1063032
1063032
العرب والعالم

لاجئو جزيرة ناورو يعانون من مشاكل صحية «خطيرة» - الأمم المتحدة تنتقد سياسة أستراليا تجاه المهاجرين وبومبيو يستقبل نظيره المكسيكي

03 ديسمبر 2018
03 ديسمبر 2018

سيدني - واشمطن - (أ ف ب) - : واجهت الحكومة الأسترالية انتقادات أمس من الأمم المتحدة ومنظمة طبية بارزة على خلفية المعاملة القاسية للاجئين في مراكز الاحتجاز المقامة على جزر خارج أراضيها.

وفي هجوم لاذع نادر من نوعه، اتهمت مسؤولة رفيعة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «البيروقراطيين والسياسيين» بنقض قرارات الأطباء وتعريض حياة الناس للخطر في المراكز المقامة في ناورو ومانوس.

وتحتجز أستراليا المهاجرين غير القانونيين الذين يحاولون الوصول إليها بالقوارب في مراكز خارج أراضيها كجزء من سياستها الصارمة الهادفة إلى ردع أي طالبي لجوء محتملين.

واعتبرت المسؤولة في المفوضية كاثرين ستابرفيلد أن سياسة استراليا هذه «تسوّق بطريقة مبسّطة للغاية» مؤكدة أن تغييرها بات مسألة تتعلق «بأسس المعاملة الإنسانية واللياقة».

بدورها، ضمت كلية الأطباء الملكية الأسترالية أمس صوتها إلى الأصوات التي تدعو الحكومة لتغيير سياستها في التعامل مع اللاجئين.

ولا يزال نحو 160 شخصا محتجزين في جزيرة ناورو، بينهم نساء وأطفال. ويعتقد أن نحو 600 رجل لا يزالون يقيمون في مراكز مؤقتة في مانوس بعدما أغلق المخيم الذي تديره السلطات الأسترالية في الجزيرة أواخر العام الماضي.

وبينما وافقت حكومة رئيس الوزراء سكوت موريسون على نقل الأطفال من ناورو، إلا أنها تتعرض إلى ضغوطات شديدة لإغلاق المخيم تماما.

وعرضت الطبيبة والعضو المستقل في البرلمان كيرين فيلبس أمس مشروع قانون ينص على نقل أي شخص يتم تقييمه على أنه يحتاج إلى رعاية صحية بشكل مؤقت من ناورو أو مانوس ونقل جميع الأطفال وعائلاتهم بشكل مؤقت من ناورو.

وتحدث شهود عيان، بمن فيهم مراسلو وكالة فرانس برس، عن الوضع المزري في ناورو حيث تعيش العائلات بحالة خوف دائم من احتمال إقدام احبائها على الانتحار.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أمس أن نحو ثلث الأشخاص الذين عالجتهم في ناورو قبل أن تطردهم الحكومة في أكتوبر قالوا إنهم حاولوا الانتحار.

وأكدت المنظمة أن نحو عشرة مرضى تم تشخيصهم بـ«متلازمة الاستسلام»، وهي حالة ينسحب فيها الأشخاص من الحياة وينغلقون على أنفسهم ليدخلوا في وضع أشبه بغيبوبة.

وقال ديفيد إسحق من كلية الأطباء الملكية الأسترالية، وهو طبيب عالج الأطفال في ناورو عام 2015، إن الوصول إلى الرعاية الصحية هو أمر «ينبغي أن يحدده طبيب لا سياسي».

وأضاف أن هناك «أزمة طبية في مراكز الاحتجاز خارج الأراضي» الأسترالية مشيرا إلى أنها «أزمة يمكن تجنبها بشكل كامل. على الحكومة التحرك لوضع حد لها».

وأظهرت استطلاعات للرأي أن عددا كبيرا من الأستراليين يريدون أن يتم جلب بقية الأطفال من ناورو، لكنهم منقسمون بشأن مسألة استقبال باقي اللاجئين في أستراليا.

وتلقى سياسة الاحتجاز القاسية خارج الأراضي الأسترالية تأييدا في أوساط قاعدة موريسون الشعبية اليمينية التي يحتاج إليها لكسب الدعم المتراجع في البرلمان قبيل الانتخابات الوطنية المرتقبة بحلول مايو المقبل.

