oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية

03 ديسمبر 2018
03 ديسمبر 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأن فصل المدرسة، في مراحل التعليم المختلفة، وغرف ومدرجات الدراسة في الجامعات والكليات الجامعية، على اختلاف تخصصاتها، ستظل في الواقع الحاضنة الأولى لبناء شخصية المواطن العماني. وبالتأكيد تلعب الأسرة دورا شديد الأهمية في حياة أبنائها، وتلقينهم الأسس والمبادئ والقيم العمانية الأصيلة، والتي لا تزال مستمرةً حتى الآن، غير أن البناء المنهجي لشخصيات أبنائنا وبناتنا، يبدأ ويتواصل عبر فصول المدارس وغرف ومدرجات الدراسة في الجامعة. ومع أن جهات ومؤسسات أخرى في المجتمع تلعب دورًا حيويًا في التنشئة الاجتماعية للأطفال والشباب، والتأثير في وعيهم وإدراكاتهم للوطن، بكل ما يعنيه، إلا أن المدرسة تظل بالغة الأهمية، خاصة في تكوين وبلورة وترتيب وعي أبنائنا وبناتنا في العديد من المجالات.

وفي هذا الإطار، فإنه ليس من المصادفة أبدا أن تحظى المدرسة ومؤسسات التعليم المختلفة باهتمام كبير ومتواصل من جانب المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ليس فقط فيما يتصل ببناء المدارس الكافية وتطويرها كمنشآت تعليمية، ولكن أيضا ببناء مضمون وجوهر العملية التعليمية ذاتها، عبر تطوير المناهج الدراسية والحرص على مواكبتها للتطورات التي يشهدها العالم في مجالات التقنية والتكنولوجيا والمعرفة، وطرق التعليم بوجه عام، وعبر تطوير الأداء في العملية التعليمية، بكل مراحلها ومكوناتها، سواء من خلال تطوير قدرات المدرسين ومهاراتهم، أو من خلال تطوير الامتحانات ووسائل التقييم، أو من خلال تنويع الأنشطة المدرسية، مع تحقيق درجة أعلى من الارتباط بين المدرسة والأسرة، وبين المدرسة والمجتمع المحلي المحيط بها أيضا، والعمل على إيجاد مجتمع طلابي متفاعل وعلى نحو يوسع من مدارك واهتمامات الأبناء والبنات بما يدور حولهم من تطورات، تؤثر بالضرورة عليهم، بحكم تأثيرها على المجتمع ككل في النهاية.

وبينما سعت وزارة التربية والتعليم إلى تنظيم العديد من المسابقات المدرسية، سواء على مستوى الإدارات التعليمية بالمحافظات، أو على المستوى الوطني العام، فإن تدشين جائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية، وإعلان شعارها، التي تمت قبل أيام، تشكل في الواقع إضافة شديدة الأهمية، خاصة على صعيد ربط أبنائنا وبناتنا في المدارس بجهود التنمية المستدامة، وعلى نحو يوسع مداركهم ويزيد اهتماماتهم، ووعيهم باهتمامات المجتمع وأولوياته ومتطلبات النهوض به، وضرورة المشاركة في تحقيق ذلك، من جانب كل أبنائه، بمن فيهم طلاب المدارس. وهذه كلها جوانب شديدة الأهمية في بناء شخصيات الأجيال المتتابعة، وصقلها وإعدادها لتقوم بدورها الوطني المنشود. ولعل هذا يفسر المرونة والجوانب المتعددة للجائزة، التي تتيح للإدارات التعليمية والمدارس فرصة أوسع للمشاركة والاهتمام بمختلف القضايا الاجتماعية والبيئية، بما في ذلك مهارات الابتكار، وريادة الأعمال، والشراكة المجتمعية، وبما يتماشى أيضا مع برنامج العمل العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة الذي أعدته منظمة اليونسكو.