العرب والعالم

تقرير :بعد عام على قرار ترامب .. الحسيني: التغيير بالقدس خطير وهائل

06 ديسمبر 2018
06 ديسمبر 2018

القدس - الأناضول: مع مرور عام على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يرى عدنان الحسيني، وزير شؤون القدس، أن التغيير الذي حدث، كان «كبيرا وهائلا على الصعيد السياسي الدولي والميداني في المدينة».

وقال الحسيني الذي يشغل أيضا منصب، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حوار خاص مع وكالة الأناضول في مكتبه في ضاحية البريد (شمال القدس): إن الخطوة الأمريكية، شككت في «وجود شرعية دولية ومجتمع دولي وعدالة وحقوق إنسان».

وأضاف: «ترامب غيّر كل هذه الملامح، ودمّر كل الموازين التي كانت تسير عليها الأمور قبل هذا القرار».

واعترف ترامب في السادس من ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبعد 5 أشهر من هذا القرار، نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ورد الفلسطينيون الذين شعروا بالغضب من القرار بوقف الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية.

ويقول الوزير الفلسطيني: «من ناحيتنا فإن العالم كله يتعاطف مع قضيتنا ويحاول المساعدة في إنجاح (خيار) حل الدولتين؛ لأنه في هذه اللحظة لا يوجد حل آخر، ومع عدا ذلك فإنه لن تكون هناك حلول سعيدة لأحد، وإنما سيعني تعليق الأمور وهو ما يحمل في طياته مخاطر كبيرة».

وقال الحسيني: «ترامب وعد بالحل من خلال صفقة القرن، وسادت توقعات بأنه يريد فعلا الحل، ولكن في نهاية الأمر فإنها لم تكن صفقة وإنما صفعة، ولم نرَ الصفقة حتى الآن».

وأضاف: «هذه الصفعة أنهت كل شيء، فلم يعد بالإمكان انتظار أي صفقة، فهو لم يقل شيئا عن الاستيطان، رغم أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تقول: إن الاستيطان غير قانوني».

وصفقة القرن، مصطلح إعلامي، يقصد به خطة التسوية السياسية في الشرق الأوسط التي ينوي الرئيس الأمريكي إطلاقها، وقالت تسريبات إعلامية غربية وإسرائيلية: إنها تحمل إجحافا كبيرا بالحقوق الفلسطينية.

وأضاف الحسيني: «العالم كله يقول: إن الاستيطان غير قانوني، ولكن سفيره (الأمريكي ديفيد فريدمان) في إسرائيل لا يرى مشكلة في الاستيطان، إن قضيتنا هي قضية أرض وإنسان، وإذا ما ذهبت الأرض بالاستيطان فكيف ستحل القضية؟».

وتابع: «كما أنه (ترامب) بنقل سفارته من تل أبيب إلى القدس، فإنه من الواضح أنه يحارب العالم الإسلامي والعالم العربي بشكل فاضح وغير مسبوق، لقد مر على الولايات المتحدة 42 رئيسا من قبله، ولم يقدم أي منهم على هذا القرار، وبالتالي فإن القرار ينم عن عدم حكمة وعدم دراية سياسية».

ولكن الحسيني استدرك: «الفلسطينيون لن يستسلموا وأعلنوا أنهم لا يعترفون بكل هذه الصفعات، وتقريبا تم قطع العلاقة مع أمريكا بشكل كامل، فأمريكا كانت تقدم دعما كبيرا، حوالي 840 مليون دولار سنويا، للفلسطينيين والآن لا تقدم شيئا ولا أحد حزين على ذلك، لأنه لا يمكن مقايضة حقوقنا ومبادئنا وثوابتنا بالمال».

تغييرات على الأرض

ورأى الحسيني أن التغيرات لم تقتصر على الساحة السياسية والدولية، وإنما أيضا على صعيد العلاقة السياسية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك التصعيد الإسرائيلي في القدس.

وقال: «بموازاة التغييرات الكبيرة للقرار على مستوى العالم، فهناك أيضا بما لا يقل خطورة تغوّل حكومة إسرائيل اليمينية ضد الفلسطينيين، فهي ألغت كل شيء، ولا تذكر الدولة الفلسطينية على الإطلاق، ولا تشير نهائيا إلى قضية الشعب الفلسطيني».

