1061983
1061983
العرب والعالم

بوتين يوضح لترامب موقفه حيال أوكرانيا وماتيس يندّد بمحاولة موسكو التدخل في الانتخابات النصفية

02 ديسمبر 2018
02 ديسمبر 2018

روسيا تختتم اختبارات صاروخ «بانتسير» قبل نهاية العام  -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الحرب ستستمر» في شرق أوكرانيا المتمرد ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية «باقية في الحكم»، موضحا انه شرح لنظيره الأمريكي دونالد ترامب الوضع بين موسكو وكييف أثناء قمة مجموعة العشرين.

وأكد بوتين أنه دافع عن موقف موسكو أثناء لقائه ترامب.

وقال بوتين للصحفيين «تحدثنا وقوفا. أجبت عن أسئلته المتعلقة بالحادثة في البحر الأسود».

وجاء كلام بوتين تعليقاً على التوترات بين موسكو وكييف التي تفاقمت منذ احتجاز الأحد حرس الحدود الروس ثلاث سفن حربية أوكرانية في البحر الأسود. وحصلت الحادثة التي أوقف خلالها 24 بحاراً أوكرانياً، قبالة القرم. وتتهمهم روسيا بالدخول بشكل غير قانوني إلى مياهها الاقليمية.

واعتبر الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي أن «لا مصلحة للسلطات الأوكرانية الحالية في تسوية النزاع» بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، «خصوصاً بوسائل سلمية».

وأضاف «ما دامت (السلطات الأوكرانية الحالية) باقية في الحكم فإنّ الحرب ستستمر .. من السهل دوماً تبرير الإخفاقات الاقتصادية بالحرب» من خلال إلقاء المسؤولية على «معتد خارجي».

وأوقعت الحرب في شرق أوكرانيا أكثر من 10 آلاف قتيل منذ اندلعت في 2014. وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا التي ضمّت شبه جزيرة القرم إليها في 2014 بدعم الانفصاليين عسكرياً وهو ما تنفيه موسكو. وجدّد بوتين السبت التنديد بما اعتبره «استفزازاً» قامت به السفن الحربية الأوكرانية الثلاث التي «انتهكت بكل وقاحة الحدود الروسية».

ونددت أوكرانيا من جهتها، بـ»عمل عدواني» روسي وفرضت قانون الطوارئ في عدد من المناطق الحدودية، ردا على احتجاز السفن.

وأكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في مقابلة مع قناة «فرانس 24» أن بوتين يرفض التحدث اليه منذ بداية الأزمة.

وقال بوروشنكو إنه طلب من مكتبه الاتصال بالكرملين لإبلاغه بـ»أننا مستعدون لإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى خفض للتصعيد». وأضاف «للأسف، بوتين لم يردّ على طلبي إجراء مكالمة هاتفية مباشرة معه».

وأشار بوروشنكو إلى أن أوكرانيا ستحاول تسوية الوضع عبر وسائل دبلوماسية لكن القوات الروسية يجب أن تغادر القرم وأن تعيد السفن والبحارة «المحتجزين بشكل غير قانوني في المياه الدولية في البحر الأسود».

وذهبت كييف إلى إلى حد الطلب من حلف شمال الأطلسي نشر سفن في بحر آزوف لدعمها في خلافها مع موسكو. لكن الأوروبيين عملوا على تهدئة أوكرانيا.

وأدان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بشدة روسيا فقال أثناء منتدى للدفاع في كاليفورنيا «نواجه حالياً انتهاكات مخادعة ارتكبها بوتين لمعاهدة» الأسلحة النووية المتوسطة المدى.

وندد ماتيس بـ«الاستخفاف والرفض السافرين لاتفاق 2003 الذي يضمن حرية ملاحة السفن الروسية والأوكرانية عبر مضيف كيرتش، وهو اتفاق انتُهك بشكل سافر في عطلة نهاية الأسبوع الماضي».

ويربط مضيق كيرتش البحر الأسود ببحر آزوف.

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بوتين تهدئة التوترات.

وأشار متحدث باسم ميركل إلى أن «المستشارة أعربت من جديد عن قلقها إزاء التصعيد .. وعن التزامها موضوع حرية الملاحة البحرية في بحر آزوف». ويتقاطع هذا التصريح مع كلام الرئيس الفرنسي الذي قال لنظيره الروسي إنه «يجب الدخول في مرحلة خفض التصعيد».

ولإقناع ماكرون بصحة قراره احتجاز السفن الأوكرانية الثلاث، استعان بوتين بورقة وقلم ليرسم خريطة تُظهر المسار الذي سلكته السفن، بحسب ما أوضح الجمعة مستشارو الرئيس الفرنسي.

من جهته ندّد وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس بمحاولة روسيا «التدخل» في انتخابات منتصف الولاية الامريكية التي جرت مطلع الشهر الفائت، بطريقة مشابهة لما قامت به في الانتخابات الرئاسية العام 2016 التي أوصلت الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الابيض.

وقال ماتيس في منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا إنّ العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو ساءت «بلا شك» بسبب المحاولات الروسية المستمرة للتدخل في الانتخابات الأمريكية.

وأضاف أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «حاول مجددا التدخل في انتخاباتنا الشهر الماضي ونرى محاولات مستمرة في هذا الصدد».

وأوضح أنّ بوتين «واصل الجهود لمحاولة إفساد العمليات الديمقراطية التي يجب أن ندافع عنها».

وقال ايضا «سنفعل كل ما هو ضروري للدفاع عنهم» في إشارة الى الديمقراطيات الغربية.

وتأتي تصريحات ماتيس بعدما ألغى ترامب لقاء كان مقررا مع بوتين خلال قمة قادة مجموعة العشرين في بوينس ايرس في الارجنتين، بسبب التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا.

وقبل انتخابات منتصف الولاية، أغلق فيسبوك وتويتر آلاف الحسابات التي يتم إدارتها من قبل روسيا، فيما وجهت السلطات الأميركية اتهامات إلى 14 شخصا من وكالة أبحاث الانترنت الروسية.

وحذّرت السلطات الأمريكية المعنية آنذاك أن على «الأمريكيين توخي الحذر من أنّ أطرافا أجانب وروسا على وجه الخصوص، يواصلون السعي للتأثير على المشاعر العامة وتوجهات الناخبين من خلال أفعال تهدف لبث الفرقة».

ووجهت وزارة العدل اتهاما إلى رئيسة وكالة أبحاث الانترنت الروسية يلينا خوسياينوفا قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 6 نوفمبر، لتصبح أول شخص يتم اتهامه في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

ونددت موسكو بالإجراء الأمريكي بحق خوسياينوفا معتبرة أنّ الاتهامات ضدها مفبركة من أجل فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

ويواجه ترامب نفسه تحقيقا في ما إذا كان مساعدوه التقوا عملاء روسا من أجل التأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.

في شأن مختلف تستكمل روسيا اختبارات الطيران للنسخة الجديدة من صاروخ منظومة الدفاع الجوي طراز «بانتسير-إس أم-سي في»، والمصمم لتدمير الطائرات دون طيار، قبل نهاية عام 2018، بحسب ما أوردته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق العام الجاري، عن 10 هجمات استهدفت منشآت عسكرية روسية في سورية باستخدام طائرات دون طيار، وقد نجحت في صدها، وخاصة باستخدام «بانتسير- إس». يشار إلى أن منظومة الدفاع الجوي «بانتسير» مصممة من أجل تغطية المرافق العسكرية والمدنية ضد أي هجوم جوي تحت الظروف الجوية والإلكترونية المختلفة، وعلى مدار الساعة.