loay
loay
العرب والعالم

الفرقاء اليمنيون يستعدون لمحادثات سلام في السويد واتفاق لتبادل آلاف الأسرى

04 ديسمبر 2018
04 ديسمبر 2018

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد-(وكالات):-

من المتوقع أن تجتمع الأطراف المتحاربة في السويد في بحلول اليوم على أسرع تقدير لبحث إطار عام للسلام يشمل إجراءات لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية.

ولم تعلن وزارة الخارجية السويدية بعد مكان عقد المحادثات التي ستتركز على اتفاق بشأن إعادة فتح مطار صنعاء وتأمين صفقة لتبادل السجناء ووقف إطلاق النار في الحديدة التي تمثل شريان حياة للملايين التي أصبحت محور الحرب الآن.

وسيكون ذلك بمثابة أساس لهدنة أشمل تتضمن وقف ضربات التحالف الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين والهجمات الصاروخية.

وغادر وفد جماعة «أنصار الله» صنعاء أمس للمشاركة في محادثات السويد التي تنظمها الأمم المتحدة حول حل النزاع في اليمن، وفق ما ذكر مصدر ملاحي في مطار صنعاء لوكالة فرانس برس.

ويرافق الوفد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بحسب المصدر ذاته. وتأتي مغادرة الوفد بعد الإعلان عن توقيع اتفاق بين الحكومة و«أنصارالله» لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، وبعد يوم على إجلاء 50 جريحا من «أنصار الله» إلى العاصمة مسقط.ولم يحدد بعد موعد رسمي للمحادثات.

وأكد المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام في تغريدة على «تويتر» أن الوفد غادر على متن طائرة كويتية.

وقال: «لن ندخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب وفك الحصار»، مضيفا: «أيدينا ممدودة للسلام».

وكان مسؤول في الرئاسة اليمنية في الرياض طلب عدم الكشف عن اسمه أكد في وقت سابق أن الوفد الحكومي «جاهز، ولكنه لن يتوجه إلى السويد إلا بعد التأكد من وصول» وفد «أنصار الله» إلى السويد.

وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين «أنصار الله» والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق للتشارك في السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن «أنصار الله» عالقين في السلطنة لثلاثة أشهر.

وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعمًا للحكومة المعترف بها بعد سيطرة أنصار الله الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان اليمن.

ووقعت الحكومة اليمنية اتفاقا مع جماعة «أنصار الله» لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، قبيل بدء محادثات سلام مرتقبة في السويد، بحسب ما ذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس. وقال هادي هيج، مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من «أنصار الله».

ورأت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ميريلا حديب أن «هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الثقة بين المجتمعات اليمنية»، مشيرة إلى أن اللجنة ستشرف وتسهل عملية التبادل بين الطرفين.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أعلن في 16 نوفمبر الماضي أمام مجلس الأمن الدولي أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريبا، وذلك في إطار الإجراءات التي تعزز الثقة بين الطرفين استعدادا للمحادثات.

وأكد «رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» لدى جماعة «أنصارالله» عبدالقادر المرتضى حصول الاتفاق، معربا عن أمله في أن يتم تنفيذ الاتفاق «بكل سلاسة».

وبحسب هيج، فإن بين المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي وشقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأوضح هيج أن تطبيق الاتفاق سيتم بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد قريبا.

إنسانيا:أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الأزمة الإنسانية في اليمن، الأسوأ في العالم، ستتفاقم في 2019 محذرة من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.

ويأتي ذلك فيما نشر مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة تقديراته لاحتياجات العام المقبل.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك للصحفيين في جنيف: «إن البلد الذي سيعاني من المشكلة الأكبر في 2019 سيكون اليمن».

وقال إنه في 2017 كانت الأمم المتحدة تقدم مساعدات غذائية لثلاثة ملايين شخص شهريا.

وأضاف: إن هذا العدد ارتفع إلى ثمانية ملايين شهريا هذا العام، ومن المتوقع أن يصل إلى 12 مليونا في 2019.

وتدهور الوضع في الأشهر القليلة الماضية بسبب انهيار الاقتصاد وتصاعد أعمال العنف في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون، ذات الموقع الاستراتيجي المهم لاستيراد المواد الغذائية وسلع أخرى رئيسية. وقال لوكوك: إن الأمم المتحدة تسعى للحصول على 4 مليارات دولار (3.5 مليار يورو) لمساعدة اليمنيين المحتاجين في العام المقبل.

وفي الإجمال، سيكون 24 مليون شخص في اليمن -يمثلون تقريبا 75 بالمائة من عدد السكان- بحاجة لمساعدة إنسانية في 2019.

ولفت لوكوك إلى أن الحكومة ستحتاج أيضا إلى دعم إضافي للموازنة من دول أخرى لدفع الرواتب ومعاشات التقاعد لحصر حجم المعاناة.

غير أن لوكوك أكد على أن الآفاق المستقبلية لليمن يمكن أن تتحسن في حال إحراز تقدم في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والمقرر أن تبدأ في السويد الشهر الحالي.