salem
salem
أعمدة

نوافذ .. أفراح خارج الحدود

03 ديسمبر 2018
03 ديسمبر 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

صنعت الاحتفالات التي تعيشها السلطنة بمناسبة الثامن عشر من نوفمبر في السنوات العشر الأخيرة فارقا في العالم ، بعد أن كانت فقط في محيط جغرافي لا يتعدى حدود الدولة، وهذا تمثل في عنصرين مهمين جدا في توسع رقعة الفرح هذه، أولها ما تقوم به سفارات السلطنة في دول العالم، والثاني دور الطلبة المبتعثين في جامعات العالم، فعمان من الدول القليلة التي يحرص أبناؤها على إحياء مناسباتهم الوطنية كيوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، مما أكسبهم المزيد من العلاقات الودية على المستويين الرسمي والشعبي .

تقدير كبير خاصة لأبنائنا الطلبة الذين ما فتئوا يبذلون ذلك الجهد المميز في نشر الفرح في أصقاع الدنيا بدءا من تزيين جامعاتهم بالأعلام العمانية وإقامة أيام الاحتفالات بالموروثات الشعبية على المسارح والطرقات وتوزيع الورود والحلوى والأعلام على المارة، وإقامة منصات التعريف وإنتاج الأفلام القصيرة عن السلطنة ومسيرتها وغيرها من الأعمال الابتكارية التي لاتحصى ولاتعد بقدر الأفكار التي تقدم وجه عمان المشرف إلى العالم .

الكثير من الأفراح التي شارك فيها مواطنو العالم السلطنةَ في العيد الحالي الذي لاتزال أفراحه مستمرة، تركت انطباعات مؤثرة فيهم ومدهشة في الوقت ذاته وهي افضل الوسائل في التعريف بهذا البلد الذي حان الوقت لتقديمه الى العالم بوجهه المختلف والمتميز الذي لاشك أنه سيلقى كل الترحيب والعون من الآخرين، لأنه وضع أسسا منذ 48 عاما لم يحد عنها، وبقيت ثابتة لم تتغير، رغم تقلبات السياسة وحسابات الربح والخسارة ورغم تنوع المصالح وتغيرها بين الأصدقاء والأشقاء في المدرسة السياسية والدولية، ورغم الاصطفاف الذي نشاهده يوميا في العلاقات الدولية.

قبول الآخر لعمان ليس صدفة أو مجاملة، بل هو إيمان عميق أن لغة السلام والتآخي في العالم التي نادت بها مسقط ليست وليدة العقود القليلة الماضية، بل نهج سار عليه العمانيون منذ آلاف السنين، وأكدها الرسول الكريم الذي أشاد بنهج السلم الذي يتبعه العماني وهو المترسخ في شخصيته منذ مجيئه الى الدنيا، وها هم أبناؤنا اليوم يترجمون ذلك النهج المتأصل فيهم ويواصلون نشر السلام الذي أرسى مبادئه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، واتخذه أولوية في التعامل مع العالم.

لذلك، إن عوائد الحضور العماني في أرجاء الدنيا؛ أَكان سفيرا أو طالبا أو تاجرا أو سائحا أو مقيما، تمثل كل هذه الحالات منارات مهمة في حياتنا وتدفع نحو تعزيز التعريف بهذا البلد الذي يشاركه القاصي والداني أفراحه، التي يعبران فيها عن حبهما لهذا الوطن رغم أنه لاينتميان إليه .

كم يسعد من يشاهد الآخرين بنفس الحب يتغنون لعمان، وينشدون الفرح ويوزعون الابتسامة، ويشاركون في الإعداد لتلك المناسبات، وكأنهم عمانيون، هذا الحب الجارف لهذه البلد المتنوع في كل شيء ، نقدم لهم ألف تحية من القلب على مشاعرهم، ولأبنائنا الطلبة الذين استطاعوا أن يصنعوا ذلك في الآخرين.