمال إفريقيا عمّرت في فترة معاصرة لمنطقة غونا، وهو أقدم موقع بحوالي 2.6 مليون سنة».

واستطرد: الاكتشاف الأخير بالجزائر دليل على وجود مجموعة بشرية عمّرت المكان في تلك الفترة عكس ما هو متداول قديمًا».

ومضى قائلًا: إنه «ممكن جدًا في الأبحاث الجارية والقادمة اكتشاف مستويات أقدم من 2.4 مليون سنة». وأوضح أنّ مشروع البحث حول «أقدم تعمير بشري في شمال إفريقيا بدأ عام 1993، تحت إشراف الجزائري محمد سحنوني، وبمشاركة باحثين وعلماء آثار من فرنسا وإسبانيا وأستراليا ودول أخرى وطلبة جزائريين». فيما قالت الدكتورة والباحثة في الآثار فايزة مرياش: إنّ «الاكتشافات الأخيرة في سطيف تم التوصل إليها قبل أكثر من 3 سنوات، وليس يوم الإعلان عنها عبر نشر الدراسة».

وأضافت مرياش للأناضول: «يمكن القول: إن موقع عين بوشريط هو أقدم مهد للبشرية في شمال إفريقيا».

وتابعت إن «الاكتشافات بدأ العمل عليها منذ 1993، تحت قيادة محمد سحنوني ودراجي عبد القادر وأساتذة وباحثين وطلبة معهد الآثار والمركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ». وأوضحت أنّ «هذه الحفرية تعدّ ثمرة عمل امتد لقرابة ربع قرن، لكن النتائج الأولية ظهرت في 2015 بعد اكتشاف قطع من هياكل حيوانات كانت تعيش في عين بوشريط».

وأردفت مرياش أنّه «تم العثور في عين بوشريط، عام 2014، على بقايا تمساح وحيوانات عظمية عليها آثار القطع، وشظايا حجرية وأدوات أخرى». وبينت أنّ عملية التأريخ للموقع أعطت 2.4 مليون سنة، وهذه النتيجة قدمت في 2015، وفي 2016 عرضت هذه البقايا المكتشفة في المتحف الوطني «الباردو» بالعاصمة الجزائر. وشددت على أنّه بـ2.4 مليون سنة التي أعلن عنها تستحق الجزائر فعلًا أن تكون مهدًا للإنسانية، بعد موقع «غونا» الإثيوبي.

ورجحت أنّ الدراسات في هذه المنطقة الجزائرية بكل مواقعها ستعطي في المستقبل نتائج تجعلها أقدم بكثير من 2.4 مليون سنة، لتصبح الجزائر المهد الأول للإنسانية.