وأكد موريسون أن هذه السياسة تشكل عامل ردع لمهربي البشر وتنقذ حياة الكثيرين.

وقال الشهر الماضي إن «عدد الإخصائيين الطبيين في ناورو يتجاوز عدد الأطفال» فيها.

لكن الهجوم الأخير الذي شنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سيفاقم الضغوط على الحكومة الأسترالية.

وحذرت ستابرفيلد من أن «أستراليا تتحمل مسؤولية الأشخاص الذين قامت بنقلهم بموجب (العمليات الخارجية لدراسة ملفات اللاجئين).

وأشارت إلى أن سياسة الحكومة كانت مسؤولة جزئيا عن وفاة طالب اللجوء حميد خزائي البالغ من العمر 24 عاما إثر تعفن بالدم أصيب به في جزيرة مانوس.

وقالت «لو أنه أجلي إلى أستراليا في غضون 24 ساعة من إصابته بالتعفن الحاد بالدم لكان خزائي نجا» من الموت. في غضون ذلك التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظيره المكسيكي الجديد مارسيلو إيبرارد في لقاء وصفه إيبرارد بأنه «ودي» وسط توترات على خلفية أزمة المهاجرين عند الحدود بين البلدين.

وجاءت المحادثات غداة تولي الرئيس المكسيكي الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مهامه.

وأعلن إيبرارد على تويتر عن «حوار ودي في مقاربة أولى نحو التوصل لاتفاق طويل الأمد بين المكسيك والولايات المتحدة».

وتابع وزير الخارجية المكسيكي «أشكره على موقفه تجاه الإدارة الجديدة للرئيس لوبيز أوبرادور».

ولوبيز أوبرادور يساري أدى السبت الماضي اليمين الدستورية بعد خمسة أشهر من تحقيقه فوزا كاسحا في الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أن بومبيو وإيبرارد بحثا في «التزام متبادل للتصدي لتحدياتنا المشتركة والفرص المستقبلية».

ويبذل البلدان جهودا من أجل التعامل مع أزمة وصول آلاف المهاجرين من أمريكا الوسطى وبقائهم في خيم عشوائية عند الحدود المشتركة، وإيجاد حلول على المديين القصير والطويل.

ويمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على نظيره المكسيكي للقبول باتفاق يبقي طالبي الهجرة في المكسيك بانتظار بت واشنطن بطلباتهم.

والأسبوع الماضي قال إيبرادر إنه يريد رؤية مشروع لتعزيز التنمية في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس يكون أشبه بـ«خطة مارشال»، المبادرة الأمريكية للمساعدة في إعادة بناء أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وقال إيبرارد: إن خطة كتلك ستساعد في الحد من توجه أعداد من المهاجرين الهاربين من أعمال العنف والفقر في دولهم إلى الولايات المتحدة.

وأمس الأول أزال مسؤولون في مدينة تيخوانا المكسيكية الواقعة عند الحدود مع الولايات المتحدة مخيما للمهاجرين كان أقيم في مجمع رياضي بسبب ظروفه غير الصحية وقاموا بنقل المهاجرين إلى منشأة أخرى.

ومن أصل ستة آلاف مهاجر كانوا وصلوا إلى المدينة انتقل نحو ألفين فقط إلى المركز الجديد، بحسب ما صرّح مسؤول لوكالة فرانس برس.

وصعّبت برودة الطقس والأمطار الغزيرة ظروف العيش في المخيم.

وبقي نحو 500 مهاجر بالقرب من الموقع الأول متخوّفين من أن تكون الخطوة مقدمة لترحيلهم وباتوا ليلتهم في الشوارع، بحسب المسؤول.

أما الباقين فلم يعرف مكان وجودهم.

وكان المهاجرون، وهم بغالبيتهم من هندوراس قضوا أسابيع في السفر آملين بالوصول إلى الولايات المتحدة.

والأسبوع الماضي أطلقت السلطات الأمريكية القنابل المسيلة للدموع على نحو 500 مهاجر بينهم نساء وأطفال كانوا يحاولون اختراق الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.

ودفع ذلك بمئات المهاجرين إلى العودة أو السعي للبقاء في المكسيك.