وأضاف: «هناك إجراءات واضحة في القدس تحديدا تنكر حقوق الجميع بما فيها اعتقالات وهدم ومشاريع تهويدية، وقد تغوّلت إسرائيل ضدنا استنادا إلى المواقف الأمريكية».

وتابع: «هناك تغييرات كثيرة وأمور كثيرة أوصلتنا كفلسطينيين إلى قرار بأنه من أجل الحفاظ على ثوابتنا، علينا أن نعيد النظر في علاقتنا مع إسرائيل كما أعدناها مع أمريكا، وأن نقوم أيضا بتقوية أوضاعنا سواء في الداخل أو الخارج، من أجل أن نقاوم هذه السياسات الجائرة حتى نتمكن من الحفاظ على وجودنا وأعتقد أن لدينا القدرة على مواجهة كل هذه الأمور».

ولكن الحسيني تابع: «موقفنا واضح، وهو دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإذا لم يحصل ذلك فنرى أننا نسير باتجاه ما هو سيئ للجميع بما في ذلك الإسرائيليون، ولن يخرج أحد من هذا الوضع الذي سيكون معقدا جدا».

الوضع في المسجد الأقصى خطير

واعتبر الحسيني أن القرار الأمريكي زاد من خطورة الأوضاع في المسجد الأقصى.

وقال: «بدأت إسرائيل بمحاولة التدخل بعمق في المكان، وبدأت بوضع قوانين من طرفها لصالح المستوطنين».

وأضاف: «أصبحوا يطالبون بالحق في الصلاة، والبعض الآخر يقول: إن المكان لهم وإنه ليس للمسلمين، وبالتالي فإن اللهجة تغيرت، وهذا ينم عن أن هناك سياسة جديدة، لأن من يقول هذا الكلام ليس رجل الشارع اليهودي وإنما المسؤولين والوزراء». وأكمل: «الأمور واحة، فهناك استهداف للمكان (المسجد الأقصى) ويحاولون الوصول لهدفهم دون أن تكون هناك ردة فعل قوية».

وتابع الحسيني: «الوضع خطير وهناك استهداف للمسجد واستهدافات لمواقع جغرافية محددة خاصة المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى ومقبرة الرحمة»، وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تريد السيطرة على المسجد الأقصى بشكل كامل، قال الحسيني: «بالتأكيد هذا هو تخطيطهم، وهذه هي محاولاتهم الواضحة من تصرفاتهم، ولكن هل هذا الشيء سيحصل؟ أنا أقول: إنه لن يحصل؛ لأن الناس لن تقبل بهذا الشيء؛ فهذا المسجد يمثل عقيدة».

وأضاف: «كل الانتفاضات التي حصلت في فلسطين منذ عشرينات القرن الماضي حصلت بسبب هذا المكان، وبالتالي فليس من السهل أن يصلوا إلى ما يريدون رغم أنهم الآن في وضع قوي، وبالرغم من دعم أمريكا لهم، وبالرغم من نفاق العالم بشأن قضيتنا الفلسطينية، ومع وضعنا العربي والإسلامي المنهار».

وتقول دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن جماعات المستوطنين الإسرائيليين صعدوا من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري.

أبو ديس بلدة وليست عاصمة

ورفض الحسيني الطرح الداعي لأن تكون بلدة أبو ديس، عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، مشددا على أن العاصمة هي القدس القديمة ومحيطها.

وقال الحسيني: «يجب أن يكون المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في مركز العاصمة، وإلا فإنها لن تكون عاصمة، وبالتالي فبالنسبة لنا فإن حدودنا معروفة، أما أبو ديس فهي بلدة فلسطينية نعتز بها ونحبها، ولكن كل شيء له ترتيباته، فالقدس هي البلدة القديمة بأسوارها والقدس ليست فقط حجارة، وإنما تاريخ وتراث وعقيدة ووطن وبوابة الأرض للسماء». وكانت تقارير صحفية عديدة، قد ذكرت أن «صفقة القرن» التي تعدها إدارة الرئيس ترامب، تشتمل على جعل هذه القرية عاصمة لدولة فلسطين، بديلا عن القدس.